الأربعاء، 13 فبراير 2019

اقتصاد:مدير شرطة تأمين السياحة والآثار بالنيل الأزرق الملازم أول شرطة عادل علي آدم بلل لـ (الوطن)


النيل الأزرق غنية بالمواقع الأثرية المنتشرة على ضفتي النيل....

استقبلنا وفد من اسبانيا وثق ثقافة قبيلة الامبرورو

تعتبر ولاية النيل الأزرق من أغنى المناطق التاريخية والأثرية في السودان وتتميز اثارها بتنوعها الحضاري منذ أقدم العصور إلى جانب تعدد المناطق السياحية ذات الطبيعة الساحرة وتمتلك الولاية جملة من المقومات والجواذب السياحية.

(الوطن ) جلست مع مدير شرطة تأمين السياحة والأثار بالنيل الأزرق الملازم أول شرطة عادل علي آدم بلل وطرحت عدة أسئلة  وكان هذا الحوار...

حوار : وليد علي آدم

* في البدء حدثنا عن نشأة وتكوين ادارة شرطة تأمين السياحة والأثار بالولاية ؟

 - تم إنشاءها حديثاً بفضل الاهتمام المتعاظم من الدولة بقطاع السياحة والآثار وجاء قرار التكوين بالرقم (8) للعام 7102م في عهد الأستاذ محمد أبوزيد مصطفى وزير السياحة والآثار السابق وتتبع الوحدة للادارة العامة لتأمين المرافق والمنشآت وبعد التعديلات الوزارية التي شهدتها البلاد الآن تتبع لوزارة الثقافة والسياحة والاثار.

و وجدت اهتماماً كبيراً من قبل المهندس عبد المنعم محمد ابوالقاسم وزير الثقافة والاعلام والسياحة السابق بالولاية وأبان مشاركة النيل الأزرق في مهرجان البجراوية وقف الوزير عبدالمنعم على حجم العمل الذي تقوم به شرطة السياحة والاثار في تأمين المهرجان ومن هنا تنامت لديه الفكرة ومناداته بأهمية قيام هذه الادارة ومقرها الآن بالمجمع الثقافي بمدينة الدمازين.

* نريد أن نتعرف على حجم ونوع الدعم الذي وجدته ادارتكم اتحادياً و ولائياً ؟

- في البدء نشيد ونثمن الدعم السخي الذي وجدته الادارة من قبل الادارة العامة لشرطة تأمين السياحة والآثار وذلك بتوفير المركبات والأجهزة إلى جانب الوقفة القوية لسعادة اللواء شرطة حقوقي محمد النزير عبدالله مدير شرطة الولاية الذي كان له القدح المعلى في دعم الادارة منذ تأسيسها بقوة ملحقة من شرطة الولاية لتكون النواة الاولى.

* ما هي المهام و الاختصاصات التي تضطلع بها ادارتكم .؟

- يقع على عاتق الادارة العديد من المهام والواجبات أبرزها تأمين المواقع السياحية وحركة السياح والمواقع الأثرية، حيث تم حصر جميع المواقع ونؤكد أن الاهتمام بالسياحة يعتبر دليل وعي وداعم لثقافة السلام والتنمية ودليل صحة وعافية والولاية مهية لاستقبال السواح، وسبق أن استقبلت وفداً سياحياًَ من دولة اسبانيا وهم في سياحة لتوثيق ثقافة قبيلة الامبرورو التي تنتشر في اعماق الولاية ولها عادات وتقاليد وتهتم بالفلكلور ، وقامت ادارة تأمين السياحة بكافة الترتيبات لتأمين الوفد ومرافقته الى منطقة الكدالو ومناطق تواجد قبيلة الامبرورو ، إلى جانب التنسيق والتعاون مع ادارة الآثار بالولاية وتم الوصول للعديد من المواقع الأثرية وتبصير المواطنين بأهمية المواقع الأثرية والمحافظة عليها.

 وفي هذا الصدد تم الوقوف على مكونات قلعة محمد علي باشا بمنطقة ام درفا شرق الروصيرص لرفع الوعي المجتمعي حول اهمية هذه المواقع الأثرية وتعريف سكان المنطقة بقيمتها التاريخية ونشير إلى أن جهل المواطنين جعل بعض الأيادي الآثمة أن تمتد إليها بنقل الحجارة لأغراض البناء، حيث تم الجلوس مع قيادات الادارة الأهلية ممثلة في عمودية فاذقولي وتنويرهم بالاهمية التاريخية والقيمة الأثرية لهذا الموقع وهناك اتصال عبر ادارة الأثار بالحكومة التركية لترميم الموقع اسوة بما تم في ترميم اثار سواكن بولاية البحر الاحمر ونسعى جاهدين لتسوير المواقع الأثرية الأخرى لتأمينها وحمايتها من التعديات.

