الثلاثاء، 21 مايو 2019

مقالات:تأملات:المرحلة الإنتقالية.. محاذير وتحفظات


كتب أخي الأستاذ الخبير الحكيم عبدالقادر التجاني إدريس مقالا تعليقا علي مقالي الذي نشرته يوم أمس في هذه المساحة بعنوان (العسكري والتغيير.. فوق صفيح ساخن) ها أنذا أنشره، ليس عملا بحرية النشر وحدها، ولكنه فعلا يستحق النشر لما فيه من إشارات جديرة بالوقوف والتأمل، اتفق الناس معها أو اختلفوا.
اطلعت على مقالك الأستاذ جمال عزالدين عنقرة الرافد العذب برؤاك المتكاملة نضجا ونصحا - وقرأت ما بين سطوره التى أضاءت مضامينه،  فصارت كضوء الشمس فى رابعة النهار لا ينكرها إلا أعمى البصر وسيما بصيرة القلب وعقله. كنت حضورا عندما استعرض الفريق ياسر العطا رئيس اللجنة السياسية ومرافقيه نتائج مطالب الأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدنى بما فيها الإدارة الأهلية التي صقلت تجاربها وإرثها التاريخي بما عانت من تدمير من الأنظمة الشمولية - بالإضافة إلى ما جادت به بعض مراكز البحث العلمى المستقلة من دراسات،  هذا فضلا عن حضور بعض الحركات المسلحة المعارضة فى لقاء جامع أوائل مايو ٢٠١٩ بقاعة الصداقة الخرطوم ، وقد تبلور ذلك بما استعرضه السيد رئيس اللجنة السياسية بتحليل استعرض فيه الرسوم الهندسية البيانية الإحصائية التي اثمرت نتائج لا تقبل المغالطة أو التجاوز،  ناهيك عن المزايدة في عالم السياسة الملبد بمتاريس لم نرها بعد،  في كيفية إدارة فترة المرحلة الإنتقالية، والتي هي أيضا مسؤولية المجلس العسكري الانتقالي لخلق مناخ صحي ومعافى من الشوائب وغدر العواقب  والشواهد ماثلة لأولي الألباب ، ثم كانت نتيجة التأييد كاسحة (والحسابات السياسية أصبحت تلد كل عجيب عند المخاض العسير إذا كان هناك منعطف للتكسير لا قدر الله) والنتيجة الحسابية ل ١٧٧ ورقة بمسميات مختلفة عبرت واكدت بوضوح لا لبس فيه بتاييد  سياسات المجلس العسكري الانتقالي المنطلقة من التزامه بما ورد فى بيانه الأول وما تبعه من مراسيم تقوم مقام سد الفراغ الدستوري الذي عطله بأستلامه للسلطة لحكم البلاد لسنتين وبذات الصلاحية التي آلت اليه بموجبها السلطة الدستورية، قرر أن يمنحها لناس الحرية والتغيير دون سواهم بنسبة ٦٧٪ ( اشبه بشيك معتمد ) و٣٣٪  شيك مؤجل عند التنفيذ ! ، وبالطبع هذا انحياز يخل بموازين القوى السياسية والمجتمعية والله تعالى يقول لا تخسروا الميزان ، لان اختلاله سيكون (سونامي) على استقرار الأمن السياسي والاجتماعي والعسكري، والسودان قلب إفريقيا الذي تكاثرت عليه المحن والإحن يمتلك امكانيات ضخمة نوعية وكمية - مادية وروحية متقدة يريد  الناس الجدد تدميرها ليتبدل الامتلاك الى احتلال إقليمي يفقدنا المقدرة على اتخاذ قرارنا السيادي لتنفيذ أجندة عالمية مرسومة ضدنا منذ حين، والمتتبع الراصد لمجريات ومتغيرات الأحداث يرى أن تحت الرماد وميضا، لقد وجد الطرح والتحليل البياني من رئيس اللجنة السياسية كل التأييد المباشر من أصحاب الشأن المعني والذي فاق تعدادهم اللافت الألف وخمسمائة، وبحضور شاهد اعلامي محلي وعالمي، وتكونت في حينها لجنة تنسيقية  لبلورة الواقع وتجسيده بما يتفق وصيانة حقوق مصلحة السودان ومستقبله وحمايته بالعدالة والأمانة الواجبة التنفيذ، لكن نحس بفراسة المؤمن وبوطنيته أن رئيس اللجنة السياسية ورفاقه والمجلس العسكري الانتقالي في طريقهم للإخلال بالتعهدات التي قطعوها على أنفسهم في البيان الأول وما تبعه من مراسيم واجراءات واجبة التنفيذ.
 اخي جمال عنقرة اني اخجل كسوداني للذين يسمون انفسهم بقادة الثوار ويطلقون بالونات الاشاعات والفزاعات الخاوية باسم منظمة الدول الإفريقية تارة والتى يرأسها الان رجل انقلب على الديمقراطية في بلاده بانقلاب دموي، أكرر دموي وجمدت عضوية بلاده ثم تعيده مصالح النظام العالمي الجديد فارسا رئيسا على قمة الأفارقة ! ويتباهون به ! ، وما امريكا التي اشبه بأسد سوريا بات قادة البروستريكا ٢٠١٩ الاقصائيين الجدد في السودان يتباهون منتشين بها تارة اخرى كحاضنة للحرية ! وهم نسخة الكونغرس الجديدة يلعلعون بالتغيير وقد يكون التغيير الى الخلف حنينا لحقبة ما قبل جورباتشوف شهيد ال CIA وما اكثرهم في العالم الثالث باسم الديموقراطية، وقبل أن يصرفوا الشيكات بدلوا الشعار إلى حكومة البناء والتعميير ، وانى أسالهم بمستوى نواياهم وفهمهم -- اى دولة يمكن أن تساعد مجموعة حكم مؤقتة بلا ضمانات اقتصادية مردودة -- اللهم إلا إذا كانت تجارة بكماء !!؟؟ ، اني اربأ بالمجلس العسكري الانتقالي ان يهوي في ما لا يهواه لثقتي في حسه القومي والتزامه الوطني عبر الأزمنة وكلنا راحلون في اى لحظة وتبقى المآثر . عبدالقادر التجاني ادريس.