الاثنين، 21 يناير 2019

أوراق من ذاكرة أمدرمان: فققايع ملونة:القهر امرأة

ويالها من  امرأة صامدة قوية في وجه الزمن الأغبر وبإرادتها الفولاذية تتصدى لكل عوائق القهر العنيد.

وتتقدم رغم سيل الحزن الدافق وويل الظلم المنسوج حول  خاصرتها ولا تبالي، وتتركه خلفها صفحة بيضاء خالية  من  ألوان الزيف وحروف النفاق وسيكبو على ركبتيه  مستنداً على ساعديه ولن يحتمل الوقوف على قدميه.

فعصير الذل الذي أعده لها إعادته له وبنكهة أخرى فدفعه  في جوفه دون أن يدري والغرور آخذ بناصيته .

نعم وكما أقول لكم اسمعوني وانصتوا، فالقهر أنثى  والشوق أنثى والصبر أنثى والثورة أنثى مجبولة على الاحتمال ومراره لايحتمل تجرعه غيرها ولولا ذلك  لما  استعاذ من القهر عليه افضل الصلاة والسلام (اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال ) .

فهي صامدة وتبتلع مرارته في  صمت عميق  ومهيب  وصبر مدهش ولكن عواء ريح الشتاء القارس في أمعائها  الخالية وبيتها البارد يختلط مع نبرات صوتها الباكي  والمترع بالحزن والأسى الساكن في دواخلها والصفير المترجم لآلمها  والصادر عن خدوش وفتحات  بداخلها فلا يبقى أمامها  سوى  خيار الموت على حافة النسيان أو الصمود.

يا مهري  المخضوب اركض

لاتخشى  شيئاً

إنه حان الميعاد

حان الوفاء بالأفراح

وعن الحزن البعاد

فقد خلقت لكي تنال

قصب السبق  في  كل البلاد

اخلع وشاح الذل عنك

وارتدي  عزاً وفخراً بذة الفرسان

وامتطي  صهوة جواد

وعلى الأكف  أحمل صولجانك

لا تبالي إنه حان الميعاد