الاثنين، 21 يناير 2019

منوعات: "حاسبوا أنفسكم"

مع فجر كل يوم، يزداد القلق والتوتر على أوضاع بلادنا "الموجوعة"، ولا تلوح في الأفق الآن "بارقة أمل" تزيح عنا "قتامة المشهد" المشحون بالانتقام من كل الأطراف، إذ لا يوجد شئ يدعو للتفاؤل والغبطة والسرور.

وبمثلما خرج علينا الفاتح عز الدين بتصريحات مُستفزة، ولم يغفر له اعتذاره وتوضيحاته عند الشعب، جاء الدور على القيادي المعارض المحامي علي محمود حسنين ليزيد علينا الجراح؛ حينما توعد بجز رؤوس الداعمين لحكومة الإنقاذ في حال "سقطت الحكومة".

"آه منكم يا السياسيين"؛ بعدما دنستوا حياتنا بأفعالكم، وأحاديثكم اللئيمة التي ينوء منها الحقد، وجلبتوا لنا التعاسة وامتداد رقعة الفقر والمرض والجهل، رغم تمدد التكنلوجيا وتعدد الوسائل والوسائط.

وما يحدث من تصريحات هنا وهنالك ناتج عن ممارسة غير ديمقراطية، وانعدام الشورى والأخذ برأي الآخر واحترامه، والعمل على التعاون من أجل الوطن، لكنهم يتقاتلون من أجل الانتصار لذاتهم والاستقواء على الآخر، وفرض الرأي بالقوة، وهو ما أخرج للعالم وطن يزكم فساده الأنوف، نتعامل فيه مع بعضنا بالقسوة، إذ غابت لغة المهادنة، وتطييب الخواطر، وإزالة ما علق بالنفوس.

يا ليتنا نصحو مبكراً قبل فوات الأوان، حتى لا نعض بنان الندم عن ما فعلناه بوطننا وأهلينا، وقد يمتد الحريق إلى جيراننا، وهو أمر غير مستبعد، باعتبار أن السودان يعد هو قلب القارة، وتحيط به الكثير من الدول التي تجمعها معه روابط مشتركة في الدين والعرق واللغة، إلى جانب المصالح والمنافع المتبادلة.

علينا أن نوقف القتل والدمار ومحاسبة المسؤولين، وجبر الضرر عن المظلومين والمكلومين؛ يكفي ما أهدرناها من أرواح أجحفنا في حقها، كبتنا حريتها في التعبير والاختيار، تعاملنا معها بسلطة الغاب، الشئ الذي تُحرمه كل الأديان، وتمقه كل النفوس، فيجب أن تتغير لغة الخطاب السياسي لكل من فرض على المجتمع أنه "سياسي"، وأتركوا الأحقاد والحسد والكراهية، لأنها لا تشبهنا كشعب سوداني.

أخيراً :"

حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا.. وربما لا تجدون وقتاً لذلك".