الأربعاء، 31 يوليو 2019

مقالات:شوكة حـوت:دمعة على خدود كردفان


* جميعنا يعرف قصة مقتل المعلم أحمد الخير الذي قتل تحت التعذيب والقهر حيث عذب حتى الموت بالرغم من أن دائرة الإتهام معروفة فقد قتل في مكاتب جهاز الأمن بمدينة خشم القربة وهذا بدوره يسهل عملية القبض على المتهمين وتقديمهم لمحاكمة عادلة وحتى هذه اللحظة لم يقدم أحد المتهمين لمحاكمة تقتص من الذين أهانوا هذا المعلم وقتلوا فيه ذرات الكرامة الإنسانية وتفننوا في تعذيبه بصورة لم يشهدها تاريخ الإنسانية في العصر الحديث وحتى هذه اللحظة يكون دم المعلم أحمد الخير مفرق بين القتلة رغماً عن سهولة الوصول إليهم.
* بالأمس قدمت مدينة الأبيض حاضرة شمال كردفان ٨ شهداء جميعهم من شريحة الطلاب ثمانية أرواح صعدت الى بارئها أكبرهم سنا لم يبلغ الحلم خرجوا من منازلهم يحملون أحلام الغد اضطرتهم الظروف للمطالبة بأبسط حقوقهم التي كفلها لهم الدستور خرجوا ليلفتوا نظر السلطات الى التقصير في دورها خرجوا ليطالبوا بتوفير الخبز والوقود ويحملون في أياديهم كراس وكتاب وقلم وتخرج من حناجرهم هتافات مطالبة بحق ضائع ومضيع فهم لم يحملوا إلا السلمية فتم إطلاق الرصاص عليهم من دون رحمة ومن دون وازع مما أدى الى مقتل ثمانية طلاب فى منظر يُدمي قلب العدو ويجعل الصخر ينتحب ألماً جراء البربرية التي مورست على فلذات أكبادنا.
* إنتحبت مدينة الأبيض وهي تُحصي قتلاها وتجمدت دموع الحسرة والألم على خدود (أبو قبة فحل الديوم) ومعها إنتحبت الإنسانية بأثرها وقد شيعت الأبيض ثمانية أطفال لا يعرفون لماذا أُزهقت أرواحهم وهل يستحقوا هذا القتل وهل أصبح الدم السوداني وكرامة الإنسان هي الأرخص أرخص من قيمة رطل لبن مضاف إليه نصف رطل (موية) يا لهفي على ثمانية أمهات ودعن فلذات أكبادهن على أمل اللقاء فإذا بالناعي ينعي لهم أطفالهن ويعلن عن حرق أحشائهن ثمانية آباء بمدينة الأبيض إعتصرهم ألم الفراق الأبدي وقاموا بدفن أبنائهم تحت الثرى وهم في قمة الحزن والقهر والهزيمة النفسية وما أقسى فقد (جنا الحشاء).
* أستاذ أحمد الخير قتيل مدينة خشم القربة واصل مهنتك فقد قتل من بعدك ثمانية أطفال طلاب لأنهم طالبوا بأبسط حقوقهم فإن جاؤوك يا أحمد أكمل لهم حصة الوطن وأشرح لهم المواد التي كانت سترفع درجاتهم لتؤهلهم الى الدخول الى الجامعات وهاهم قد إرتفعت أرواحهم الى بآرئها بطلقات لا يعرف قلب مطلقها الرحمة ولم يعرف معنى وقيمة الأمومة والأبوة وكأن قاتلهم خلق من صخر وكأنه لم ينتم الى فصيلة البشر (عليك الله يا أستاذ أحمد الخير كمل جميلك مع أولاد الأبيض فقد قتلوا بلا رحمة وخلى الفصل يكون واسع تاني في طلبة حيجوكم يا أستاذ أحمد الخير).
نـــــــص شـــــوكة
* (بكيت كالنساء يوم أمس وذرفت الدموع على هذه الأرواح البرئية الطاهرة بكيت حتى أصبت بالتلف الإحساسي ولا أعرف من سيكون القتيل القادم قد يكون إبني بنتي وقد يكون إبنك بنتك وفي كل الحالات تكون الإنسانية قد فقدت مزيداً من الأرواح البريئة و سيستمر مسلسل هذا القتل العشوائي في وطن يعيش أربعة أشهر من دون حكومة).
ربــــــــع شـــــوكة
* سيتحول السودان الى سرداق عزاء كبير وسنتوشح بالسواد طالما أنه سيتم تكوين لجنة لتقصي الحقائق لمعرفة القاتل وستكون النتيجة (بلادي سهول بلادي حقول).