الثلاثاء، 21 مايو 2019

تحقيق:الحركة الاسلامية .... ماذا بعد عزل البشير؟


صحفي : لهذه الأسباب لن تتمكن الحركة الإسلامية من احداث زخم سياسي في المستقبل
باحث : تجربة الإسلام السياسي في السودان هي سبب كل الأزمات!!
محلل سياسي : الجميع مؤمن بأنه سوف يتم تجاوز الحركة الإسلامية تماماً داخل الكيان!!


 ظلت الحركة الإسلامية تحكم السودان خلال ثلاثة عقود ممتدة عبر ممثلها عمر البشير ، وكانت النهاية  بالإطاحة به بعد اندلاع الثورة التي تشهدها البلاد ، وكان ذلك سبباً لفتح باب التساؤلات حول مستقبل الحركة الإسلامية على مستوى التنظيم والأفكار بعد أن ثار الشعب السوداني على حزب المؤتمر الحاكم وهو الذراع الأيمن والأساسي  للحركة ، وكان أبرز وآخر حضور رسمي للحركة الإسلامية السودانية في المشهد السياسي في  نوفمبر من العام الماضي  بالخرطوم ، حين أعلنت في مؤتمرها التاسع تأييد ترشيح البشير لمنصب رئاسة الجمهورية لدورة أخرى في الانتخابات الممحدد لها (2020) ، وكذلك دعت لتعديل الدستور لتمكينه من الاستمرار في ولاية خامسة تضاف لسنوات حُكمه السابقة التي يشوبها الخلل والفساد ، وبرر وقتها الزبير أحمد الحسن الأمين العام للحركة الإسلامية آنذاك دعمهم لقرار حزب المؤتمر الوطني بتأييد البشير ؛ بكونه الشخص الأنسب لقيادة الدولة في ظل التحديات الداخلية والخارجية..
  وبعد مرور شهر على انعقاد مؤتمر الحركة الإسلامية ؛ اندلعت الانتفاضة الشعبية في ديسمبر تطالب بعزل البشير ، حاول فيها الأخير استخدام أعضائها لمواجهة هؤلاء المحتجين ضده ،  وكذلك في الحادي عشر من أبريل المنصرم  استجاب عوض بن عوف  وزير دفاع البشير ، لمطالب الجماهير بالتدخل لإزاحته ، وبات مستقبل الحركة وأعضائها مجهولاً ،  بعدما اعتقلت السلطات السودانية عدداً من قادتها أبرزهم الأمين العام لـ الحركة الإسلامية الزبير أحمد حسن  ، وكذلك علي عثمان محمد طه النائب الأول الأسبق للبشير إلى جانب عدد من القيادات البارزة ، حيث أصبح وضع  التيار الإسلامي متازماً ويمر بأضطرابات وأسعة وتشتت ، وينقسم التيار الإسلامي في السودان لثلاثة قوى رئيسية المؤتمر الوطني و الشعبي والأخوان المسلمين ، حيث لايزال المؤتمر الوطني متشبثاً بغرس وجود له  في السودان، "الوطن" حاولت الغوص في هذا الجانب ومعرفة مستقبل الحركة الإسلامية بعد البشير ...*
*منعطف جديد*
د/ صلاح الباشا الكاتب و الصحفي و المحلل السياسي فقد تحدث عن تطور حراك مايسمى بالحركة الإسلامية السودانية خلال الثلاثين عامأ الماضية التي أمتدت من ٣٠ / ٦ / ١٩٨٩م تاريخ أنقلابها علي الديمقراطية وقال إنها قد مرت بثلاث مراحل : المرحلة الأولى كانت الحركة الإسلامية موحدة لمدة عشر سنوات تعمل بانسجام تام وتنفذ كل مشروعاتها دون أي خلافات ما عدا القليل خاصة بعد محاولة إغتيال