الأربعاء، 8 مايو 2019

مقالات:مساحه للبوح: قراءة في تضاريس الواقع السياسي


لا أعتقد البتة أن المحللين السياسيين الحقيقيين الذين عركتهم التجارب وأسعفهم الزمن في حضور مقدمات ومخاض ولادة ثورات وحكومات متعددة سابقة استولت على مقاليد الأمور ووصلت لسدة الحكم بالبلاد عبر الصناديق او التنازل أو انقلابات تفرضها الحالة المستعصية وأخرى غامضة مباغتة وبالتالي امتلاك خبرات تراكمية ومعرفة دقيقة ببواطن الأمور ومنتهى مجريات الثورات والأحداث قبل وقوعها أو تحققها مباشرةً وإعلانها رسمياً عبر مارشات عسكرية أو بيانات على أجهزة أعلام الدولة الرسمية والقنوات والصحف والاذاعات العالمية الاخري تسمح لهم بتحديد ومعرفة ما سيؤل إليه الحراك أو الواقع الإقتصادي المتردي أو مثل الحوار الحالي الذي تتجه خطواته المتباينة المتباعدة بين المجلس العسكري الانتقالي وتحالف قوي إعلان الحرية والتغير الذي لم يصل هو الآخر حتي اللحظة لتوافق تام بين مكوناته الداخلية الموقعة علي الوثيقة من جهة وبينه وبين القوي الأخرى من جهة أخرى فضلاً عن عدم توصله لإتفاق بل تطاوله واستفزازه وخلافه غير المبرر مع شريكه الأصيل في التغيير المؤسسة العسكرية والذي وصل لذروته ومرحلته قبل الأخيرة الفاصلة التي سيصل لها الطرفان لا محالة في غضون ساعات قادمة دون التوصل لقواسم مشتركة ورد ايجابي للوثيقة المقدمة من أجل تكوين حكومة كفاءات وطنية مدنية عسكرية مزدوجة هجين بثلاثة مستويات سيادية وتنفيذية وتشريعية وليس مدنية خالصة كما  يتحدث بها الجميع بصورة مختلفة مع الواقع المعاش والقادم الحتمي المنتظر نظراً لعدة أسباب جوهرية أهمها استحالة توفر الثقة بين العسكر والمدنيين كما هو معروف تاريخياً بينهما وكذلك للطموح الزائد ورفع سقفه المتواصل من جانب قوى إعلان الحرية والتغيير المتمثل في إقصاء غيرها من اللاعبين الأساسيين في العملية السياسية في البلاد وانفضاح نوايا بعض منسوبيها السالبة تجاه القيم الإسلامية والمتمسكين بها من الجنسين فضلاً عن وجود أحزاب ذات واجهات أجنبية دخيلة وأخرى عقدية بغيضة تسبب في تنامي الخوف واحتقان النسبة المسلمة الأعلى كعباً بين المواطنيين السودانيين المستقليين وأيضاً لسبب آخر لايقل أهمية وخطراً ولاينفك من مجموع الفكر الإقصائي السيئ المبيت سيما تجاه أي كيان إسلامي ولو كان سمحاً عادلاً الا وهي تطويل ومد فترة الحكم الانتقالي لأربعة سنوات بحالها وأحوالها المتوقعة خوفاً وهرباً من اللجوء لصناديق الاقتراع الكاشفة التي لم يفوز عبر تاريخها الانتخابي في البلاد حزب عابر للقارات أو قل الحدود عموماً إن الممارسات والحوار الجاري بين المجلس العسكري الانتقالي وتحالف قوى اعلان الحرية والتغيير متعثر وتعتريه التجاذبات بين الطرفين والتي تسببت بدورها في انحسار مياه التواصل والتحاور دون إشراك الآخرين في إدارة الشأن السياسي لإدارة البلاد في مرحلة انتقالية من الأجدى أن لاتتعدى العاميين بأي حال من الأحوال حتي لا يستفرد حزب دون غيره بالسلطة وينفرط عقد استقرار البلاد الأمني الهش ويتحول المواطن السوداني الى لاجئ متشرد يطرد بالأبواب وعبر الحدود وفوق كل هذا وذاك إشراك كل المكونات السياسية عدا حزب المؤتمر الوطني الذي أخذ الوقت الكافي الهدر والفرصة الثمينة الكافية المحفزة لتحقيق طفرة مرجوة  دون فرز في التشكيل القادم وغيرها من الخطوات المهمة التي يقوم بها الساسه الوطنيين الخلص في البلاد والدول المحترمة التي ينشد أبنائها التقدم والازدهار والرفاهية هذا إن أراد الطرفين المتشاكسين الوصول بالسودان وأهله إلى مرافئ آمنة تغي البلاد شر تراجيديا الانفلات والانزلاق المستطير الذي أوشك علي الصيرورة مالم يتدارك الطرفين خطورة أمر التنازع ومحاولة الانفراد الأحادي بالسلطة الذي أتوقع حدوثه من قبل العسكر في الأيام القليلة القادمة . وياخبر اليوم بفلوس بكرة يصبح ببلاش  . خارج النص :- لا سبيل للوصول لتفاهمات تهيئ لإمكانية تشكيل حكومة وطنية مالم يحدث تراجع ومراجعة سياسية ذاتية ناقدة من قبل قادة تحالف قوي إعلان الحرية والتغير تهيئ لمشاركة جماعية كلية حقيقية فعالة تغتضيه الضرورة الوطنية الملحة التي يحتاجه الواقع السياسي المأزوم بالبلاد المستهدفة من قبل الدول الطامعة في خيرات وثروات السودان الوفيرة المتعددة . مجرد سؤال ... هل تم اختطاف الثورة الشبابية المستقلة من قبل المكونات السياسية الحمراء التي لم تقدم شهيداً واحداً للثورة حتي اللحظة بل تسببت في تفشي المظاهر السالبة بين المعتصمين في كل ولايات  البلاد التي نتمني تسميتها وإعادتها إلى نظام الأقاليم السابق باسم ومفهوم الحرية الافريقي العربي المتخلف القاصر الذي يعني التحرر من التمسك بالفضيلة والالتزام بالقيم والتوجيهات الربانية القويمة ؟ .