الثلاثاء، 12 فبراير 2019

تقارير:تقييم المهدي للمواكب وطلب «الوطني» المناظرة.. نقوش على جدار الحراك


كثير من الأفكار والرؤى المتباينة للقوى السياسية بدأت تتبلور نتيجة للمشهد السياسي المحتقن وأغلب التصريحات تصب في إتجاه مطالب الحراك الجماهيري الذي ينادي بتغيير النظام الحاكم لكن هذا التوافق فيه صيغ مختلفة بينما يرى البعض بأن يقود النظام الحاكم التغيير بنفسه وهنالك من يرون إبعاد النظام من السلطة دون شروط ورغم اعتراف الحكومة باستحقاق هذا الحراك لكن داخل الحكومة من يرى بأن الشيوعيين والعلمانيين هم من يقودون هذا الحراك ويقول بأنهم يهدفون لتدمير البلاد كما جاء في حديث بلة يوسف معتمد كرري.
 أعلن حزب المؤتمر الوطني استعداده لإجراء مناظرة وحوار مفتوح مع الشيوعيين والعلمانيين في ميدان عام وتعهد بكشف الوجه القبيح لليساريين وحراسة الوطن والمحافظة على أمنه واستقراره وقال نموت فيه ومن يريد حواراً نحاوره ومن يريد الدواس نداوسه ومن يريد السلام نسالمه وجاهزون لجميع الخيارات وتحدى رئيس المؤتمر الوطني بمحلية كرري معتمد المحلية بله يوسف وهو يخاطب المؤتمر الخامس للمؤتمر الوطني لمنطقة كرري شمال وتعهد بإجراء حوار مفتوح في الميادين العامة مشفوعاً بتعهده بصفته رئيساً للجنة أمن محلية كرري لتأمين الراغبين في المناظرة والحوار المفتوح ليقولوا كلامهم وزاد بلهجة واثقة (أتحدى أية جهة عندها حاجة قدمتها ولا تزال للبلد خلاف المؤتمر الوطني ) ونعت يوسف الشيوعيين والعلمانيين بأنهم أصحاب مصالح وأغراض ومأجورين يسعون لتخريب الوطن والعبث بممتلكاته من خلال الحرب الإعلامية وبث الشائعات وبث المواد المضللة وسط الشباب.. ووصف تاريخ الحزب الشيوعي الماركسي الإلحادي الداعي للحياة المادية بالسيء.. وقال إن الواجب يحتم كشف الوجه القبيح للشيوعيين والعلمانيين والبعثيين وكشف تاريخهم.
 وفي المعسكر الآخر قدم الإمام الصادق المهدي قراءة وُصفت بالدقيقة عن ما يجري في الساحة السودانية وأكد حتمية وصول هذا الحراك لأهدافه.. وقال رئيس قوى نداء السودان زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي في رسالة له أمس الأول، الثورة عمت المجتمع السوداني بأكمله، وأصبحت مزاجاً سيطر على الأجيال، وأكد أن النظام الحاكم تخلى عن ممسكاته المعهودة نتيجة لإخفاقاته وسار أكثر اعتماداً على قوى خالية من أية أدلجة واستغاثة بدافع أجنبي هش، وتوقع أن تظل تلك التركيبة الهشّة حسب قوله صراعاً بين مراكز القوى داخل النظام 
واستبعد المهدي بحسب تصريحاته للإعلام أن يتم إجهاض ثورة العبور حسب وصفه من قبل الحكومة، غير أنه حذر من عوامل قال إنها ستجهض الثورة حال تخلفت عن وضوح رؤيتها للبديل التاريخي المنشود، أو وحدة صفها، بجانب تخليها عن السلمية، أو محاولات التدخل الأجنبي بدافع الثورة الماضدة. وقال المهدي إن الوضع الحالي يمثل فرصة تاريخية لقوى التغيير للإقدام على قيادة تغيير أوسع من أنموذج الربيع العربي بالعبور نحو مرحلة تاريخية جديدة أبرز معالمها قيام حكم ديمقراطي يحقق المشاركة والمساءلة والشفافية وسيادة حكم القانون ويلتزم بتوازن مطلوب بين المركزية والجهوية وكفالة التآخي الثقافي، كما يلتزم بتمثيل القوى الجديدة الفاعلة في التغيير .
إلى جانب قيام نظام اقتصادي يحقق هدفي التنمية والعدالة الاجتماعية، وبناء علاقات دولية تلتزم بالتوازن بين انتماءات السودان الجيوسياسية وإلزام العلاقة الدولية بالمصلحة الوطنية القومية بعيداً عن المحاور والعداوات والتبعية.
السفير الرشيد أبوشيبة في تصريح لـ (الوطن ) قال : حديث معتمد كرري بلة يوسف لا يعبر عن المؤتمر الوطني خاصة أنه يتحدث في إتجاه وحديث قيادته يصب في اتجاه آخر حيث جاء على لسان رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء بأن هذه الإحتجاجات مبررة وأن للشباب مطالب ويجب الإستجابة لها صحيح قالوا هنالك مندسين وهنالك قوى سياسية حاولت أن تستغل هذا الحراك لمآرب سياسية لكنهم لم يذهبوا لما قال به المعتمد ولذلك بلة يوسف يتحدث عكس رؤية قيادته وحديثه لا يأخذ به.. ولكن حديثه هذا يؤكد بأن الحزب الحاكم أصبح يتحدث بأكثر من لسان دون تناغم ودون تنسيق وكل يغرد في إتجاه مغاير .
 في الإتجاه الآخر قال أبوشامة بأن الصادق المهدي رجل فيلسوف ويعرف ما يقول ويهدف لماذا وحديثه حول قراءة واقع هذه الاحتجاجات مقبول وبالفعل هذه الثورة أصبحت مزاج الشارع السوداني والدليل استمرار هذه الاحتجاجات قرابة الشهرين ، وحديثه حول أن المحتجين سيحققون غاياتهم هو نفس رؤيتنا لما يجري ولكن المخاوف من أن تعقب الاحتجاجات فوضى؛ لأن المظاهرات الآن يقودها ناس الوسط وناس الهامش والذين يحملون السلاح يراقبون ويردون أن تأتي هذه المظاهرات بنتائج دون الحوجة لتدخلهم وفي نظري بأن المحافظة على البلد بيد الحكومة حتى الآن ويجب أن تقبل مطالب ناس الوسط حتى لا تكون سبباً في المواجهة بين ناس الوسط وناس الهامش الذين يحملون السلاح وأعتقد يجب أن يكون هنالك حل وسط بأن تستمر هذه الحكومة بأن تقوم هنالك مؤسسات تضمن إنتخابات حرة ونزيهة وأن تكون هنالك ضمانات حقيقية تنال ثقة القوى الساسية وتجنب البلاد المزالق، القيادي بحزب الأمة القومي عبدالجليل الباشا قال لـ (الوطن) بأن النظام مازال يمارس المغالطة بحديثه عن مناظرة اليسار أو غيره.. حيث هذا النظام من خلال مواجهته للمتظاهرين بالعنف أكد أنه لا يتمسك بالأخلاق وهذه ثورة كل الشعب السوداني من أجل الحرية والعدالة وهذا الحديث عن مناظرة والحديث عن اليسار هو من أجل التمسك بالسلطة والحديث عن الشيوعيين والعلمانيين محاولة لشق الصف السوداني ولكن هذه المحاولة لن تجدي والآن كل الشعب مع الثورة حتى الذين لم يخرجوا للشارع مع هذه الثورة من أجل تغيير حقيقي.