الرئيس المصري محمد حسني مبارك في مؤتمر القمة الأفريقي بأديس أبابا في العام ١٩٩٥م ، وهنا بدأ الخلاف ينشب لأن هنالك مجموعة من خلف القيادة اتهمت بالتدبير لهذا الأمر ، ثم أنتهى الأمر في العام ١٩٩٩م في الرابع من رمضان من ذلك العام حيث حدث الانشقاق الكبير الذي سمي بالمفاصلة ما أدى إلى أنقسام الحركة الإسلامية إلى مجموعة القصر و مجموعة المنشية، ومجموعة القصر هي مجموعة الرئيس عمر البشير وما حوله من أعضاء الحركة الإسلامية ، ومجموعة المنشية هي مقر سكن الراحل حسن الترابي وحوله أيضأ مجموعة من قيادات الحركة الإسلامية ، ويقول الباشا إن مجموعة البشير سموا أنفسهم المؤتمر الوطني وواصلو في نفس الأسم بينما مجموعة الترابي سموا أنفسهم المؤتمر الشعبي، ومن هنا دخلت الإنقاذ أو الحركة الإسلامية في منعطف جديد وظل الشد والجذب والمعتقلات والسجون تدور بين هؤلاء وهؤلاء إلى أن حدث الانشقاق الثاني والذي لم يكن كالأول في عنفه فقد رأت مجموعة من قيادات الحركة الإسلامية القديمة بالمؤتمر الوطني أن تحاول تهميش رئيس المؤتمر الوطني وهو الرئيس المخلوع عمر البشير باعتبار أن دوره قد أنتهى وهي ترى بأنه بدأ منفردأ في السلطة دون مشورتها في كثير من القرارات والأشياء ، وبذلك الزمان أنتشر الفساد المالي في فترة الثورة النفطية منذ عشر  سنوات ، وأيضأ في فترة تعدين الذهب ، وهذا ما أدى إلى أنتشار الفساد في الحركة الإسلامية الحاكمة إلى أن أنتهى الأمر منذ سنوات قليلة بأن قام الرئيس المخلوع البشير بعزل هؤلاء من قيادة الدولة ، أي من الوظائف التنفيذية الكبيرة دون تحديد للأسماء ، فأصبح الرئيس منفردأ بمجموعة جديدة يعتمد أعتمادأ كليأ علي المجموعة العسكرية والتي  تحكم حاليأ ، وذلك ما أدى إلى ضعف الدولة وعدم تماسكها وأصبح الحزب الحاكم المؤتمر الوطني عبارة عن شلليات كل يعمل لأستقطاب الآخرين لمجموعته ، وهنا حدثت الضعضعة للحزب الحاكم ، وعندما قامت الانتفاضة الشعبية الحالية أو الثورة الشبابية فإنها بسهولة قد تمكنت من القضاء علي هذا النظام لدرجة أن هنالك أقسام كبيرة من النظام وقفت وساندت هذه الثورة وتم عزل الرئيس ، وتابع الباشا : في تقديري الشخصي أن الحركة الإسلامية لن تتمكن من إحداث زخم سياسي جديد في المستقبل وذلك لكشف كل مكامن الفساد وفشل الدولة ، الى جانب كشف مسألة تدوير كل المشروعات التي كان يعتمد عليها السودان أعتمادأ كليأ في أقتصاده كمشروع الجزيرة والمناقل ومشروع السوكي والرهد ،  وتدمير كل المرافق وبيع الخطوط الجوية السودانية والخطوط البحرية وأيضأ تدهور السكة الحديد فماذا بقى بعد ذلك من أساسيات التنمية في السودان لذلك فإن أنهيار هذا النظام يضع أحمالأ ثقيلة لجيل المستقبل الذي يأتي إلى مقاعد الحكم لإعادة تأهيل هذه المشروعات وبناء مشروعات جديدة.
 صعوبة الاستبعاد!! 
