الأحد، 10 فبراير 2019

تقارير:البيلي والمتظاهرين..  للحقيقة أكثر من وجه

قالت إنهم ليسوا جياعاً
جزمت وزيرة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم د. أمل البكري البيلي بأن الاحتجاجات التي تشهدها  البلاد لم تكن بسبب الجوع وشككت في أهدافها وقالت خلال حديثها  في منبر الخرطوم الإعلامي الدوري الذي استضافته الوزارة إن الملاحظة الدقيقة أكدت إن الذين خرجوا للشارع هؤلاء ميسوري الحال أو متوسطي الدخل ، وليسوا الجياع واضافت» إذا كانت  ثورة جياع كان يفترض أن  يخرج إليها الأكثر فقراً » وتابعت »  هي معلومات دقيقة من الميدان » وزادت»  الملاحظة دي لو خطأ تعالوا قولوا لي إن الطلعوا الشارع  من الفقراء .
وتباينت آراء المراقبين حول تصريحات البيلي حيث قدموا أكثر من  قراءة  حولها  وأكدوا إنه يحتمل الخطأ  والصواب؛  بيد إنهم أشاروا إلى إنه لا يتعدى كونه مجرد رأي لجهة إنه لم تسنده احصاءات رسمية ؛ في وقت أكدوا إن سبب الاحتجاجات خليط من القضايا السياسية والاقتصادية .
وفي ذات الوقت أقرت البيلي بزيادة الفقر والبطالة بالولاية ؛ وقالت إن هذه الزيادة لا تتحملها الوزارة وحدها في وقت أكدت مسؤوليتها الكاملة عن الشرائح الضعيفة ، واعترفت بالتقصير تجاههم وقالت :«لا نقول إننا كملنا عملنا تجاه هذه الشريحة» .
وأشارت البيلي إلى أن الموظف في الدرجة الأولى وبروفات الجامعة مرتباتهم أقل من (5)مليون. وأكدت إن مؤسسات التعليم العالي تستوعب سنوياً  (540) ألف طالب مما يؤدي إلى تراكم الخريجين ؛ وكشفت عن تنفيذ عدد من المشروعات لتخفيف حدة الفقر، ونشر ثقافة العمل الحر، وادماج الشرائح الضعيفة، وتعزيز حقوقها . ونوهت إلى تنفيذ (431) ألف مشروع خلال ثلاثة سنوات من جملة المستهدف في خمس سنوات.  وكشفت عن فجوة  كبيرة في قضية إفطار تلاميذ المدارس والطالب الجامعي؛ وأقرت بصعوبات في ايواء أطفال الشوارع ووصفته بالهاجس، وقطعت بإعلان الخرطوم خالية من التشرد بحلول 2020م . ووصفت فك الاختلاط بالمدارس بالتحدي ، وقالت إنه سبب رئيس لتسرب البنات وزواج القاصرات بعدد من القرى تم مسحها وأكدت انتقال (10) آلاف  تلميذ سنوياً للولاية .
يدعون الفقر
وقالت الوزيرة  إن الخرطوم تضم اكثر من 70% من المعاشين مما يتطلب تدخلات معينة؛ وأكدت إن التشرد ليس جريمة يعاقب عليها؛ وقالت إن المتسولين الذين يدعون الفقر، يديرون شبكات تحدث عنهم القانون، ووضع لهم عقوبات ؛  وكشفت عن قانون قومي لمكافحة التسول.  وأوضحت إن 85% من المتسولين أجانب وأشارت إلى أن العام الحالي يستهدف كفالات لأسر الأيتام وتسليم وحدات سكنية للأرمل خلال الأيام القادمة.  وقالت إن من تحديات الفقر قضية إفطار تلميذ وكشفت عن اتجاه جديد لحل المشكلات الاقتصادية التي تواجة الخريجين عبر ريادة الاعمال الاجتماعية.
الاحتياجات الضرورية
وأكد الخبير الاقتصادي د. ابو عبيدة سعيد إن حديث الوزيرة يحتمل الخطأ   والصواب ، وقال إن القراءة الأولى تقول» إنه قد يكون من خرجوا لديهم أهداف نابعة من أهداف حزبية  وأفكار ضد الحكومة، سوى وفرت لهم سبل العيش أم لا» وقال إن القراءة الثانية تقول إن الحكومة لم توفر الاحتياجات الضرورية و باعتراف  كل المسؤولين؛ والبلد  تعاني أزمة والشباب لديه مشاكل عمل وبطالة بدليل إنها فتحت (160) فرصة عمل .
أهداف التظاهرة
بيد أن الخبير الاقتصادي سعيد قطع بعدم امكانية التأكيد على صحة كلام الوزيرة؛ بأن من خرجوا جميعهم ميسوري الحال ؛ لجهة أن أهداف التظاهرات سياسية واقتصادية. فمنهم ميسوري الحال ، ومنهم من اخرجهم الجوع ووضعهم الاقتصادي؛  وقال إن الكلام يجب أن لا يكون محاباة للحكومة؛ وأكد إنه لا توجد إجابة قاطعة  بأنهم ميسوري الحال أو فقراء. وأضاف إذا أجرت الوزيرة  استطلاع ووجدت إن (9) أفراد من (10) ميسوري حال ، فأجابتها صحيحة؛ أما اذا كان من كل (10)وجدت (5)ميسوري الحال فأجابتها خطأ .
احصاء منظم
وأشار الخبير الاقتصادي الفاتح عثمان إلى أن حديث الوزيرة مسألة رأي ومسألة تقديرية فقط ؛ قال إنها تخضع لاحتمالين الخطأ  والصواب،  لكونها لم تبني حديثها على احصاءات رسمية . وأكد إن المظاهرات في عطبرة خرجت بسبب ارتفاع أسعار الخبز وإلى حد ما نفس المسألة حدثت في بورتسودان  وقال صحيح إن موضوع الخبز لم يكن كل مطالب الشباب ، ومع ذلك لا يوجد احصاء منظم يحدد الشرائح التي ينتمون إليها .
التغير السياسي
وقال الفاتح من الملاحظ إن مجموعة الشباب ينتمون لطبقات مختلفة من المجتمع، ونوه إلى أن الحكومة ترى إن التظاهر ليس من أجل الخبز ، وإنما التغير السياسي ؛ غير إنه عاد وأكد إن حديث الوزيرة قائم ، وأوضح إن كلامها عامة فيه شيء من الصحة . في وقت قطع إنه لا أحد يستطيع أن يقول إن كلام الوزيرة صح .
ثمن الكرسي
وفي غضون ذلك وصف المحلل السياسي بروفيسور صلاح الدومة  حديث الوزيرة بالمتناقض ، وقال إنه ثمن جلوسها على هذا الكرسي؛ وأكد إنها لو لم تقل مثل هذا الكلام ما جلست عليه ولم تستمر فيه، ولما أتت إلى هذا الكرسي؛ في وقت أكد الدومة إن التظاهرة خليط من الجياع والمظاليم والمغبونين والحادبين على الوطن .