الأحد، 28 أبريل 2019

استطلاع:التفتيش عند مداخل ميدان الاعتصام بين الرفض والقبول!!


(أرفع يدك فوق التفتيش بالذوق) ....
شباب لا يرفضون التفتيش وآخرون يعتبرون تكراره استفزازاً لهم !!
نائب رئيس لجنة التفتيش:نسعي إلى ضمان حمايه المواطنين داخل الميدان!!
رئيس المجلس العسكري : التعدي علي الافراد بالتفتيش انتهاك لهيبة الدوله ويسئ للمحتجين!!
خبراء علم اجتماع : التفتيش ارتبط عند المجتمع بالجريمه ولكن..!!

استطلاع: عائشه عبدالله عتيق

مجموعة من الشباب يرابطون عند كل مدخل يؤدي الى  ميدان الاعتصام بالقيادة العامة لقوات الشعب المسلحة  ويعملون ليلاً ونهاراً يتناوبون في الورديات ليحكموا السيطرة علي كل الطرق التي يعبرها الثوار إلى داخل الميدان رافعين شعار (ارفع ايدك فوق التفتيش بالذوق) في إشارة منهم إلى أن السلوك الذي يقومون به سلوك ايجابي بعيداً عن التعنت والتعصب بل هو  اجتهاد منهم لحمايه الثوار داخل ميدان الاعتصام ،خاصة إنهم يتكبدون المشاق طوال الساعات وقوفاً وليس جلوساً  ، كما إن هذا العمل طوعي لا يحصلون مقابله على الأجر من أي جهة ، وهدفهم الأول هو حماية المواطنين في أرض الاعتصام  ..
 في ذات الوقت تقول لجنة الامن بالمجلس العسكري إن هذا السلوك يعد من الظواهر السالبة التي تقيد حركة المواطنين وإن الاقدام علي خطوة تفتيش المواطنين ليس من مهام هؤلاء الأفراد بينما خولوا لانفسهم سلطات غير قانونية ؛ وهناك سؤال يفرض نفسه هل يقوم الثوار باتباع هذا السلوك مع أي مواطن في الطرق العامة؟  أم إنهم يقومون بهذا العمل عند مداخل ميدان الاعتصام فقط؟ فاذا كانت الاجابة بنعم فهذا يعني بأن الثوار تجاوزوا القانون  ولا يحق لهم القيام بهذا العمل ، ولكن عندما يهدف هذا التفتيش إلى ضمان حماية المواطنين الثوار فإنهم يرون إن القيام بهذا الدور من صميم واجبهم . (الوطن) نظرت إلى الموضوع من جوانبه المختلفة واستمعت إلى عدد من الآراء التي نستعرضها في المساحة التالية.. 