أما رئيس مركز الدراسات السودانية  المفكر والكاتب السوداني والناقد السياسي حيدر إبراهيم فقد أوضح في تصريحات صحفية أن تجربة الإسلام السياسي في السودان هي السبب الرئيس لكل الأزمات التي لحقت بالبلاد منذ الاستقلال إلى غاية استيلاء الإسلاميين على السلطة منذ 30 يونيو  1989م ، لكن هل يمكن القول إن حقبة الإسلاميين في السودان قد ولّت وانتهت بعد التطورات السياسية الأخيرة في هذا البلد الغني أم أنهم سيسجّلون عودتهم هذه المرّة بشكل مختلف ومن باب "ديمقراطية الصناديق" تماما مثلما وقع في دول "ثورات الربيع العربي". من جانبه فسر حامد التيجاني أستاذ السياسات العامة في الجامعة الأميركية بالقاهرة صعوبة الاستبعاد الكامل لأعضاءالحركة الإسلامية بقوله : الأوضاع في السودان مختلفة تماماً من حيث الطبقة السياسية والتعقيدات الأسرية والجهوية والقبلية ، ويضيف التيجاني أن  المنتمين للحركة الإسلامية من قبائل كُبرى  لهم غلبة سكانية في مناطق معينة بما يعني أن حال تعرض عضو تابع لها لـبطش أوأنتقام سيجعلها مستعدة لتسخير إمكانياتها في الدفاع عنه ؛ وهو ما سيؤدي بالبلاد لحرب أهلية ، أو انقلاب جديد على السلطة يضاف لسجل البلد الطويل في الانقلابات العسكرية ،  ويُضيف بعداً آخر لوجهة نظره قائلاً لا يوجد الشخص الحائز على الشعبية أو الدعم سواء كان في السلطة أو من قوى التغيير القادر على اتخاذ مثل هذه الإجراءات من عزل لجميع أعضاء الحركة من وظائفهم أو تصنيفهم بالإرهابيين .
 اضطراب وتشتت!!
ويتفق  معه أحد المحللين السياسين على العدد الكبير  لأعضاء الحركة الإسلامية والحزب السياسي المنبثق عنها، وهو انشقاق جيل الوسط ، وتأسيس كيان جديد يُحاول إعادة تقديم نفسه من خلال رؤية جديدة ، ومن بين هذه الكيانات الجديدة تضامن من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية الذي سيعلن عن نفسه كتنظيم سياسي ، ويقول أن الجميع مؤمن بأنه سوف يتم تجاوز اسم الحركة الإسلامية تماماً داخل الكيان ؛ ولن يكون تمرير سياسة الحزب قائمة على تطويع الشريعة الإسلامية لأهداف شخصية كما فعل البشير  . أما طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية فقد أشار ألى أن الحركة الإسلامية لم تنته من السودان أو المنطقة  ولم تفقد تأثيرها بالكامل أيضًا ، كما أن رموزها لا تزال باقية رغم رحيل البشير ، لكنها تعاني من حالة اضطراب وتشتت ، وأن ما يثار حاليًا هو دورها في المستقبل ، وبحسب كتاب "مراجعات الحركة الإسلامية السودانية" للكاتب وليد الطيب ، فإن الإسلاميين منذ تولي الحكم في السودان انقسموا على أنفسهم ، وزجوا ببعضهم البعض في السجون ، وظلوا لقرابة (30) عامًا مسيطرين على الحكم وسط حالة من الحيرة وأزمة هوية عميقة ، ويرى فهمي أن تعامل الإسلاميين بفاشية مع مطالب الشعب جعل شعبيتهم في تناقص مستمر ، مؤكدًا أن خروج الشارع السوداني على المؤتمر الوطني المنتمي إليه البشير يعني لفظهم من قبل السودانيين ، ووقف تمددهم ، وأكد تقرير لإذاعة مونت كارلو الأمريكية أن انشقاق المؤتمر الشعبي عن المؤتمر الوطني أحدث انقسامًا في الحركة الإسلامية ، وخلق مواجهة قد تكون هي الأخطر على التيار الديني أكثر من اليسارية أو العلمانية ، وسوف تخرج بوجه جديد ولم تنته الحركة الإسلامية وسترفض الإستسلام بسهولة بعدما وصلت إلى الحكم في عدد من البلدان العربية ، لكن ربما ستلجأ إلى إعادة الهيكلة ، وتقديم وجه جديد إلى الشعب ، الذي سيقع عليه مسؤولية الاختيار مرة أخرى ،  وأضاف فهمي أن الحركة الإسلامية تستخدم حاليًا مبدأ "المشاركة لا المغالبة"، وهو ما حدث في السودان والكويت وعدد من دول المنطقة ، مؤكدًا أنه في الوقت ذاته الثورات متصاعدة ضدهم ، وأكد أيضًا أن الشعوب تلفظ التيار الإسلامي ، وخير دليل على ذلك أن الحراك المجتمعي أصبح لا يتأثر بأي شكل من الأشكال بالإسلاميين . من جانبه اوضح د / معتز الامين الناشط السياسي  أن مستقبل الحركة الإسلامية تلاشى أثناء حكم البشير لأنه تم اقصاء الحركة و ابعادها من المشهد الدعوي و السياسي و كانت الغلبة للمؤتمر الوطني و حتى داخل الوطني لنافذين فيه و ليس مؤسسات ، كما أن البشير حكم بالبزة العسكرية أكثر من بزته العقائدية ، ويعتقد معتز أن مستقبل الحركة الإسلامية بعد عزل البشير يكمن في إعادة  ترتيب صفوفها خلف الكواليس والعودة  بمسميات جديدة و فكر متجدد .
