أفلحت قيادات المؤتمر الوطني بمحلية القرشي في الخروج بالمؤتمر العام إلى بر الأمان بعكس ما حدث في بعض محليات ولاية الجزيرة.
بعيداً عن إجراءات المؤتمر وأعماله الفنية التي مضت وفق ما خطط له، فقد مثل المؤتمر فرصة سانحة لقيادات الحزب لبث رسائل متعددة الإتجاهات والوجهات، رسائل عكست حالة من الإحتقان السياسي بين طرفي » تقعد وتسقط«.
قيادات محلية القرشي دافعت عن أطروحات حزبها وبرامجه، وتعهدت بالدفاع عن حزبها والتصدي لمن وصفوهم بالمخربين بكل الوسائل المتاحة، بيد أن أهم ما خرجت به هذه القيادات هو تمسكها بترشيح البشير رئيساً للجمهورية في إنتخابات » 2020«م.
* إستغلال الإحتجاجات
كان واضحاً أن الدكتور منجد عباس؛ المشرف السياسي لمؤتمر محلية القرشي؛ وزير المالية السابق بالجزيرة، مهموماً بما تمر به ولايته من أزمات طالت سلعاً إستراتيجية مثل الوقود والخبز، بيد أنه كان كذلك حريصاً على » تشريح« الأزمة وإيجاد حلول لها، إلى جانب إعلام المواطنين بالترتيبات التي أعتمدها الجهاز التنفيذي، وما هو مطلوب منهم.
قال منجد إن المحتجين خرجوا للمطالبة بتوفير سلع أساسية، ورأى أن ذلك حق كفله لهم القانون، لكنه أعاب على جهات إستغلال هذه الإحتجاجات لتنفيذ أهداف غير مشروعة بدعم من جهات خارجية، وأضاف: في هذا إستهداف واضح للشعارات الإسلامية التي رفعتها الدولة، وهم لن ينالوا مطلبهم. فالمواطنون قد قالوا كلمتهم«، وضرب منجد مثالاً بالحشود الجماهيرية التي خرجت لإستقبال الرئيس إبان زيارته لولاية الجزيرة، وقال: » أثناء الإحتجاجات التي عمت عدداً من الولايات، خرج مواطنو الجزيرة لإستقبال الرئيس، وأعلنوا في الزيارة تمسكهم بإعادة ترشيحه في الإنتخابات المقبلة، هذه رسالة واضحة«.
على مستوى ولاية الجزيرة، أكد منجد أن تقارير رسمية أوضحت حاجة الولاية من سلعتي الدقيق والوقود وما تتسلمه فعلياً من المركز، مبيناً أن ما يصلهم من كميات كان دون ما تحتاجه، وأن ذلك دفهم لوضع ترتيبات بعينها تضمن عدم إستخدام الدقيق لصالح أغراض أخرى خارج المنافذ المعتمدة، وتابع: » ما يكفينا يتراوح ما بين الـ ( 14) ( 17) ألف جوال، وما يصلنا الآن يتراوح ما بين الـ ( 8) ( 10) آلاف جوال، النقص يتراوح ما بين الـ ( 4) ( 6) آلاف جوال.
وذكر منجد أنه وفي بدايات الأزمة كان ما يصل الولاية من الدقيق لا يتجاوز الـ ( 2) ألف جوال، لكنهم أحسنوا توظيفها وتوزيعها بصورة منعت خروج الناس في إحتجاجات على غرار ما حدث في بقية الولايات.
فيما يخص الوقود، كشف منجد عن أن الولاية تحتاج لـ ( 155) ألف جالون من البنزين في اليوم، وأن ما يصلها حتى الآن » 60« ألف جالون، وأشار إلى أن مشكلة تغذية الصرافات الآلية في طريقها إلى الحل بصورة نهائية.
وأقر منجد بأن مطالب مزارعي مشروع الجزيرة التي نادوا فيها بضرورة زيادة السعر التركيزي لجوال القمح مشروعة، موضحاً أن سعر ( 1800) جنيه للجوال أعتمد قبل أشهر في ظروف كانت مختلفة، وناشد رئيس الوزراء بالإستجابة لمطالب المزارعين.
* هجوم عنيف
أحمد مساعد؛ معتمد محلية القرشي السابق، باهى بنجاح مؤتمر المحلية وتحقيقه أهدافه دون حدوث أية مشكلات، وأكد أن حالة التوافق التي تسود محليته مردها إلى إهتمام حكومة الجزيرة بالمحلية، قائلاً إن القرشي شهدت تنفيذ جملة من المشروعات غطت كافة القطاعات، وقطع مساعد بأن مواطني المحلية وعطفاً على ما نفذ من مشاريع ظلوا طيلة الإحتجاجات الأخيرة يهتفون بـ » تقعد بس«، وأعلن تمسكهم بإعادة ترشيح البشير رئيساً للجمهورية في إنتخابات » 2020«م.
فيما دفع القيادي بالحزب يوسف الضوء، بمبادرة لترشيح البشير رئيسياً للجمهورية، وأمتدح إحجام مواطني الجزيرة عن الخروج في مظاهرات وخروجهم لإستقبال رئيس الجمهورية إبان زيارته الأخيرة للولاية، وشن هجوماً عنيفاً تجاه ما أسماه بإعلام الضلال الذي يصور خروج سبعة » شفع« على أنه مظاهرة لقرية كاملة، وأنتقد إحراق المحتجين لـ » اللساتك« وعدم إلتزامهم بسلمية المظاهرات.