* ما المواقع الأثرية التي تزخر بها الولاية؟

-  تعتبر الآثار بمختلف أنواعها وأشكالها مبعث فخر للامم واعتزازها ودليلا لعراقتها وأصالتها لأنها تعبر عن الهوية وصلة وصل بين الماضي والحاضر، ومن المؤسف أن تكون عرضة للضياع والهدم وبالتالي الإندثار والاهمال لأن في ذلك فقدانا لهويتنا وجذور حضارتنا الانسانية، ومن هذا المبدأ تلعب ادارة وحدة تأمين السياحة والآثار دوراً فاعلا نتطلع من خلاله توفير الحماية والتأمين لكافة المواقع الأثرية التي تزخر بها الولاية ومن أهم المواقع موقع جبل أقدي ورورو وقلي والقربين إلى جانب مواقع ابورماد وابوذغولي وسوبا شمال الروصيرص وحلة الحجر وجبل القرى، بالاضافة للديسة وفامكا وقصرالملكة امنة بشارع يابوس والعديد من المواقع الأخرى واكتشاف موقع اثري بمنطقة السريو شمال الدمازين .

والنيل الأزرق غنية بالمواقع الأثرية التي تنتشر على ضفتي النيل الأزرق والمناطق البعيدة والجبلية.

* ماذا عن السياحة ؟

- تتميز الولاية بالمناظر الطبيعية الخلابة وتمتلك مقومات رئيسية وجواذب للسياحة خاصة سياحة المناظر والترويح عن النفس والفرجة، حيث توجد بحيرة الخزان والمنطقة بين الروصيرص وابورماد والامتداد الواسع لمجري النيل وتتيح هذه المناطق فرصا أكبر للاستثمار في السياحة النيلية إلى جانب امتداد الولاية في جزء من حدائق الدندر حيث الحياة البرية ومن هنا تأتي أهمية الإسراع في قيام حديقة الحيوان بالروصيرص وامكانية إنشاء العديد من المنتزهات ونشير للوعي والفهم المتقدم للقطاع الخاص الذي ساهم في إقامة عدد من الفنادق ذات الخدمات الراقية فندق ( قصر السلام - الاتحاد - مشام - الصديق - وعدد من اللوكندات التي يمكن أن تساهم في استقبال السياح إلى جانب جهود حكومة الولاية لتعبيد الطرق ، ونناشد المستثمرين من أبناء المنطقة للدخول في مجال الإستثمار في ظل الاستقرار الذي تشهده الولاية وهي تودع الحرب بلا عودة والتي كان من اثارها السالبة تقليل فرص الاستفادة من الامكانيات التي تتمتع بها الولاية حتى تكون قبلة للسياح.

* جاهزية ادارتكم لمقابلة انفتاح الولاية في مجال السياحة .؟

- نحن على استعداد تام ولدينا قوة تم تدريبها وتلقيها لدورات وكورسات متقدمة في مجال تأمين المنشآت السياحية والمواقع الأثرية وهناك تنسيق عالي مع ادارة السياحة بوزارة الانتاج والموارد الاقتصادية باعتبار أن السياحة تسهم في ميزان المدفوعات وزيادة الايرادات والاقتصادي القومي ونؤكد  جاهزيتنا للانطلاق بالسياحة لآفاق أرحب وأوسع.

* حدثنا عن أبرز التحديات التي تواجه ادارتكم .؟

- النيل الأزرق تمثل العمق التاريخي للفضاء السناري وكانت لها مشاركة مقدرة في مشروع سنار عاصمة الثقافة ومن هنا نناشد حكومة الولاية بضرورة قيام متحف لجمع الأثريات التي تتمتع بها الولاية لضمان حمايتها وحفظها، ولابد من قيام المتحف لاهميته القصوى اسوة بمتحف سنار والمتاحف الأخرى بالولايات .

  بالإضافة لاهمية الترويج والتبشير بالمعالم السياحية والمواقع الأثرية التي تزخر بها الولاية وندعو كافة المهتمين بهذا المجال للتعريف بهذه الامكانيات بشتى الوسائل الاعلامية والملصقات والمطبقات والأفلام الوثائقية القصيرة وبثها عبر القنوات الفضائية وتوزيعها كمواد إعلامية بالبصات السياحية التي تجوب أنحاء السودان.

* كلمة أخيرة.

- ننتهز هذه الفرصة ونوجه الدعوة للجميع لزيارة ولاية النيل الأزرق للتعرف على المواقع الأثرية والمعالم التاريخية.