*حركة تصحيحية!!*
في نفس السياق  تحدث خالد عبد الوهاب أحمد الناشط السياسي وقال إنه من المفترض أن يكون هنالك فصل تام بين نظام البشير كنظام سياسي وحكم سياسي أتي بخلفية أنقلاب عسكري وبين الحركة الإسلامية كحركة دعوية ، وفي عهد البشير  كانت الحركة الإسلامية جزء من نظامه وهي الضلع الأكبر الذي أنبثق منه البشير ونظامه ، والآن مع  الظروف الحالية يفترض على الحركة الإسلامية أن تعيد ترتيب نفسها لأنها أثناء حكم البشير كان هنالك العشرات و المئات من كوادر الحركة الإسلامية خارج منظومة وأطار الحكم ، ومجموعة قليلة من القيادات  كان هنالك ربط بينهم كحركة إسلامية وبين البشير ، ولكن هؤلاء العشرات و المئات من كوادر الحركة الإسلامية كانوا يعملون في محور الدعوة والاسناد وهؤلاء هم مستقبل الحركة الاسلامية ، ويرى خالد أن مستقبل الحركة الإسلامية بعد عزل البشير بتولي القيادات التي كانت من الأصل خارج منظومة العمل السياسي وأن تمارس نشاطها الدعوي إذا كان من كوادر شبابية أو نسائية وكل الفئات والقيادات المخضرمة وهذا هو مستقبل الحركة الإسلامية ، لأن نظام الحكم الحالي في السودان لم يأت بنشاط دعوي والحركة الإسلامية مثلها مثل غيرها من المنظومات الدعوية كأنصار السنة المحمدية والسلفية وأنصار المهدي والختمية وكذا ، ويضيف بأنها حركة دعوية ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتم عزلها من المركز الدعوي حتي بعد عزل البشير ، ولكن لابد للحركة الإسلامية من ترتيب نفسها وإعادة صفوفها بالعمل في النشاط الدعوي مثلها مثل الحركات الإسلامية الأخرى  ، ويجب إبعاد عدد كبير من القيادات التي كانت في قمة هرم الحركة الإسلامية ولكن كانت تمارس العمل السياسي في نظام الرئيس المخلوع ، وكذلك ذكر خالد بأن الحركة الإسلامية في العالم الى زوال حتي في الدول العربية وأن هنالك فرق بين وجودها في السودان ووجودها في الدول الأخرى والشعب السوداني بطبعه شعب متدين وليس لديه صفة الإرهاب في العمل الإسلامي عكس بعض الدول الأخرى العربية ، وأن أي توجه في العمل الإسلامي مرتبط بالإرهاب عكس السودان ؛ والشعب السوداني  يحب التدين ولكن يجب أن يكون هنالك وضوح في الرؤية للحركة الإسلامية في الوقت الحالي لأن الطابع السياسي لحكم البشير انعكس علي أدائها وأصبح هنالك ربط ، ولأبد الآن أن تظهر قيادات جديدة من التي كانت في الرصيف ، حيث كانت هنالك قيادات كبيرة جدأ في الحركة الإسلامية كالطيب زين العابدين وحسن مكي وغيرهم ؛ وكانوا أصلاً غير راضين من نظام الحكم والأداء السياسي للبشير ، لذلك عليهم الآن أن يجمعوا شتات الحركة الإسلامية ويتجهوا للتوجه الديني ويعلنوا خطهم علي ذلك الأساس ، وبذلك يمكن للشعب السوداني أن يتقبلهم وقد