انتهت قبل أيام إمتحانات شهادة مرحلة الأساس بالجزيرة ولكن تظل مادتي الرياضيات والإنجليزي تشكلان أكبر تحدياً للطلاب من حيث استيعابهم للمادة وتحدي للأساتذة ومدى مقدرتهم على تطويعها لتكون في مستوى فهمهم، ويمكن القول إن ضعف الطلاب في المادتين هي مشكلة تاريخية منذ أيام المرحلة الثانوية العامة.
كان يتم اختيار الأساتذة الذين نالوا تدريبهم من معهد بخت الرضا لتدريس طلاب الصفين الأول والرابع أيام المرحلة الوسطى، وكان هناك متابعة من الأساتذة لمدى حفظ الطلاب للكلمات الجديدة في اللغة الإنجليزية، وبذلك فأنه عندما يكمل طلاب الصف الرابع مادة اللغة الانجليزية فإنهم يكونون مؤهلين للتحدث بها مع إمتلاك القدرة على القراءة والكتابة في موضوعات مختلفة.
تبدل الحال الآن وتم تطوير مناهج اللغة الإنجليزية ونفترض أن ذلك للأحسن، لكن تدنت مستويات الطلاب في مدى فهم والتحدث باللغة الانجليزية، ولا يمكن إرجاع ذلك إلى صعوبة المناهج الجديدة، فهل يتعلق الأمر بضعف خريجي كليات التربية الذين تخصصوا في اللغة الإنجليزية والذين يتم تعيينهم لتدريسها، أم يتعلق الأمر بعدم تدريبهم على كيفية تدريس المادة وهم في الأساس من خريجي كليات التربية التي تهتم بطرق التدريس في كافة المواد.
الآن مثلا من عشرات الأساتذة الذين كان يتم تدريبهم سابقاً في بخت الرضا ، فإن هناك الآف المعلمين يحتاجون جرعات تدريب في مختلف المواد، وتبقى الإمكانيات عاجزة عن تلبية وتغطية تكلفة تدريب المعلمين.
أما ضعف الطلاب في مادة الرياضيات فهو يظهر في الحلقة الأولى في مادة الحساب، حيث عمليات الجمع والطرح والضرب والقسمة، فجدول الضرب لا يتم حفظه من قبل الطلاب ولا تتم مراجعة الحفظ من جانب المعلمين، وإذا كانت هناك مراجعة لجداول الضرب فهي شكلية كنوع من أداء الواجب، وهكذا ينتقل الطلاب بضعفهم من صف إلى صف ومن مرحلة إلى أخرى، ولا يمكن مراجعة تراكمات ضعف الطلاب في مادة الرياضيات في المرحلة الثانوية، حيث إن الوقت المخصص لتدريسها لا يكاد يغطي أبواب المادة المتعددة، فلا يمكن للأساتذة في الثانوي معالجة ضعف مادة تم تدريسها في مرحلة سابقة.
يكمن الحل في عمل مؤتمرات ولائية لمناقشة مشكلة تدني مستويات الطلاب في مادتي الرياضيات واللغة الإنجليزية للخروج بتوصيات محددة علها تساعد في الإرتقاء بفهم الطلاب وتذليل صعوبات عدم إستيعابهم بشكل كافٍ مع عدم إهمال بقية المواد الأخرى.