٭ الصحيح طبعاً أن الرئيس في موقعه رئيساً للحزب طالما إن الحزب هو الذي رشحه للانتخابات التي جاء بموجبها رئيساً للجمهورية وبالتالي لايتنهي هذا الارتباط إلا إذا انتهى الأجل الانتخابي، لرئيس الجمهورية في العام 2020م وتقدم باستقالته من رئاسة الحزب أو أن الحزب رأى أن ينتخب رئيس بدلاً عنه في المؤتمر العام، وبالتالي دفع بالرئيس الجديد للحزب مرشحا لرئاسة الجمهورية في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
٭ والصحيح كذلك أن رئيس الجمهورية هو رئيس كل البلاد وكل السودانيين منذ أن تم انتخابه في العام 2015 م رئيساً فهو وإن رشحه الوطني لكنه مسؤل عن الجميع بحكم طبيعة موقعه كرئيس للجمهورية وبالتالي الحديث عن قوميته لا يقدح في كونه رئيس المؤتمر الوطني ولايتعارض أو يتقاطع بل هو أمر دستوري بامتياز إعلانه انه على مسافة واحدة من الجميع وتقتضي طبيعة منصبه ذلك.
٭ عملياً شهدنا فك ارتباط للحزب في الولايات والمحليات، بعد تعيين ولاة من المؤسسات النظامية وحل الحكومات الولائية المدنية التي كان يرأس الولاة والمعتمدين فيها الحزب على المستويين الولائي والمحلي.
٭ ولكن الجدل انقسم إلى زوايا مختلفة فريق منسوب للمؤتمر الوطني يرى بأن ابتعاد الرئيس عن الحزب عملياً في هذه الفترة الحرجة يعني انكشاف ظهر الحزب الذي يعول على جماهيرية الرئيس البشير وبسنده في القوات النظامية ، وعلى رأسها القوات المسلحة التي ينتمي إليها ويشغل منصب القائد الأعلى لها بحكم توليه لرئاسة الجمهورية، وهنالك فريق ثاني وهو ينتمي للمعارضة العريضة يرى أن ابتعاد الرئيس عن المؤتمر الوطني انتصار له وسيضعف الحزب ويجعله مكشوفاً ؛ ويقلل فرصه في الفوز في الانتخابات المقبلة، ويمنع عنه دعم مؤسسات الدولة ، ويفك ارتباطه بها، وفريق ثالث مشترك يجمع معارضين وموالين ينطلق من زاوية معطيات حقيقية، ويرى هذا الفريق أنه من المستحيل في هذا التوقيت تحديداً إعلان الرئيس تركه الحزب لعدة أسباب من بينها الدستوري والسياسي والأمني وغيرها.
٭ في تقديري أن ترك الرئيس الحزب أو لم يتركه في كلٍ خير في نهاية الأمر أن كان في نهاية الدورة التنظيمية للحزب أو التي تليها كان سينتخب المؤتمر الوطني رئيساً جديداً وقد أبدى الرئيس البشير زهده في اعاده ترشيحه وأعلن ذلك في غير ما مرة.
٭المؤتمر الوطني في هذه المرحلة يحتاج إلى تمتين بنائه التنظيمي والتفاعل مع عضويته في كل السودان والاهتمام بشؤونها وإدارة حوار مع الموالين قبل المعارضين على المستوى المجتمعي العريض سيما وأن شروخا كبير أصابت جدار التنظيم في، الفترة السابقة لأسباب عديدة لايسع المجال للتوسع فيها الآن ولكن تبدت انعكاساتها واضحة للعيان في المرحلة الأخيرة وظهور الاحتجاجات الجماهيرية التي كشفت عن خلل في تواصل الحزب مع القواعد والنتيجة أنه لم تكن جماهير الحزب في مستوى الحراك المناوئ، وإلا ماكانتت الأوضاع وصلت إلى ماوصلت إليه واضطرت الحكومة والرئيس البشير للتوجه نحو الخيارات الصعبة واعلان الطوارئ وحل الحكومة.
٭ عودة الحزب إلى المجتمع والقواعد بقوة هي من سيمهد له الطريق للعودة والاستعداد للانتخابات المقبلة أن هو رشح الرئيس البشير من جديد او دفع بمرشح اخر.
٭ ابتعاد الحزب عن الجهاز الحكومي على الأقل في مستواه التنظيمي سيكون بمثابة اختبار له ويمكنه من التفرغ لتقوية بنائه التنظيمي والسياسي والمجتمعي ولذلك قلنا في كل خير وقد شرع الحزب عملياً في تكوين غرفة برئاسة الدكتور فيصل حسن إبراهيم نائب رئيس الحزب لتضع خطة واستراتيجية المرحلة المقبلة والمستجدات التي طرأت.