يجدوا بعض الاعتراض من اليسار ، ولكن الأغلبية المتدينة من الشعب لن ترفض ذلك وأن كان هنالك هجمة إعلامية كبيرة جداً علي كل من يميل للحركة الإسلامية وكذا، وأغلب الناس يعتبرون أن كل من ينتمي للحركة الإسلامية يتبع للنظام وأنه كوز ، وأردف لأبد أن يوجد سهم يحدد بأن هنالك فرق بين الحركة الإسلامية التصحيحية وتكون تصحيحية داخل الحركة الإسلامية وتظهر قيادات الآن وتخاطب الشعب السوداني والمجتمعات برؤية صحيحة وإسلامية حتي تتعافي وتعود من جديد .
 اغلاق الأبواب!! 
أحمد سليمان حامد الناشط الشبابي والسياسي أوضح أن الأبواب قد اغلقت أمام الحركة الإسلامية بذهاب البشير وأنها لن تستطيع مزاولة نشاطها بصورة وأضحة خاصة لأن الشعب السوداني طيلة فترة الحكم يرى أن الحركة الإسلامية هي التي أنتجت المؤتمر الوطني باعتباره الذراع الذي ينفذ وتوصل به  أفكارها و أيدلوجيتها عبر المؤتمر الوطني كأحزاب لأنه حزب معروف عقائدي ذو مرجعية إسلامية أو يستند علي الحركة الإسلامية ، وزوال رئيس الحزب عمر البشير أثر علي الحركة الإسلامية بشكل كامل خاصة وأنه بعد ذلك صدرت قرارات بإغلاق دور المؤتمر الوطني وكذلك إغلاق مكاتب الحركة الإسلامية علي مستوى المركز والولايات باعتبار أن هؤلاء الناس الآن تمت محاصرتهم خاصة في أخفاقات الحكم خلال فترة الرئيس في الفترات الأخيرة  مما أدى لتراكم جملة من المشاكل ظهرت في ثورة الشباب الأخيرة  ، ويقول أحمد أن المؤتمر الوطني كحزب إسلامي قدم كثيراً ولا يجب الحكم بالوضع الأخير ، والآن الشعب يرفض أي شخص حركة إسلامية كأن الحركة الإسلامية لم تقم بدورها وأخفقت في النظام ، ويقول أن الاعتداء الذي حدث لحزب المؤتمر الشعبي رغم أنه حزب منفصل منذ زمن بعيد منذ المفاصلة وتكوينه وتاريخه باعتباره معارض لساسة المؤتمر الوطني الذراع الأيمن للحركة الإسلامية ، وطالما أنه معارض فهو بعيد عن اجتماعات الحركة الإسلامية ولم يلتق بهم ورغم ذلك عندما عقدوا أجتماع الشورى بصالة قرطبة تعرضوا لأعتداء باعتبارهم إسلاميين ، ومن الملاحظ أن حزب المؤتمر الشعبي والوطني والإصلاح الآن ومنبر السلام العادل كل هذه الأحزاب أنشقت وعارضت ورغم ذلك الشعب السوداني بعد الثورة والإطاحة بالنظام رفضوا كل تلك الأحزاب ومن يمثلها باعتبار أنها أحزاب إسلامية ولديها علاقة بالحركة الإسلامية ، وقال إن الحركة الإسلامية الآن تعاني أشد المعاناة بسبب الإطاحة بالرئيس ؛ ولو لم يحدث ذلك لما تعرضت الحركة الإسلامية لهذا الشئ ، لكن الثورة كان لها أثرها وهزت الحركة الإسلامية هزة قوية جدأ ، وبما أنه تم  إغلاق المكاتب فليس أمامها سوى ممارسة نشاطها في السر والخفاء ، وكذلك تحدث عن مستقبلها وذكر أنه لأبد أن يكون هنالك تواصل مع الحركة