*تنسيق بين النقاط!!*
معز مصطفى هو أحد الذين التقتهم (الوطن)عند مدخل التفتيش في الناحية الشمالية لميدان الاعتصام وقال إن عملية التفتيش إيجابية والهدف منها منع وقوع أي جريمة ، وضمان لحماية المواطنين داخل الميدان، لكنه استنكر تكرار عملية التفتيش على بعد أمتار من النقطة الاخرى ، وأشار إلى أن هذا الأمر جعل الكثيرين يشعرون بالاستياء من عملية التفتيش التي يقوم بها عدد من الثوار عند كل مدخل ، وأضاف معتز إنه يجب أن يكون هناك تنسيق بين نقاط التفتيش بحيث يتم تفتيش المواطنين مرة واحدة مشيراً إلى إنك قد يتم تفتيشك من أربع إلى خمس مرات عند تجوالك داخل الميدان وهذا السلوك المتكرر ينفر البعض من الحضور إلى المشاركة في الاعتصام ويفوت على المواطن حق من حقوقه .
*تعطيل للمهام!!*
من جانب آخر فقد  شكى عدد من الصحفيين من مصادرة أقلامهم عند نقاط التفتيش مشيرين إلى إن هذا الاجراء يساهم في تعطيل مهامهم حيث إنهم يحتاجون إلى استخدام الاقلام في تدوين الاستطلاعات التي يجرونها مع المواطنين الثوار ونقل وجهات نظرهم إلى الرأي العام وتمليك الحقائق ، واوضحت الصحفية حنان عيسى إنه كل يوم تتم مصادرة قلمها عند التفتيش وأبدت استياءها من هذا الاجراء، وأضافت على أفراد التفتيش أن يطالبوا كل من رفض تسليم قلمه بابراز هويته للتأكد من وظيفته ، بينما استغربت الصحفيه ملاك علي أن يكون القلم سلاح لتنفيذ الجريمة ومضت قائلة:هناك أدوات أكثر خطورة يمكن أن تتم مصادرتها للحفاظ على سلامة المواطنين داخل ميدان الاعتصام .
*اعتذار!!*
من جانبها أوضحت لمياء محمد أنها تحضر إلى ساحة الاعتصام كل يوم وتعود عند المساء لتداوم اليوم الثاني وهكذا وبالرغم من ذلك يتم توقيفها  لعملية التفتيش عند  مداخل الميدان وقالت إنها لا تتبرم من هذا السلوك طالما يهدف إلى الحماية  وليس هناك ما يمنع، بشرط استخدام السرعة في التفتيش حتى لا يعطل المواطنين من المشاركة في المواكب الوافدة إلى ميدان الاعتصام ، وأضافت نحن مجموعة من الشباب والشابات حضرنا ممثلين للجهة التي نعمل فيها ولاحظت أن حركة تمرير الشباب كانت أسرع من حركه تمرير الشابات،وهذا تسبب في تكدس كبير أمام المدخل، لذلك أناشد أفراد التفتيش عند المداخل بالسرعة وزيادة أفراد التفتيش بكل المداخل لسرعة انسياب الحركة إلى داخل ميدان الاعتصام،وأشارت الى ان افراد التفتيش يتمتعون بالذوق والسلوك الايجابي مع المواطنين ،وعندما يشعرون إن أحدهم قد تضجر  من ممارسه التفتيش يقدمون له الاعتذار ويوضحون بأن الهدف من ذلك هو الحماية والمحافظة على السلامة . أما موسى اسماعيل (طالب جامعي)  فقد استنكر  القيام بتفتيش أمتعة المواطنين عند الدخول إلى ميدان الاعتصام وعلى بعد أمتار من ترس التفتيش (الأول،الثاني ، الثالث والرابع ....الخ) الأمر الذي سبب له الضيق وقال إنه لا يعترض على عملية التفتيش مرة واحدة وعندما يسمح له بالمرور من الترس الأول فليس هناك حاجة لأن يتم  تفتيشه مرة تانية وثالثة ، وقد أزعجه التفتيش المتكرر وأغضبه لدرجة إنه غادر تاركاً  حقيبته مما اضطرهم للحاق به وتسليمه الحقيبة ، وختم موسى حديثه متسائلاً : لماذا لا يتم عمل ترس واحد ويكون فيه العمل مكثف بدلاً من ضياع الزمن؟
*انطباع سلبي!!*
وحول هذا الموضوع تحدث بعض خبراء  علم الاجتماع والذين اشاروا إلى أن تفتيش الاشخاص هو اجراء احترازي تقوم به بعض الجهات لضمان السلامة والتأمين ، إلا إنه  ارتبط في اذهان البعض بمرتكبي الجرائم والمخالفين ، واضافوا ان المجتمع السوداني مجتمع انطباعي وينظر الي الامور من خلال الانطباع الاول لكل قضية ، فهناك من  يرى أن تفتيشه أمام العامة  فيه إهانة له او إنه يمثل مصدر شك ، مشيرين الي ان التفتيش الذي يشمل الجميع لاحرج فيه بل يصبح أمراً طبيعياً  واجراءا احترازياً للجميع ولا يشمل فئة دون أخرى خاصة في الأماكن العامة وأماكن التجمعات الكبيرة .
*مسؤولية الدولة!!*
من جانبه فقد ندد رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان بالظواهر السالبة التي تنتهك هيبة الدولة وتسئ للمحتجين مثل قفل الطرق والتعدي على الافراد بالتفتيش دون سلطة مخولة ، وقال في تصريحات صحفية إن الأمور لن تسير على هذا المنوال وإن الأمن هو مسؤولية الدولة ولن تفرط فيه ،وفي ذات السياق  أكدت اللجنة الأمنية بالمجلس العسكري في تعميم صحفي سعي الحكومة الحثيث لتسيير الحياة السياسية والاقتصاديه والأمنية حتى تخرج البلاد إلى بر الامان،وأوضحت اللجنة ان بعض الممارسات السالبة وغير المقبولة في الشارع العام تتمثل في قفل الطرق والتفتيش والسيطرة علي حركه المواطنين والمركبات العامة ووضع المتاريس على الطرق ومنع القطارات والشاحنات من توصيل احتياجات المواطنين بالولايات مما ينعكس سلباً على حياتهم ، وقال إن قيام بعض الشباب بممارسة دور الشرطة والاجهزة الأمنية فيه تخطي واضح للقوانين واللوائح،فضلاً عن ترويج وتعاطي المخدرات بالشارع العام في استهداف واضح لعقول الشباب .
*من المحرر!!*
شباب صادفتهم عند محاولة دخولي إلى مقر الاعتصام للخروج بهذه الافادات ، لكن يبدو إن هؤلاء ليس لديهم علاقة بالإعلام والإعلاميين مما جعل الشك ينتابهم في صفتي وطلبوا مني  إبراز هويتي وهذا من حقهم كجهة أريد التعامل معها وحتى استطيع  الحصول بسهولة  على المعلومات التي لديهم ،ولكن للأسف بعد بعد أن تعاملت معهم بسلوك ايجابي إلا إن محمد قال(ناس الجرايد ديل هم المطلعين عينا)على  حد تعبيره ودائماً  لا يأتون بالمعلومة الصحيحة مما جعلني أرد عليه بالقول : لو تم اعطائهم معلومة صحيحة فلن يزيدوا عليها في إشارة مني إلى إنه أثناء إفادته قال إنه رئيس اللجنة وقد انتابني الشك من حديثه لكنني تسايرت معه حتي أخرج منه بمعلومة إلى أن جاء نائب رئيس اللجنة واخبرني بأنه عضو فقط باللجنة ، وقدم لي الاعتذار نتيجة لما بدر من محمد وشكرته وغادرت إلى الترس الذي يليه ، وأشرت إلى هذا الأمر ليدرك الجميع أهمية العمل الإعلامي وما يقوم به الإعلاميون و المشقة التي يعنونها في سبيل تمليك الرأي  العام الحقائق .