* فصيل جديد فرض وجوده في خارطة الإعلام من بعد ان كان حصريا على الصحافة الورقية والإذاعة والتلفاز .. هو فصيل أصدقاء "الكي بورد" المعروف مفاهيميا بالإعلام الالكتروني او الإعلام الجديد .. فالمتتبع والمتأمل في الخارطة الجينية لتخلُّق الإعلام يلحظ عليها التطور الجيني على نمط التطور الشبكي في مجال الاتصال بدءا من "الجيل الأول 1G" ختما "بالجيل الرابع G4" الذي نعاصر الان تقنياته المتطورة في عالم الاتصالات والانترنيت ..
* تطورت الخارطة الجينية لوسائل الإعلام في عوالم الفضاء المفتوح بدءا من الجيل الاول 1G للإعلام الذي كان يمثل الوسيلة الناقلة للخبر والتحليل فيه »الكلمة اللسانية« وهو جيل الخطاب الإعلام الشفاهي المباشر الذي يعتمد على وسائط إعلامية شخصية »كارزمية« فالقائم بالاتصال والوسيلة »المرسل والمستقبل« كانت فيه المواجهة السماعية والمشاهدة التي يكون بطلها القائم بالاتصال الذي يمارس مهمة »الإعلام الشعبي« ..
*جاء الجيل الثاني للاعلام 2G متمثلا في الإعلام المقروء وكانت عوالمه الصحافة والكتاب التي اذدهرت في أعقاب بداية الثورة الصناعية بظهور المطابع والأحبار والأوراق وهذا الجيل يعتبر احد عتبات النقلة النوعية في الانتاج الإعلامي من حيث الجودة في مجال الكلمة الرصينة والأدب والثقافة والعلوم ويمثل هذا الجيل في خارطة التخلق الجيني للإعلام هدى ونبراسا للأجيال التي اتت من بعده من حيث المرجع العلمي المتمكن الذي اعتمدت عليه الأجيال المتلاحقة في تطور علم الإعلام بالجامعات والمعاهد العليا ..
* اما الجيل الثالث 3G في خارطة الجينات الإعلامية فهو جيل السمعيات والبصريات من الإعلام المشاهد والمسموع والتي كانت بداياتها بظهور الإذاعة المنقولة عبر الاتصال السلكي واللاسلكي ثم ظهور السينما ومن ثم التلفزيون الذي يعتبر دخوله كوسيط إعلامي من مدهشات القرن الماضي .. وإن مضى الخيال الى مالانهاية فلن يكن في البال او الأحلام ان تشاهد بشرا لحما وشحما ودما في شاشة من البلور يتحدث اليك وانت تشاهد حركاته وسكناته وكلتا شفتيه ينثران الكلام .. وفي هذا الجيل تسارعت الخطى الى مزيد من التعديل في »جينيكس« التطور الوراثي للخارطة الجينية للاعلام والتي تمثلت في تقدم تقنيات العرض والانتاج وقد تحققت في هذا الجيل قفزات نوعية في الوسيط الإعلامي .. وكمية بتزايد اعداد »المرسلين« و »المستقبلين« للرسالة الإعلامية ..
*مع بروز الجيل الرابع للإعلام 4G بدأ التطور المذهل في عالم الإعلام حيث الفضاءات المفتوحة والبث الفضائي وتطور تقنيات الانترنت مع ظهور تقنية الألياف الضوئية والزجاجية وتطور البرمجيات في الكمبيوتر والهاتف السيار التي ادت الى ظهور مواقع التواصل الاجتماعي من شاكلة »فيس بوك« »واتس اب« »يوتيوب« وغيرها من الوسائط التي غيرت مسار النمط الوراثي للإعلام بصورة قلبت الأمر ظهرا على عقب فبدلا من كان عوام الناس »مستقبلين« للرسالة الإعلامية أصبحوا بين ليلة وضحاها في مقام »القائم بالاتصال« ففي الجيل الرابع للإعلام بدأ الكل يشارك في العملية الإعلامية عبر تقنيات في متناول الجميع دون حجر او حدود زمانية ومكانية فالمطلوب فقط هو هاتف سيار واشتراك في احدى »باقات« الانترنت حتى يتاح لأي كائن من كان ادارة عملية إعلامية متكاملة ومعبرة وذات تأثير عالي وانتشار واسع .. وقد ساعدت عملية سرعة انتقال الحدث عبر الوسائط الالكترونية على سحب البساط تدريجيا من تحت اقدام الإعلام القديم ..
* بتلك المعطيات وتسارع خطى التطور في مجال الإعلام .. ولكننا بكل تأكيد الآن على خواتيم مرحلة الجيل الرابع للإعلام 4G ونستشرف بواكير الجين الوراثي الخامس للإعلام 5G يجب ان نطرح على انفسنا في الدولة والحزب الحاكم »المؤتمر الوطني« منذ الآن أسئلة استراتيجية غاية في الأهمية لمواكبة تسارع خطوات التطور الإعلامي تتلخص في الاتي :
1. ماذا حققنا من تطور ومكاسب لرفعة قدر الإعلام والنهوض بقطاعاته المختلفة في كل جيل من اجيال الجينات الوراثية الأربعة التي شهدها الإعلام في العالم ؟؟ ..
2. ماهي تخيلاتنا واحلامنا لبناء رؤية استراتيجية ل«اللعبة« الإعلامية القادمة والتي بدت معالمها في الظهور عبرالجيل الخامس 5G لتطور الإعلام حتى نتمكن من منافسة الآخرين في مضمار السباق الجيني للإعلامي العالمي ؟؟ ..
3. اين نقف الآن بعد الحراك الذي استخدم عبر بوابات الإعلام الالكتروني ووسائطه المتعددة واستخداماته السالبة المتمثلة في نشر الشائعات والعمل المضاد للدولة والحكومة والمجتمع وقد ظهر ذلك جليا في الاحتجاجات الأخيرة ؟؟ ..
*لكي ندرك مواقع متقدمة في هذا السباق الإعلامي المفتوح لابد من الاجابة وبشفافية على تلك الأسئلة حتى نتمكن من ايجاد موطيء قدم يمكن الدولة والحكومة والحزب من تحقيق الريادة في لغة العصر وعالم الفضاء المفتوح ..