الإسلامية كتنظيم إسلامي والناس موجودين بنفس الفكرة والايدلوجية لكن أثرها لن يكون كما كان في السابق ، وكذلك مكاتبها لن تكون وأضحة وتعمل كما كانت وإنما تعمل في السر ، واجتماعاتها لن تكون معلنة ولا يمكن أن يعقدوا مؤتمرهم كما كان سابقاً لأن ذلك يعرضهم لمشاكل كثيرة ، وأضاف أحمد أن الحركة الإسلامية كان لها إسهام ودور كبير جدأ في نشر الدعوة ليس في السودان فقط بل في الدول الأفريقية ، وكل ذلك تعطل الآن بسبب الإطاحة بالنظام وشل الذراع الأيمن والرافد للحركة الإسلامية ، وهو الذي كان يوصل لها رسالتها والحزب هو الآلية القوية في ذلك ، وفي تقديري الشخصي أن الحركة الإسلامية  مستقبلها لن يكون زاهراً في ظل الأوضاع الحالية لأن الهجوم عليها شرس  ، كما أن هنالك دعوات بحل وحظر المؤتمر الوطني ، وإذا جاء قرار بحظره سوف يؤثر تاثيراً كبيراً علي الحركة الإسلامية وسوف تكون جزء من الحظر ؛ بدليل أنه عند سقوط النظام لم يكتفوا بأن يبعدوا المؤتمر الوطني من الحكومة الانتقالية أو يغلقوا داره بل أغلقوا معه دور الحركة الإسلامية باعتبار أنه هو الذي وفق لهم الحكم وكذلك أوصلهم لهذه المرحلة وهو صنيع الحركة الإسلامية ، ولذلك تاثرت الحركة الإسلامية ، وأردف أنه من الملاحظ حتي التنظيمات الإسلامية المتشددة كتنظيم القاعدة وغيرها ومهما حدث فإنهم موجودين ، وتنظيم القاعدة لم ينته حتي بزوال أسامة بن لادن بعد ضربه وقتله وهم موجودين وبين حين وآخر يظهر بغدادي وخلفاء وهم خلايا موجودة ، والحركة الإسلامية السودانية سوف تظل موجودة وهي ليس آخر حركة والآن في تركيا وليبيا أصبحوا محاصرين وعلي حافة الزوال ، ويضيف بأن الحركة الإسلامية استطاعت أن تتمكن من الحكم في الدول العربية بل علي مستوي العالم ، و موجودة في دول أفريقية كثيرة ، وهنالك هجمة شرسة وعدم قبول للحركات الإسلامية وتنظيم الحركة الإسلامية علي مستوى العالم ، كما أن هنالك اتفاق على عدم قبول حكومات الإخوان المسلمين  ، ويتم اعتبار التنظيمات المتشددة كالدواعش وتنظيم القاعدة  نتاج للإخوان المسلمين مما أضر بالحركة الإسلامية ، رغم أنهم قد يكونوا ليس من أفرازاتهم وهذا قد شوه وجه الإخوان في أوروبا والعالم أجمع ، والإخوان المسلمين كتنظيم علي مستوى العالم أصبح غير مرغوب فيه خاصة دول الغرب ، ونجد أن تركيا تعاني كثيراً من هجوم ومضايقات وهم الآن غير محظورين كما أن الحركة الإسلامية جاءت حركة معتدلة تنادي بنشر الدعوة وتهتم بدور العبادة والخلاوى ولها اسهامات كثيرة  في نشر الوعي الإسلامي ، لكن في الحكم تعاني والمؤتمر الوطني يضم أناس غير إسلاميين وهو كحزب يعتبر وعاء جامع فيه الصالح والطالح ، ويجب ألا يشن الهجوم على الحركة الإسلامية لأنها جاءت لتوصيل رسالتها.