إن النظام الحاكم في السودان لابدّ أن يساعد ويعترف بأخطائه وبفتح الباب على مصراعيه لكل السودانيين دون استثناء كما هو واقعة ونواكب الأحداث والتطوير.. فالعالم أضحى عالم المشاركة والمهن والمؤهلات والشخصيات ذات الكفاءة وعالم الانفتاح قرية صغيرة وعلماً وتقدماً وإنجازاً حتى نخرج من هذا النفق المظلم الضيق بدلاً عن الكلمات الجارحة المتكررة من قادة الحكومة وحزبهم المؤتمر الوطني فإن كانت هذه الأشياء والأفعال وهذه الأقاويل الجارحة المؤلمة تخيف الشعوب وتصرفها عن تعبيراتها وآرائها وأفكارها في حماية بلادها وشعبها وقد ذهب الصادق المهدي عندما طالب بزيادة السكر فقط بزيادة بسيطة وحتى بعد إعادة نظره والغاء الزيادة ودون قتل أوضرب أو اعتقال وفي فرنسا أكبر الدول تقدماً واستقراراً ورغم الاحتجاجات والوقع يحكي عن الكثير والكثير عن قيمة الشعوب في أوطانهم والدفاع عنها ومواطنيها ولا أحد أقوى من الشعوب بحثاً عن مطالبها وإصلاح بلادها وتقدمها وازدهارها غير لله سبحانه وتعالى وأصبح الصبح
نتأمل تارة ونبكي أخرى ونتحسر ونقدم على ماضينا التليد وحاضر المرير.. وكنا نتوقع وسنوات طوال من حكم الحكومات الشمولية وهي الأكثر حكماً في السودان وتمكناً وأن نبني فوق ما بنى رجاله الصناديد الصادقين الأمينين وتقدماً وازدهاراً وسمعة طيبة ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فذهب العامر والقلوب العامرة في وطن أضحى لا يفرق بين الأطباء والأساتذة والخبراء والعلماء والسياسيين والإقتصاديين ومن يريد صالحها وطالحها وتحول القرارات والمداولات والأفكار والآراء إلى سلوك روتيني يمارس حتى في المؤسسات الرسمية حرّم المواطن من حقوقه جمعيها وأصبحنا نشاهد فيلماً مرعباً ومثيراً في التلفاز مشاهد تعصر القلب وتوجعه ولا أحد يجيبنا عن تساؤلات تصرح نفسها ما منا خاصة وإننا أصبحنا تحت رحمة أمريكا وصندوق النقد الدولي وفروعه وشروطه المجحفة والتي وقعنا تحت إمرتها وإدارتها وحوجتنا وتنفيذ شروطها من خصخصة فصل تعسفي وتدني عملتنا وتضخماً فاق الوصف والله في عون السودان وأهله بعد هذا التدني والعشوائية في اتحاد القرار من المسؤولين في قمة الحكم..
إن العزلة السياسية والتي شملت الكثير من قطاعات المجتمع والمؤثرة في القرار السياسي بأفكارهم وآرائهم وأطروحاتهم كانت من الأسباب المباشرة والمؤثرة في تقدم السودان وازدهاره ومن أهم تلك القطاعات والطبقات هي الطبقة الوسطى والتي كانت رابطاً بين الطبقة العليا والطبقة الدنيا وهي تمثل السواد الاعظم من الشعب السوداني واصبحنا كما كانت حكومة مصر في عهد الملك فاروق طبقتين في مصر طبقة الباشوات والذوات والطبقة الدنيا المسحوقة التي تعاني من ظروف الحياة بكل متطلباتها واحتياجاتها وهذا في عهد الإنقاذ واقعاً وحقيقة وهنالك فرق بين المعين وعبد المعين «سماء» وقد كانت هذه الطبقة تمثل الدعامة الصلبة لحركات التحرير وكان كذلك لها أثرها البعيد في بناء الدولة الوطنية غداة استقلال السودان ومثالاً من الشخصيات المحجوب والزعيم الأزهري وأحمد خير ونقد لله وحسن محجوب ومبارك زروق والشفيع محمد الشيخ والرشيد الطاهر ومحمد يوسف أبو بكر المحامي والقائمة تطول ورحمهم الله جميعاً وأطال الله في عمر البقية منهم ومن تربع على إياديهم وحملوا راياتهم من بعدهم وهم كثر في السودان وحواء السودان ولادة هذا جناه أبي عليّ وما جنيت على أحد ولي عودة إن أذن الله لي بذلك..
صحفي