الأربعاء، 31 يوليو 2019

مقالات:السودان مابين مأزق السياسة وأزمة الفحولة.!!


■•  طوال ثلاث عقود متتالية رهق نظام الانقاذ المخلوع كاهل الوطن الجريح بكثير من الاخطاء الجسيمة والقاتلة. فتناسلت من رحم تلك الخطايا تشوهات سرطانية عميقة الاثر، ضربت بلا رحمة هياكل البنية الاخلاقية والاقتصادية  والاجتماعية والقانونية للدولة والمجمتع على حد سواء.
 وجراء تلكم الخطايا التي اغترفها القائمون علي الامر، تحطمت بشكل عبثي  كل ثوابت الممارسة الرشيدة في السلطة على كآفة مستوياتها، المحلية، والولائية، والمركزية. وتبع ذلك الانهيار انشطار بلا نهاية في الولاء والانتماء لتراب هذا الوطن المازوم. فكانت تداعيات مستمرة اوهنت السلطة المركزية حتى سقطت سنة 2019 في مستنقع سلسلة من الازمات المتداخلة تبدت في القوت والوقود والنقود..
 ■• ورغم سقوط نظام البشير ووجوب ذوبان واجهاته مازال مسلسل الاحتقان السياسي مستمراً ومسيطراً على الشارع العام من خلال فواصل مثيرة لمصارعة بين المجلس العسكري الذي استولى على السلطة لسد فراغ البشير. وبين قوى الحرية والتغيير التي تسعى جاهدة لتنقية صفحة الثورة من بصمة الدولة العميقة كونها مازالت متمددة في اوردة وشرايين السلطة الرسمية والشعبية رغم انف عبارات نفي كثيرة ظلت تخرج من بين مسامات جسد المجلس العسكري من خلال تصريحات جهيرة   في محاولات مستميتة لردم الفجوة الكبيرة بين الواقع والمامول..
 ■• علي خلفية الفراغ العريض الناشيء بسبب زوال حكومة المؤتمر الوطني، و(السقوط الناعم) للبشير، برزت الي السطح حزمة من التداعيات المتداخلة التي اصبحت تشكل عبئا مؤثراً فوق حدود القدرة على احتمال، فيما يلي معاش الناس بسبب زيادات خرافية طرات علي اسعار السلع والخدمات في ظل منظومة اقتصاد مترنح خرج عن حكمة الادارة وسيطرة الحكومة على ماكينة الاقتصاد القومي.. 
عطفا على ماسبق كانت ردة فعل الشارع السوداني فوق حدود احتمال السلطات الحاكمة التي وجدت نفسها مضطرة الى محاصرة حالة الغليان بإتباع عدة سبل ووسائل كان من بينها  غضبة لامست سقف الفضاء الذكي عبر خدمات السوشيال ميديا social media...
■• تماهياً مع الاوضاع الناجمة عن ردة فعل الممشى العريض للشعب السوداني، حاول كثيرون وهم الاغلبية تفريغ شحنة الاحباطات المتراكمة لديهم عبر تسويق رؤي ومفاهيم حول مواضيع تبدو انصرافية في نظر آخرين، راوا ان تلك القضايا يتم طرقها لصرف الانظار عن القضايا الاساسية والملحة، كما اتهمت (بضم الالف والتاء) الصحفية داليا إلياس حين تجرات بتقديم افادات صحفية عن المسكوت عنه حول فحولة الرجال التي تاثرت الى حد كبير بالاوضاع الاقتصادية التي تركت بصمتها على هذه الجزئية الحيوية في العلاقات الزوجية..
اجتهدت ثورة ابريل 2019 في التعبير عن هموم الوطن كما داليا إلياس في الاعلان عن ازمة اجتماعية خرجت من صلب قمامة الترديء الاقتصادي الذي عصف بالسودان ليبقى مجندلاً في خانة مابين مازق السياسة وازمة الفحولة...ولله غالب.!!