الثلاثاء، 7 مايو 2019

مقالات:• المحطة الوسطى:(موائد الكرام.. وموائد اللئام)! 


(لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ  وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) الاية 
أسوأ مظهر من مظاهر دولة التمكين الاجتماعية أنها أساءت لنفسها..وهي تسئ لشعبها..حين قسمتهم الي سادة وعبيد حتى على الموائد والمأدوبات التي تقيمها على شرف كبرائها وأراذلهم حتي في شهر رمضان شهر الفيض والبركة فمن القصر الجمهوري .مروراً بالوزارات.والدوائر الحكومية  يتنادون. أن هلموا أيها الوجهاء إلى افطار رمضان. حيث تتقارع الصحون.والأقداح حول البوفيهات المفتوحة في أفخم الفنادق والصالات الباذخة..وحيدر المكاشفي يقول لهم..ويقسم جهد أيمانه كاتباً في صحيفة الصحافة الغراء. أيها القوم إن فتاة جامعية تتسلل خلسة من داخلية البنات لتقتات من القمامة ويقدم لهم الدليل على قلوبهم التي قدت من صخر ..وان من الحجارة مايتشقق.وتخرج منه الماء..والأكوام البشرية تتوسد الأرض وتلتحف السماء تئن من المرض والمسغبة
.وجموع الصبية المشردين أولاد وبنات هائمون علي وجوههم وقت أذنت ساعة الافطار تتلقفهم الأيدي الحانية من المفطرين على البروش جماعات في الشوارع.من أبناء أمة جبلت علي التكافل والتراحم فأفسدت عليهم الانقاذ هذه السحايا..كما أرادت أن تفسد عليهم دينهم الذي فطروا عليه..نشرت بصحيفة أخبار اليوم عندما كنت أعمل بها صورة لأحد ولاة الخرطوم وبجانبه فلان الفلاني مساعد رئيس الجمهورية في لقاء شعبي للأهالي في مايبدو.وبيد كل واحد منهما  إناء به مشروب.بينما وقف أحد أفراد حاشية الوالي خلفه منحياً وباسطاً راحة يده تحت الاناء حتى لايتساقط المشروب علي ثياب الوالي وكان هذا مشهداً صادماً للكثيرين.ومهيناً للكرامة الانسانية
لاداعي لأن نكرر القول عن الحملة المناهضة لسلوك قادة النظام البائد في هذه الصحيفة.ازاء الحفلات الباذخة عند الاحتفاء ببعضهم البعض أوافتتاح المشاريع ومايصحبها من فقرات راقصة يتم فيها اكرام ضيوف الصف الأمامي من كبار المسؤولين ووجهاء القوم بالطعام والشراب دون سواهم من سواد العامة .كتبنا عن الاحتفاء بالشرائح الضعيفة في قاعة الصداقة مدفوعة الأجر.وعن الاعتداء علي التمويل الاصغر للفقراء في تقارير المراجع العام..ودفعنا بالتقارير المصورة للاعبين الأجانب وهم يستلمون بالدولار استحقاقاتهم في مواسم التسجيل من رؤساء الأندية..بينما يموت المواطن علي قارعة الطريق كمايموت البعير وهوممسك علي روشتة الدواء.تقول الحكومة لشح النقد الأجنبي.ألا أن الفضيلة والشهامة لم تئدها تصرفات النظام الفاسد فهي متجذرة في اعماق هذا الشعب ووجدانه..يبعثها ويجسدها حية شباب الاعتصام وينفض عنها غبار النظام الفاسد وصدئه..في تراحم وتكافل أخذ  بجامع القلوب.وحير ألباب الشعب العربي والمسلم وسائر الشعوب..كل شئ موجود الظل والمأكل والمشرب والطبيب والدواء..ومن خلفهم نفير أمة بأكملها.تلك الصورة التي تشهدها وسكان القرى يصطفون على الطرق الطويلة قرب ساعة افطار رمضان.ويوقفون البصات والحافلات وينزلون المسافرين لمشاركتهم وجبة الافطار..شبابنا مازال بخير شاهدته داخل البص والحافلة ينهض من كرسيه لتجلس مكانه امرأة..اورجل مسن..بئس ماصنعت الانقاذ.وعليها اللعنة.