مقالات:بحكي ليكم:عقدتوا .........!؟

أمضى الشعب السوداني بأكمله مساء أمس الأول الأحد حتى آذان الفجر في ترقب كبير لما ستسفر عنه جلسات التفاوض التي دارت بين المجلس العسكري الانتقالي و قوى إعلان الحرية و التغيير و التي إستمرت لأربع جلسات ممتالية إشتعلت حيالها المواقع الإسفيرية على إتساع فضاءاتها بالعديد من التساؤلات و الإستفهامات الملحة ، كان البعض يتابع بلهفة و الآخر بتوجس ، إنقضت الساعات الطوال تلك و مع إنتهاء كل جلسة كان الإسفير يضج برسائل الترقب للخبر العاجل الذي ينتظره الجميع و كل يفصله وفقاً لأمانيه و تطلعاته ، فالشباب الذين يحلمون بمرحلة جديدة و واقع جديد بقيادة حكومة مدنية قوامها كفاءات وطنية عابرة للأحزاب و رؤاها التقليدية ظلوا يشعلون الأثير على مدى ساعات التفاوض و هم يأملون لحظة فرح قصوى بإعلان تلك الحكومة (المدنية الحلم )، حالة من القلق الكبير كانت تسود الفضاءات تلك و كلما مضت الساعات زادت تلك حتى خرج المؤتمر المقتضب بكلمات علق عليها البعض إنها إجترار لقديم يعلمه الكثيرون حين خرج الناطق الرسمي للمجلس العسكري بقوله أن الجلسات تناولت التفاكر حول هيكلة السلطة الإدراية و السلطة السيادية إضافة إلى تكوين لجنة لتقصي الحقائق في أحداث مجزرة رمضان و أضاف أن المفاوضات ستستأنف مساء اليوم الإثنين ، نقاط نظر إليها البعض أنها أغفلت الأساس و إنصرفت للهوامش فالجدل الآن في الشارع يدور حول إلى من ستؤول القيادة هل للمدنيين التكنوقراط؟ أم لضباط المجلس الانتقالي و ما هي نسبة تمثيل المدنيين في الحكومة المدنية المأمولة و هل سيسمح المجلس العسكري لقوى إعلان الحرية أن تفرض رؤاها في الإختيار على صعيد المستويات الثلاث التي تدور المفاوضات حولها ؟ مع وضع الإعتبار بروز بعض الأصوات المناهضة لرؤى (قحت) تلك، على العموم دعونا نكون أكثر تفاؤلاً هذه المرة لعل الواقع بعد إعلان الحكومة المرتقبة تلك يكذب ت-وجساتنا الكبيرة الراهنة ، ما لزم أن نوضحه أنه حتى كتابة هذه السطور لم يحن بعد موعد إستئناف المفاوضات ، و مع ذلك نحن نحلم و نتلهف و نطلق السؤال الذي يقفز فوق كل تلك المعطيات و الأحاسيس بعفوية خالصة للفريقين معاً: (أها يا جماعة عقدتوا ) !؟