الثلاثاء، 30 أبريل 2019

مقالات:شهادة الأساس بجنوب دارفور.. للحوسبة ظلال علي المشهد.!!


بالأمس 27 أبريل قامت وزارة التربية بولاية جنوب دارفور، من خلال مؤتمر صحفي برفع الستار عن نتيجة أمتحانات شهادة الأساس للعام الدراسي 2018/ 2019. ورغم أهمية الحدث جاء أخراج ملتقي فعالياته متواضعا بفندق الضمان الأجتماعي..ويبدو أن لشح الموارد و تواضع الأمكانيات اللوجستية دوره المهم في أرغام وزارة التربية بالولاية بتأطير المناسبة السعيدة في قالب أحتفالي كان دون كلفة الأنتظار التي أرهقت أعصاب التلاميذ بالترقب والقلق المغلف بالسؤال..
وطوال ساعات فعاليات الحدث كنت أتطلع الي الوجوه، فأجد الجميع كانوا في أنتظار مجيء الفرح علي أجنحة التفاؤل والثقة بأن المستقبل أحسن من الحاضر، من منطلق الرهان علي هؤلاء الشباب الذين يتفجرون عطاء...
لم أشغل نفسي كثيرا بطقوس السودانيين بالأنصراف عن جوهر الموضوع بأحاديث جانبية وتعليقات أغلبها من باب المجاملة وقتل الوقت.. فركزت بعناية في لغة الأرقام ومؤشراتها فأعطتني ملامح تحليلية لخارطة نتيجة أمتحانات الأساس بولاية جنوب دارفور كما يلي:-
< كان العام الدراسي 180 يوما بدلا عن 210 يوم بسبب الدورة المدرسية، بفاقد قدره 30 يوما لم يتم تعويضها للطلاب بعد أنتهاء الدورة.
< نسبة النجاح بلغت 74% مقارنة ب 76% للعام الماضي،(تدنت2%).
< قائمة الشرف شملت(111 طالبا وطالبة) كلهم من داخل مدينة نيالا
موزعين بين المدارس الخاصة(97 طالب) والمدارس الحكومية(14 طالب).
<  نسبة نجاح البنين بلغت 75% من الجالسين، بينما نسبة نجاح البنات هي 72% من الجالسات للامتحان..
< أجمالي عدد الجالسين لأمتحان الأساس بالولاية لسنة 2019 حوال  37 635 مقارنة بعدد 38 328 للعام السابق 2018 ..(لاحظ الأنخاض).!!
< هناك غياب لطلاب وطالبات بلغ( 499) تخلفوا عن أداء الامتحان للعام 2019 وجلهم بنسبة 90% من البنين والأسباب مجهولة..
< كانت أفادة النتيجة النهائية بالأمس ان أداء الممتحنين كان ضعيفا في مادتي الرياضيات (74% رسوب)، واللغة الانكليزية (75% رسوب)
وذات الخلل كان سمة العام السابق 2018 حيث كان الرسوب علي التوالي
(%62 للرياضيات) و(%66 للانكليزي)..
<  ان تنظيم فعاليات الدورة المدرسية رقم (28). مضافا اليه الأثار الجانبية لمشروع حوسبة المرتبات بالولاية كانتا عاملان مؤثران بقوة علي العام الدراسي السابق بالولاية من حيث الأستقرار والفعالية بالنسبة للمجتمع المدرسي كله ( معلمين وتلاميذ)...
< أن تحقق مدارس محلية شطاية رغم ظروفها المعلومة نسبة نجاح 87% مسألة جديرة بالأشادة والتقدير لسلطات التعليم بالمحلية..
< تراجع منحني النجاح في محليتي برام ونتيقة صدمة جديرة بالبحث والتقصي من باب الحرص علي معالجة المرض المستوطن هناك..
حزمة من الأستنباطات يمكن أخذها من بين سطور تلك الأفادات الخاصة بنتيجة الأساس للعام 2019.. وعلي خلفية المشهد لابد من الأتي:-
أ.. أعادة هيكلة الأدارة التربوية بوزارة التربية (رأسيا وأفقيا) بالقدر الذي يعالج التشوهات العميقة التي أوجدتها الممارسات السابقة من حيث الخلل في أسناد المهام والواجبات خصما علي الأقدمية والمؤسسية..
ب.. توفير الدعم المالي المطلوب لتمويل خطة عمل وزارة التربية وفق القيد الزمني للعام الدراسي..
ج.. حسم الأزدواجية في عمل المعلمين بعدم السماح بالتفرغ علي حساب الوظيفة الأساسية..
د.. أصلاح البيئة المدرسية واجلاس الطلاب، مع الاهتمام بمعاش المعلمين من خلال دعم جمعيات مواقع العمل في المدارس بالتنسيق مع ديوان الزكاة.
هاء.. توفير الكتاب المدرسي، قبل وقت كاف لجميع التلاميذ بالولاية.
و.. الأهتمام بالنشاط المدرسي للتلاميذ اثناء العام الدراسي..
ز.. عمل دراسة تحليلية لأغراض معالجة المفارقات المذهلة بين مردود المدارس الخاصة مقارنة بالمدارس الحكومية التي ظل أداءها متدهورا.
ح.. مشروع اسكان المعلمين يجب ان ينال حظه من أهتمامات الدولة من باب تحفيز هذه الشريحة المظلومة...
ونواصل تباعا...