الأربعاء، 31 يوليو 2019

مقالات:وجع ضرس:الفوضى السياسية إلى ما لا نهاية ... 


 وجع ضرس

عبد الكريم محمد فرح 

المراقب للوضع السياسي عن كثب يلاحظ عودة الأزمة من جديد فالمشهد ملئ بالفوضى السياسية التي لن نخرج منها الا بحرب أهلية تطحن الجميع وهذا ما تسعى اليه دول الاقليم ليشهد السودان صراع العسكر والاسلاميين والمواطنين وتبدأ حمى المعسكرات ودعمها الخارجي فالخليج يدعم بسخاء هذه الحروب ولكم في ليبيا واليمن أكبر دليل. 
عسيراً جاء الوفاق السياسي بين طرفي التفاوض لتخرج الحركات المسلحة الى عشقها المعلن وهي قاعات التفاوض وعدسات القنوات فهذا ما كانت تمارسه مع نظام البشير بفرض نفسها وأنها جزء من التغيير والتعبير عن انسان الهامش الذي لا يعلم من الذي يمثله. خرجت هذه الحركات بمطالب غير مشروعة في هذا التوقيت ، لتشهد أثيوبيا حلبة صراع جديد لينتهي بهم المطاف عند بوابة حسبنا أنها سدرة منتهى الفرج، فعندما يقترب الاتفاق تثور القوى المضاضة للثورة من اسلاميين الجيش والنظام السابق بانقلاب عسكري مدعوم نفذه أقدم ضابط بالقوات المسلحة ورئيس رئيس الأركان الفريق أول هاشم عبد المطلب ويتم القبض عليه مع بعض الساسة ويسجل اعترافاً أنه اسلاميٌ منذ أيامه الأولى بالقوات المسلحة لتبدأ أحداث أخرى يسيطر فيها حميدتي ليخرج آخرون بمواكب شكرٍ وتقدير لقوات الدعم السريع. 
ولا ننسى المنسلخين والغاضبين من (قحت) الذين يعملون تحت لواء المواطنة والحريات ويضربون بالجميع عرض الحائط والذين لم يكتفوا بالوقوف امام المقر الرئيسي لتجمع المهنيين السودانيين لتخرج من بنات أفكارهم بوادر (تسقط تالت) ويعود السكون من جديد. 
بعد أن ضمدنا جراحنا من فض الاعتصام وجرائمه وعدنا للواقع أقوى خرج المجلس العسكري اثباتاً للمواقف والوجود في الساحة السياسية بتحقيق فطير أسموه (تحقيق النيابة العامة لفض الاعتصام)  ليغضب الشارع من جديد ويخرج مندداً من تلقاء نفسه ليعود أدراجه بتوجيهات من قوى اعلان الحرية والتغيير . 
الشاهد في الأمر أن القيادات والنخب السياسية الموقعة على اعلان الحرية والتغيير أصبحت تسعى للاتفاق أكثر من المجلس العسكري نفسه، رغم الدماء وضراوة الأحداث فما حدث بحاضرة ولاية شمال كردفان - الأُبيض- وقبله من أحداث فض الاعتصام وما بعده من مجازر وقتل وسحق وسلب وممارسات شنيعة لم تعد كفيلة بإيقاف التفاوض والخروج على جنرالات المجلس العسكري. 
حذرنا مراراً وتكراراً من اسلوب التراخي مع المجلس العسكري وإتخاذ تدابير سريعة لتشكيل الحكومة المدنية التي أصبحت حلمٌ تنادي به الجماهير بتفاؤل فيصرخون ملئ حناجرهم (مدنيااااااااااااااو) ولكن ما أسرع أن يبتلعونها كالعلقم كلما سقط شاب من أبناء الوطن الشرفاء. 
ما يحدث الأن من ممارسة التغييب سياسي للمواطن مع نشر للقوات المسلحة في كل الولايات وحمل للأسلحة بكل أنواعها وقتل للأبرياء والأطفال واتهام ملثمين وكتائب لا نعلم مصدرها . ويصحب كل ذلك غلاء في الأسعار وعدم استقرار للتيار الكهربائي وعشوائية في المد بالمياه وعدم قدرة الحكومة على توفير أبسط مقومات الحياة الكريمة كل هذه الفوضى تصب لمصلحة قوى الثورة المضادة والدولة العميقة ليس الا. 
مُسكن :
هل سنبقي ما بين مطرقة العسكر والدولة العميقة وسندان الحرية والتغيير ونرضي بإي اتفاق أم (تسقط تالت)؟!!