
منذ إعلان الجيش استجابته لخيار الشعب وخلع نظام الإنقاذ ورئيسه المشير عمر البشير في الحادي عشر من أبريل الماضي وإعلان إلقاء القبض على قادة النظام السابق، والتأكيد على وجودهم في مكان آمن ومن ثم التأكيد على نقلهم لسجن كوبر ظلت الدعوات والمطالبات بتصوير القادة من السجن مستمرة مصحوبة بشكوك من البعض على الاعتقال نفسه، قبيل اسبوعين أعلن رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان أن قادة النظام السابق بقيادة الرئيس البشير ونوابه حسبو وكبر وعلي عثمان ونافع وآخرين موجودين في سجن كوبر وأنه إذا سمحت قوانين السجن بزيارتهم من قبل الإعلام فإنهم لايمانعون ولعل البرهان في حديثه لقناة العربية أراد أن يبرئ، ساحة المجلس العسكري وأن يؤكد عدم ممانعتهم من الزيارة والوقوف على أوضاع المعتقلين، أمس الأول عاد الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الفريق الركن شمس الدين كباشي إلى ذات النقطة معلناً السماح للصحفيين بزيارة سجن كوبر ورؤية المعتصمين، الخطوة التي تجر وراءها العديد من التساؤلات القانونية والإعلامية والأخلاقية وهل يسمح في العادة بزيارة المعتقلين وتصويرهم، ورغم أن البعض أبدى تحفظا على الخطوة الا ان المجلس العسكري واقع تحت ضغط كبير من وسائل إعلام ومن جموع المعتصمين برؤية قادة النظام السابق في السجن وقد سرت في الفترة الأخيرة العديد من الشائعات عن السماح لأجهزة إعلام بتصوير المعتقلين.
زيارة
الناطق باسم المجلس العسكري الانتقالي الفريق شمس الدين الكباشي ،أكد استعداد المجلس للسماح للصحفيين والمهتمين بحقوق الإنسان لزيارة سجن كوبر، للتأكد من وجود قيادات نظام الرئيس المخلوع عمر البشير.
وقال الكباشي في مؤتمر صحفي مساء أمس الأول الأحد ،إن وثيقة الإعلان الدستوري التي قدمتها “قوى الحرية والتغيير” تشمل عدد من نقاط الإتفاق بين الطرفين، ونوه إلى ملاحظات أخرى قال إنها تحتاج إلى النقاش والتفاوض حولها، وأعلن أن المجلس العسكري سيرد على الوثيقة .
وأبدى رغبة المجلس وقيادته الأكيدة في الوصول إلى اتفاق بأسرع ما يمكن مع “قوى الحرية والتغيير” حول ترتيبات الفترة الانتقالية.
ونفى الكباشي وجود أي اتجاه لفض الاعتصام القائم أمام مقر القوات المسلحة بالقوة، وأكد استعدادهم لتقديم أي دعم لوجستي يطلبه المعتصمون، وأعلن قبول المجلس بالوساطة التي تقودها شخصيات وطنية سودانية. وامتدح الأدوار الإيجابية لدول عربية سارعت لتقديم الدعم والعون إلى السودان، وقال “إننا تسلمنا خزينة الدولة خاوية، ولكن الأمور تسير الآن”.
طلب مقابلة
ونشرت وسائل إعلام امس الأول خبراً يفيد بطلب الحاجة هدية محمد زين والدة الرئيس السابق عمر البشير بمقابلة ابنها المعتقل في سجن كوبر ولم يتم تقديم الطلب بصورة رسمية حتى اللحظة ولم يتسن للصحيفة معرفة ماذا تم بشأنه .
خطوة سالبة
المستشارة نجوى قدح الدم ذكرت أن الأمر مؤسف للغاية وعلى الجميع التواصل مع من المجلس العسكري ونصحهم مع توضيح سلبيات هذ العم في الصحف والميديا حتي
يمنع مثل هذا الاستعراض لأنها سابقة خطيرة في تاريخنا السياسي ولم تحدث من قبل.
مطلوبة
بدوره يرى الاستاذ محمد المدني القيادي بحزب المؤتمر السوداني ان الخطوة مطلوبة ليست للتشفي ولكن لجهة انها تبدد الشكوك حول الاعتقال نفسه ولتطمين الشارع أن انحياز الجيش له حقيقي والأمر ليس مجرد تمثيلية.
انتهاك
الإعلامي والناشط الأستاذ أحمد الشيخ قال إن مشاهدة المعتقلين انتهاك لحقوقهم مهما كان الدافع وعدم الثقة في العسكري وقال ان فعل المجلس العسكري هذا سيكون هدم مؤسسة ظلت محتفظة بتقاليدها لفترة طويلة.
مراعاة
وقال القيادي بالمؤتمر الشعبي صديق حسن لو كنت أقرب للمعتقلين لقلت وفعلت بمراعاة حرماتهم وهم أسرى وقال إن المطالبة بالتصوير خطأ وهذا لم يحدث في احلك عهود الظلم البائدة منذ ماقبل الاستقلال وقال هم ليسوا في سيرك او حديقة ليُستعرضون أمام الناس وقال صديق على كبار الصحافيين مقاطعة مشاهدة واستعراض المحبوسين والانتصار للإنسانية والتعاليم والقيم.
انتظار
الدكتور شمس الدين الحسن المحلل السياسي والأكاديمي قلب يمكن للاعلام انتظار بدء المحاكمات مثلما تم عقب الانتفاضة والتصوير في المحاكم ممكناً وقال ان بدء محاكمة البشير واكتمال التحري سيتيح للاعلام حضور المحاكمات والتصوير مسموح به قانونا وقال يمكن صدور قرار قضائي بمحاكمة مفتوحة أمام الإعلام للبشير والقيادات الأخرى التي تثبت عليها أي اتهامات واستشهد بحادثة الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك الذي تم تصويره في المحاكم وترافع عن نفسه.
المسموح
الخبير القانوني المستشار أنور الياس أوضح أن الناطق الرسمي لم يتطرق صراحة إلى التصوير وذكر بزيارة الصحفيين والمهتمين بحقوق الإنسان وهو يعني بذلك سلطات رقابية وأوضح مولانا انور انه لايجوز في كل الأحوال تصوير أي شخص الا برضاه وإلا اعتبر تعدي علي خصوصيته