الاثنين، 11 فبراير 2019

مقالات:الزبيرباشا رحمة.. أسيرالجبل

 الدعوات المستمرة لإعادة كتابة تاريخ السودان اوتصحيحه ماتزال تغري الكثيرين من المؤرخين والمنشغلين بهذا الحقل سواء من السودان اومن خارجه ولقدحفلت الوثائق التاريخية والشواهد الموثوقة مايدحض بعض تلبسيات الكاتبين لتاريخ السودان ورموزه الوطنية خصوصا المؤرخين الأجانب وهوماظل لعقود متطاولة محلا للبحث المستقصي والنقد المحقق من قبل البعض.
في هذا الخصوص ليس ثمة شخص اختلط الناس عند تاريخه مثلما لاقى الزبير باشا رحمة الذي لاحقته تهمة الإتجار بالرق ومن عجب أن المناهج الدراسية التي تلقن للنشء كانت توحي بذلك غير أني فيما قرأت مما وقع  في يدي من مخطوطات في  تاريخ الرجل وجدت اختلافا كثيرا بين الذين يدمغون  الرجل بتهمة الاتجار بالرقيق وأولئك الذين يدفعون عنه الشبهات والبهائت بأدلة وأسانيد لاشبهة بها بما يدعم تحليل المؤرخين لسيرة الزبير باشا كونه بطلا قوميا موثوق الكفاح والنضال الوطني وثمة إتفاق حول أن الرجل في مرحلة وجوده بإقليم بحرالغزال جنوب السودان أو فلنسمها -المنطق- بلاد الزنج، وهذا للذي يقرأ من خارج السودان..وجود الزبيرباشا هنالك بغرض التجارة والتي تنامت بفضل ذكائه وحنكته وقدراته العسكرية التي حدت به لتكوين جيش لحماية تجارته فالإقتصاد بلاقوة تحرسه يكون عرضة للنهب في منطقة قبائل تتنازع من أجل البقاء والقوة.
الزبيرباشا رحمة عند مخالطته القبائل وإدراكه لغتهم وعاداتهم بل ومصاهرتهم في فترة لاحقة قام إلى شراء بعض الجنود واستطاع تكوين جيش جعل منه حاكما على الإقليم وفرض قوته على القبائل والقرى هنالك خصوصا (قولو، وتكمة، والنيام نيام) وعقدأحلافا معهم ومواثيق معلومة مرعية.
الزبيرباشارحمة وهويصعد بطموحه يستفزز ذلك الادارات البريطانية في السودان وجناب الخديوي في مصر جموح طموحه الذي لولم يحد لأحدث بلبالا عظيما لذا فقد عمدت الصحافة البريطانية لإلصاق تهمة الإتجار بالرقيق وهو أمر مذموم يستثير حفيظة العالم والناس جميعا.
ماأكتب بخصوص الرجل هو تمهيدلازم لمايزمعه الكاتب الاستاذ أسعد الطيب العباسي بتدشين روايته التاريخية (أسير الجبل) عبر مهرجان ضخم بمدينة الجيلي في سرايا الزبيرباشا إحياء لذكراه وللتداول حول سيرته من خلال ندوة يؤمها بعض المهتمين الباحثين.
الكاتب أسعد الطيب محمد سعيد العباسي والاسم بهذا الذي ذكرت يدل دلالة فضلا عن كونه  باحث مدقق واسع المعرفة والإطلاع وصاحب أسلوب مختلف في الكتابة خصوصا الأدب والرواية ولقد رفد المكتبة السودانية ويجيء سفره القادم أو قل روايته (أسيرالجبل) تتويجا لناتجه الابداعي ثم هو هو محاولة لتوضيح صورة البطل الزبير باشا ووضعها في إطارها الصحيح بطلا قوميا ينضو عنه كل شبهة في قالب روائي جاذب.
إهتمام الكاتب العباسي نابع من إهتمامه بالتوثيق للرموز الوطنية التاريخية ويمكن أن أضيف إلي إهتمامه بمشروعه القادم كونه أحدأحفاد الزبير باشا   فهو إبن مولانا الطيب العباسي شاعر(يافتاتي) والطيب ابن السيدة أسماء الزبيرباشا رحمة.