![]() |
بقلم:
|
العم أحمد مدرب متخصص في الرياضة البدنية بدأت علاقته بها منذ صباه وتطورت بعد الانتساب للجيش ليصبح بعدها الأكثر شهرة في المجال .
وقفت كثيراً من قبل على الشروط التي يجب توفرها في المدرب الناجح (في كل المجالات) فوجدت أن أهمها هو الإلمام التام بكل تفاصيل المجال بالأضافة لتوفر البديهة والأسلوب الجاذب والحيادية وامتلاك الحكمة والأفضل ان يكون المدرب قدوة (أي تميز في المجال لدرجة تجعل المتدرب يسعى جاداً للوصول لمستواه) وهي بالضبط الصفات التي ميزت المدرب أحمد عن أقرانه.
كنت من أكثر المتدربين في صالة كمال الأجسام مراقبة لطريقة تعامله معنا ، ولعل اسلوبه في الرد على الاسئلة كان عميق فدائما ما يحضر أصحاب الأوزان الزائدة للصالة ليس حباً في الرياضة ولا حرصاً على الاستفادة من دورها العظيم في الصحة الجسدية والنفسية للجسم انما همهم الأول والاخير هو التخلص من الشحوم حول منطقة البطن فقط . وتكمن المشكلة دائما في استعجال النتائج ففي الأسبوع الثاني من بداية برنامج التدريب يتوجه الفرد منهم نحو المدرب أحمد فيلامس بيده اليمنى منطقة البطن ويقولوا : (يا كوتش البتاعة دي ما نزلت؟؟) ليأتي الرد بليغ رشيق أنيق وشافي من الكابتن أحمد :(يا زول انت البطن دي بنيتها في كم سنة ؟ .. وداير تتخلص منها في اسبوعين؟).
وهذا بالضبط ما يفعله الشباب الثائر هذه الأيام بتواجدهم أمام القيادة العامة والأعتصام لحين رؤية الاصلاح أمامهم فالمنطق عندهم يقول أن الانقاذ أوصلت البلاد لمرحلة متأخرة جداً لدرجة جعلت السودان متذيل الترتيب خلف دول تميزنا عنها بالتاريخ والثقافة والموارد المختلفة . بنفس هذا المنطق أقول لهم كيف تريدون تقويم المعوج من الحكومة السابقة في ايام معدودات لحكم فاق الثلاثين عام .
من حق الجميع التعبير عن رأيه دون إغلاق للطرقات العامة وتعطيل مصالح الناس من حقك أن تحلم برغد العيش لكن هذا لا يعني أن يطالب كل فرد بمحاسبة شخص معين ولا مجموعة تطالب بهدم مؤسسة لا ذنب لها إلا انها نشأت في عهد الانقاذ .
حتى لا نفقد أكثر مما نكسب يجب أولاً : الاعتراف بأننا إن اردنا اصلاح يشاهد بالعين المجردة في هذه الايام فهذا محال لأن من يمسك بزمام الامور في وطن شاسع وواسع كالسودان لا يملك عصى موسى ليغير بها الواقع بالسرعة المطلوبة .
ثانياً : علينا أن نتفق جميعاً على التغيير بتعيين الرجل المناسب في المكان المناسب دون الوضع في الاعتبار أي ميولات حزبية أو قبلية .
ثالثاً : تبادل الأحترام بين الساسة والبعد عن الهتافات المعادية والخروج من دور الضحية الذي ظلت تؤديه الأحزاب المعارضة طوال السنوات الماضية وحتى بعد سقوط الانقاذ لا زالوا بداخله ، عليهم تقديم أفكار وأشخاص ورؤى وأوراق عمل تساعد على الأرتقاء بالبلاد.
رابعاً : إعطاء المجلس العسكري فرصة كاملة للعمل على نيران هادئة ومساعدته في بسط الأمن والطمانية والدفاع عن حقوق الشعب .
وأخيراً أقول لمن اراد الحلول السريعة أن التسرع قد يقود لنتائج بقيم خالية عبر عنها الراحل المقيم الفاضل سعيد في مشهد من مشاهد مسلسل موت الضأن بعد ان نال في المشهد الذي يسبقه العجب (الفاضل سعيد) علقة ساخنة من شاب صاحب بنية جسمانية قوية بعدها توجه العجب لأحد مراكز الشباب ليتدرب على رياضة التايكوندو والتي عادة ما يبدأ فيها حديثي الدخول في مجالها التدريب بحركة بسيطة لا علاقة لها بالضرب ولكن العجب عندما يسمع أمر المدرب بتنفيذها كان ينفذ حركات آخرى ومحاولة توجيه ضربات بقبضة اليد والقدم نحو المدرب كالتي يفعلها المحترفين في اللعبة والذين يحملون أحزمة متقدمة فبعد ان يتم توبيخه من قبل المدرب يرد العجب للمدرب : ياخ انا مستعجل ياخ !.
وبعد محاولات كثيرة لجعل العجب يسير في الطريق الصحيح للعبة والتي كان الفشل فيها حليف أهل التايكوندو بعدها بانت نوايا العجب واسباب عدم تنفيذه لأساسيات اللعبة بدقة بسؤاله للمدرب : انت يا كوتش الزول بتعلم الضربة القاضية في كم يوم ؟!.
