تقارير:الإتحادي الأصل يعين جعفر بديلاً للحسن .. ماذا وراء (الأكمة) ؟

مازالت الأحداث تتوالى تبعا للتغيرات التي يشهدها الواقع السياسي السوداني بمكوناته المتباينة ومن المعلوم بالضرورة بأن الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل هو أحد القطبين الأساسين في الأحزاب التقليدية المعروفة بجانب حزب الأُمة القومي بزعامة الصادق المهدي هذه الأحزاب معروفة بتجذرها وسط المجتمع السوداني ولها أبعادها السياسية والإجتماعية ولذلك الإنقاذ من أجل تمكين حكمها سعت بشتى السبل لتفتيتها لأحزاب متعددة ونجحت في ذلك لحد كبير فأصبحت الحركة الإتحادية حوالي سبع أحزاب وكذلك أحزاب الأُمة بمسمياته المختلفة ونجحت الانقاذ في استقطاب أبناء السيدين للقصر الجمهوري وإن كان ما وقع على حزب الأُمة القومي أقل وطأة من الإتحاديين حيث دخلوا كمشاركين في السلطة بإسم الحزب بينما اكتفى عبدالرحمن الصادق برمزية إسمه فقط ، لعنة المشاركة قسمت ما تبقى من الإتحادي الأصل لأكثر من مجموعة منهم (الدواعش)!، ومجموعة الإستوزار وما بينهما من ناقمين على هؤلاء وهؤلاء وما زالت لعنة المشاركة تطارد هذا الحزب، فعقب إندلاع الإحتجاجات الأخيرة ارتفعت الأصوات المنادية بفض الشراكة وتفاجأت الأوساط بلقاء برئاسة الحسن الميرغني مع رئيس الجمهورية ببيت الضيافة بالخرطوم متحدثا بإسم الختمية والحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل ،إلا أن المفاجأة الكبرى أتت من بوابة قاهرة المعز المقر الدائم لمولانا محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب وراعي الطريقة الختمية حيث أصدر قرارا بإقالة أبنه الأكبر محمد الحسن وتنصيب أخيه الأصغر جعفر الصادق الميرغني نائباً لرئيس الحزب ورئيسا للجنة العليا للإعداد لقيام المؤتمر العام كما جاء في نص الخبر : أطاح زعيم حزب الاتحادي الديمقراطي الأصل مولانا محمد عثمان الميرغني بإبنه مساعد الرئيس الحسن الميرغني من موقعه نائباً لرئيس الحزب وعين نجله الآخر جعفر الصادق بديلاً له، وشغل الصادق في وقت سابق منصب المساعد لرئيس الجمهورية، ولم يوضح البيان الذي أصدره الناطق باسم الحزب عقب اجتماع مع الميرغني بالقاهرة، السبب وراء إقالة الحسن الميرغني من موقعه الحزبي، لكن مصادر لصيقة عزت التطورات الجديدة إلى رغبة الميرغني في بدء صفحة جديدة بالحزب عنوانها لمّ الشمل، ومن شأن التطورات الجديدة، الدفع بجعفر الصادق مساعداً للرئيس بدلاً عن الحسن الميرغني وفقاً لمصادر اتحادية توقعت ذلك ، يشار إلى أن البيان الاتحادي دعا إلى إطلاق سراح المعتقلين وأمّن على أحقية التظاهر السلمي ودعا إلى نبذ العنف والتخريب ، هذا الخبر أربك المشهد وخاصة في دوائر الإتحاديين وأعاد للأذهان الحديث الذي يقول بأن هنالك تصرفات تتم بدون موافقة مولانا أو دون علمه ، أيضا يتوقع المراقبون بـأن هذه الخطوة تعقبها خطوات لها تأثير على المشهد خاصا داخل الحزب الإتحادي الديمقراطي .
(الوطن) وضعت هذه التساؤلات أمام ذوي الصلة داخل الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل فكانت عندهم بعض الإجابات المهمة، فعضو الهيئة العليا والمكتب السياسي علي نايل قال انه يتمنى أن لا تكون الخطوة التي أتخذها مولانا محمد عثمان الميرغني بإقالة أبنه الحسن وتعيين جعفر الصادق توريثاً، مؤكداً الثقة في نائب الرئيس الجديد للحزب جعفر الصادق، وأكد نايل بأن لرئيس الحزب الحق القانونى بموجب دستور الحزب بأن يختار من يشاء ، وما يتعلق بأسباب هذه الخطوة قال بأن بعض الأحاديث تقول بأن الهدف منها توحيد صف الحزب على يد جعفر الصادق وخاصة أن الحسن لم يوفق في جمع شتات هذا الحزب وفي عهده أصبح الإتحاديون في الحزب الأصلب فصيلان، فصيل مع المشاركة في الحكومة وفريق ضد هذه المشاركة والحسن من المعروف انه يقود المشاركين في السلطة.
القيادي بالحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل ميرغني مساعد قال في تصريح خاص بأن الحسن الميرغني لم يكن نائبا لرئيس الحزب حتى تتم إقالته وهذا القرار لا يعتبر تغيير بل تعييناً جديداً لأن هذا هو أول قرار يصدر يسمى فيه نائباً لرئيس الحزب صدر من رئيس الحزب ورئيس الهيئة القيادية مولانا محمد عثمان الميرغني سمى بموجبه السيد جعفر الصادق نائبا للرئيس ، ولكن ان السيد الحسن كان يمارس هذا الدور دون تفويض من رئيس الحزب، رغم أن السيد الحسن هو مسؤول التنظيم وعضو الهيئة القيادية لكنه لم يكن ً للرئيس، وترتيب المناصب في الحزب كالآتي :
مولانا محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب، جعفر الصادق مساعداً للرئيس ، الحسن الميرغني مسؤول التنظيم بالحزب ، الفاتح تاج السر الناطق بإسم الحزب ، أمين عثمان مدير مكتب مولانا ميرغني مساعد مسؤول المركز العام ، أما السبب الأساسي للتغيير هو لقاء وفد الختمية برئيس الجمهورية في بيت الضيافة وهو سبب إقالة السيد الحسن ، والدليل على ذلك ما حدث من إمام مسجد مولانا الميرغني في صلاة الجمعة عبدالعزيز محمد الحسن الذي أنتقد التحدث بإسم الحزب والختمية من قبل شخص غير مفوض بالتحدث، ووجد حديث إمام الجمعة تأييداً كبيراً اضاف مساعد: الحقيقة هي بأن مولانا الميرغني بعث برسالة عبر الحسن الميرغني فحواها المطالبة بإتاحة حرية التعبير والاحتجاج كحق دستوري ، وبعدما أوصل الحسن هذه الرسالة في لقاء مغلق مع رئيس الجمهورية فطلب منه الرئيس التحدث في أمام أجهزة الإعلام، لكنه رفض فقام شخص آخر بالتحدث بإسم الختمية والحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل وهو الخليفة محجوب الذي ألقى كلمة في إتجاه مغاير للرسالة التي بعثها مولانا الميرغني تطالب بالتغيير، وهذا هو السبب الحقيقي وراء تعيين جعفر الصادق خلفاً للحسن الميرغني .