الاثنين، 11 فبراير 2019

تقارير:مبادرات حل الأزمة السودانية.. امتحان فرص القبول

رغم إن الحكومة أكدت قناعتها بالتغيير عبر صناديق الإقتراع إلا أن فيض من المبادرات السياسية لا تزال تترى للخروج من الأزمة السياسية التي يصعب على المرء تحديد مآلاتها، في خضم الأجواء المشحونة دفعت جامعة الخرطوم بمبادرة نادت بتكوين حكومة ذات كفاءات وحس وطني قويم، تستطيع توظيف الثروات البشرية والزراعية والمائية والمعدنية والتاريخية وضخها في اقتصاد سليم معافى، لرفع شأن البلد، وتسليم السلطة لحكومة انتقالية متفق عليها من كافة الأطياف لتساعد في اخراج البلاد  من الأزمة الراهنة تكون فترتها أربع سنوات، قبل قيام انتخابات حرة ونزيهة لاختيار من هو قادر على إدارة دفة البلاد. إضافة الى المطالبة بالتوقف الفوري عن أساليب القمع و القتل بحق الأبرياء من الشعب الذين يمارسون حقهم المكفول لهم في الدستور بالتعبير عن رأيهم  وإطلاق كافة المعتقلين السياسيين.
في السياق طالبت «الجبهة الوطنية للتغيير» المكونة من 22 جماعة سياسية بعضها قريب من الحكومة، بـ»نظام جديد» في البلد، وأكدت الجبهة بأنه لا سبيل لتغيير الوضع الحالي إلا بإقامة نظام جديد يحظى بثقة الشعب السوداني  وتشكيل «حكومة انتقالية وتجري انتخابات من أجل إعادة الديمقراطية والحريات العامة .
وكانت آخرها مبادرة تجمع الـ52 المكونة من شخصيات قومية التي طالبت بفترة إنتقالية لمدة (4) سنوات وكان في مقدمتهم رئيس مجلس الوزراء الأسبق الجزولي دفع الله وعدد من الشخصيات ، فكان السؤال الذي طرحناه على عدد من السياسيين والمهتمين هل هذه المبادرات يمكن ان تأتي أُكلها  في الخروج من الأزمة السياسية بالبلاد رغم تأكيد الحكومة بعدم حدوث اي تغيير بعيداً عن صناديق الإقتراع فكانت هذه الردود المتفاوتة ...
انتخابات مشروطة
د. كمال عمر القيادي بالمؤتمر الشعبي اشار الي ان الحكومة مازالت تتحدث عن الإنتخابات ولكن ليس هناك حزب بكامل قواه العقلية يمكن ان يدخل انتخابات في ظل هذه الظروف التي يتحكم فيها المؤتمر الوطني على اجهزة الدولة وسائرالإنتخابات والندوات ، المال ، والصناديق لكن شروط الإنتخابات لا تتأتى إلا في وضع إنتخابي كامل من المجلس الوطني الى الرئاسة تشارك فيها كل القوى السياسية .
واضاف قائلا: ان المؤتمر الوطني لا يستجيب للمبادرات المطروحة إلا في ظل ضغط مكثف من الشارع ولابد من إرتفاع وتيرة الاحتجاجات ولابد من المشاركة فيها للوصول لحكم انتقالي ولابد من مشاركة كل القوى السياسية في الضغط علي الحكومة لايمكن ترك الشباب لوحدهم فإذا كانت القوى السياسية تتطلع لسلطة لابد من المشاركة والتضحية .
مغالطات
القيادي بالمؤتمر الوطني د. ربيع عبد العاطي قال: هناك فرق بين التشكيل الحكومي والحكومة الإنتقالية لأن حكومات كثيرة جداً تشكلت منذ العام الماضي والحالي في ظل مخرجات الحوار الوطني وبالتالي اي تشكيلة حكومية لابد ان تكون وفق الحوار الوطني، وعاد وقال نحن نحتاج لحكومة خبراء وفق مخرجات الحوار حتى لا يكون هناك لعب بالألفاظ مثل حكومة انتقالية او غيرها والإنتقال سيتم في 2020 في تنافس حرّ، وقال عبد العاطي: الحديث عن الإنتقال حاصل ليس بيننا وبينه سوى اشهر ولكن الحديث ينبغي ان يكون حول حكومة خبراء حتى لا تحدث مغالطات ، واكد إصرار حكومة المؤتمر الوطني والاحزاب المشاركة علي التغيير عبر الإنتخابات لانه لا يمكن ان تأتي بحكومة علي رأس الشعب السوداني بدون انتخابات ابداً لانه لا توجد معايير فمن الذي يحدد ان هذا يأتي او لا يأتي ؟، لان اي حديث عن تشكيل اي حكومة دون مرجعيات يعتبر مصادرة لحق الشعب من جهة معينة لذلك التداول السلمي للسلطة لا يتم ولن يحكم شخص إلا عبر الإنتاخابات  .
لا إستجابة
بروفسير صلاح الدومة الاستاذ الجامعي اكد عدم نجاح المبادرات لأن الحكام في عالم الإنسانية يصعب عليهم التخلي عن ُسدة الحكم بسهولة ولا يمكن ان يترك حاكم كرسي الرئاسة لمجرد مبادرات واحتجاجات وهناك أمثلة كثيرة لحكام لم يتركوا الكراسي إلا بعد تعرضهم لمفاجأة   لذلك ان نظام الإنقاذ لن يستجيب ولن يتخيل بالإمكان إزالته .
جمع المبادرات
الاستاذ حسن رزق القيادي بحزب الإصلاح الآن قال يمكن تأتي المبادرات أُكلها إذا اجتمعت الحكومة بالمعارضة ولكنها لم تجتمع حتى الآن بقيادات الاحزاب ولا قادة هذه الإنتفاضة ولا اساتذة الجامعات وبهذا الشكل لن تحل المشكلة من طرف واحد بل انها تصر على الحل الأمني فعلى الحكومة ان تجتمع بهؤلاء ويمكن ان تبدأ بالجزولي دفع الله فهو رجل وطني ومحايد لا ينتمي لحزب ولكن نطلب من المعارضة ان تقوم بتجميع كل المطالب والمبادرات لتكون في مبادرة واحدة، وعاد وقال  مازالت المعارضة متفرقة كل حزب يريد ان يجني ليأخذ الُشكرة في النهاية ، وقال لا توجد ثورة نجحت في السودان إلا بعد توحد المعارضة ، فإذا كان المحتجون يبحثون عن حل لابد ان يكون متفق عليه حتى لا نرجع للمربع الأول وندور حول حلقة مفرغة، ويفترض جمع كل المبادرات التي قدمت من اساتذة جامعة الخرطوم ، تجمع المهنيين، التجمع الوطني، الجبهة الوطنية للتغيير، ومجموعة الـ52 كل هذه المبادرات يجب ان تجمع في جبهة واحدة وكذلك الاحزاب يجب تجمعهم في حزب واحد لأن كل الأشياء فشلت بسبب عدم الإجماع .