منوعات: الألقاب السرية للأزواج تتغير في الموبايل
من (حياتي ورفيقة الروح) إلى ( الشرطة والحكومة)!!
تقرير خاص / الوطن
يتفنن البعض في اختراع مسميات غريبة، مضحكة ومُرعبة في أحيانٍ كثيرة لشركائهم على هواتفهم النقّالة، منذ أيام الخطوبة الأولى إلى الزواج وبعده فمن »حبيبي« و»حياتي« و»رفيقة الروح« قبل الزواج إلى »الله يستر« و»الشرطة« و»الحكومة« و»ممنوع الرد« و»القلق«.... بعد الزواج فتعكس هذه الأسماء تطور العلاقة بين الزوجين، بدءاً بلحظات التعارف، مروراً بمرحلة الخطوبة، و وصولاً إلى سنين الزواج الطويلة التي تشهد ازدياد المشاعر سواءً بالإحترام والتقدير، أو بالملل والفتور بين الزوجين..
فهل بات اسم الزوجة أو الزوج قبل أو بعد الزواج تعبيراً عن الحال الذي وصل بكليهما في استعارة تلك الأسماء للتعبير عن هذه المشاعر القبلية والبعدية؟ أم يُعد الحفاظ على الاسم باعتماد أسماء مستعارة، منها الغريب، الطريف والعاطفي، جزءاً من الحفاظ على الخصوصية ؟
في هذا التقرير، ناقشنا مسميات الأزواج لشركائهم على الهاتف النقّال، خلال فترة الخطوبة وبعد الزواج فكانت الإفادات التالية :
يذكر عبدالله عون أنه يطلق اسم رفيقة الروح على زوجته في جواله، قائلاً: منذ الخطوبة، وأنا أسميها برفيقة الروح، ومن الجميل أن ترى اسم شريكة حياتك على الهاتف بكلمات تميزها لديك. هو ليس مجرد اسم فقط، بل رسالة لطيفة تعبّر عن الحب والاحترام والتقدير لمن شاركني حياتي ورحلة عمري منذ 18 سنة.
ويضيف عون: هناك أشخاص يطلقون أسماء غريبة على زوجاتهم في هواتفهم، بعد الزواج مثل الحكومة، وأجد أن هذه المسميات تؤذي المرأة التي تشاركك حياتها، فالمرأة بطبيعة الحال معروفة بأنها تحب الإطراء، فكيف إن كان من زوجها وشريك حياتها.
عادة ما يكتب الشاب والفتاة في مرحلة الخطوبة على هاتفهما المحمول اسم الطرف الآخر بـ My Love، أو حياتي... هذا ما تؤكده أروى عبد القادر التي تُسجل اسم خطيبها على هاتفها بـ »كل الحب«، ويسجل هو اسمها على هاتفه بـ »الغالية«، وتقول: والدتي ما زالت تسجل اسم والدي على هاتفها بنور عيني، كنت أبتسم عندما يتصل والدي، وبعدما إرتبطت بخطيبي شعرت بأهمية هذه التسميات في الهاتف، وهي تعني الكثير للمرأة، وتضيف: شقيقتي كانت تُسجل اسم زوجها في فترة الخطبة بحياتي، وبعد الزواج أصبح اسمه المدير العام.
من جانبه، يوضح محمد القوني أنه يُسجل اسم زوجته على هاتفه بـ «أم العيال» بعدما أنجبت طفلتها الأولى، هذا الاسم هو عربون محبة وتقدير لأم الأطفال، و وجودها في حياتي، فهي أكبر ثروة أمتلكها وكان قبل الزواج باسم «مستقبلي»
ويتابع القوني: أعرف أشخاصاً يطلقون على زوجاتهم اسم الشرطة، مع إضافة نغمة الشرطة عندما تتصل الزوجة، وأعرف شخصاً يُطلق على زوجته اسم القلق، وهناك من يسجل اسم زوجته على هاتفه باسم رجل لئلا يعرف أحد من أصدقائه رقم زوجته..
إلا أن هذه التسميات تُزعج المرأة، وقد تثير المشاكل بين الرجل وزوجته ويعترف أحمد عبدالله المتزوج منذ سنة ونصف سنة، بأن علاقته بزوجته شهدت مراحل مختلفة، تعددت معها التسميات.
يقول: في فترة الخطوبة أطلقت عليها اسم حياتي، وكنا نتحدث لساعات على الهاتف، وبعد الزواج استمر الاسم نفسه إلى أن أنجبت طفلنا الأول عبدالله، فغيرت الاسم إلى أم عبدالله..
أما منار محمد فترى أن الاسم على الهاتف مهم جداً، ويدل على استمرار الحب والعلاقة، وتؤكد: في بداية تعارفنا، كان اسمه أحمد، وبعد الخطبة أصبح اسمه الحب، كما كان يسجلني في بداية علاقتنا باسم منورة، وبعد الخطبة سجلني باسم منورتي، ومن المهم بالنسبة إليّ أن يكون لقبي مميزاً على هاتفه، وتفقد الاسم باستمرار للتأكد مما إذا كان غيره أم لا.
وتتابع: غضبت منه مرة واحدة، وقمت بتغيير اسمه إلى ممنوع الرد..
وتشير سحر عبدالله أن مسألة الاسم المدوّن على الهاتف تعود إلى طبيعة المشاعر ونوع العلاقة. ففي أيام الخطبة الأولى سجلت زوجي باسم الدلع الخاص، وبعد الزواج غيرت الاسم إلى حبيبي، وهو لا يزال نفسه حتى الآن بعد خمس سنوات من الزواج، لكنني أجهل تسمية زوجي لي على هاتفه، وأعتقد بأن الاسم سيتغير على الهاتف المحمول بعد سنوات ليصبح اسمه فقط، ومن دون مسميات، مما لا شك فيه أن الاسم يعكس طبيعة العلاقة والروابط الزوجية بين الرجل والمرأة.
ويرى أستاذ علم الاجتماع في جامعة النيلين بدر الدين أن أسماء الشريكين على الهواتف النقّالة تعكس علاقة المد والجزر في الحياة الاجتماعية بينهما، ومن الطبيعي أن تكون علاقة الشاب بالفتاة التي خطبها في بداية الأمر غاية في الإنسجام والتوافق، ومع مرور السنوات تصبح العلاقة الزوجية اعتيادية يشوبها الكثير من الأولويات، خاصة إن كان هناك أطفال ومسؤوليات، لكنها لا تصل إلى الفتور والملل، لئلا تتأثر الحياة الاجتماعية والأسرية في ما بينهما.
وعن الأسماء الغريبة التي يُطلقها البعض على شُركاء حياتهم، يشير بدر إلى أن هذه التصرفات من جانب عدد من الأزواج أو الزوجات، تعبر عن عدم احترام الطرف الآخر، والنظر إليه باستصغار.