الثلاثاء، 23 أبريل 2019

مقالات:سقط نظام الكيزان ولم تسقط مؤسساته


واهمون أولئك الذين يظنون أن نظام الكيزان البغيض سقط بسقوط رموزه وجهازيه التنفيذي والتشريعي،  وعلى رأسهم واجهة الفساد والإفساد الرئيس المخلوع، الذي لم يتعظ من أخطائه وأخطاء نظرائه في الدول العربية الذين خلعتهم شعوبهم.
نعم أولئك واهمون .. فنظام الكيزان البغيض ليس فقط عمر البشير وعلي عثمان ونافع علي نافع وعبد الحليم المتعافي ومصطفى عثمان، وعبد الرحيم محمد حسين، وعبد الرحمن الخضر وأيلا، وأحمد هارون، وغيرهم من أعضاء المؤتمر الوطني، والمنتفعين والظلمة من حولهم، من بعض أحزاب وجماعات.. بل النظام مؤسسات  اقتصادية وأمنية وسياسية مازالت باقية، تعيش بيننا وتمد لسانها ساخرة منّا. 
إن نظام الكيزان البغيض ما زال باقيا ممثلا في مؤسسات أمنية وكتائب ظل، موازية للكيانات الأمنية والرسمية.. نعم .. مازال باقيا ممثلا في الدفاع الشعبي والشرطة الشعبية والأمن الشعبي والطلابي، واتحاد المرأة وأخوات نسيبة، تحميه مؤسساته وترسانته من الأسلحة المخبأة  في بيوت وشقق ومؤسسات، والأموال الضخمة المكدسة هنا وهناك.
النظام، ما زال باقيا ممثلا في عدد من  أعضائه داخل المؤسسات الأمنية الرسمية.. من جيش ، وأمن، وشرطة، وخدمة مدنية، وفي الجهاز التشريعي، والهيئات الدبلوماسية، وممثلا أيضا في كم  هائل من كوادره التي خبأ بعضها( تحسبا لمثل هذه الظروف) وبعضها الآخر معروف لدى الجميع.
نظام الكيزان البغيض أيها الثوار الأحرار من أبناء الشعب السوداني الثائر، ما زال باقيا في مؤسسات التمكين الاقتصادية الموازية لمؤسسات الدولة الرسمية ومؤسسات التمكين هذه هي التي أسهمت بصورة رئيسية في بقاء هذه النظام لمدة ثلاثين عاما.
هذا النظام البغيض مازال باقيا في مؤسساته الإعلامية والصحفية (تلفزيون السودان، الإذاعة السودانية، وبعض قيادت وكالة السودان للأنباء »سونا«، وقنوات: الشروق سودنية24، النيل الأزرق، طيبة، إضافة لقنوات الولايات) حيث أتوا بواجهات وشخصيات إعلامية واستثمارية ليخدعوا الشعب  السوداني بإن هذه قنوات الفضائية خاصة ولكنها في حقيقة الأمر تتبع للمؤتمر الوطني وبعض رموزه، وكذلك النظام مازال باقيا ممثلا في بعض الإعلاميين والصحفيين الذين ظلوا يطبلون له ويصورون له الباطل حقا  والحق باطلا..
نظام الكيزان البغيض، ما زال باقيا  في الكم الهائل من  المشاريع الزراعية والفلل الفاخرة والأراضي السكنية والاستثمارية التي استولى عليها رموزهم،  والتي تقدر عائداتها  بمليارات الدولارات وليس الجنيه.
 هذا النظام ما زال باقيا ممثلا في  ممتلكات وأموال إخوة البشير، بقيادة ومباركة الرئيس الخلوع، ليتمكنوا من تكوين أمبراطورية آل البشير.. من شركات ومؤسسات ومشاريع زراعية واستثمارية داخل وخارج السودان.. أضف إليهم حرم الرئيس المخلوع/ وداد بابكر، فهم واجهة آخرى تواجه الاتهام بالفساد.. نظام الكيزان البغيض ما زال باقيا  ينعم بعائدات الذهب الذي هربه البعض للخارج عبر قنوات رسمية وتم تكديس الكثير من عائداته في بنوك خليجية وأوروبية.
نعم ما زال هذا النظام البغيض باقيا، ممثلا في مؤسساته الخيرية اللا خيرية، والتي كانت ومازالت تُحظى بإعفاءات جمركية وتسهيلات كبيرة، منها مؤسسات تجارية واستثمارية وتعليمية.. ما زال  النظام باقيا ممثلا في مشاريع ومؤسسات تتبع لبعض رموز أنصار السنة المنتفعين الذين ظلوا يساندون النظام  طوال فترة اندلاع الثورة.
وأحزاب » الفكة« التي شاركت في الجهازين التشريعي والتنفيذي خلال حكم نظام الكيزان البغيض وكانت أحد دعائمه، تمثل النسخة الثانية لنظام الكيزان البغيض، وظهر ذلك جليا من خلال اللقاء المشترك بينهم وبين المجلس العسكري، حيث تكشفت نيتهم في محاولة يائسة لسرقة ثورة الشباب والشعب السوداني. 
أيها الثوار الأحرار من أبناء الشعب السوداني البطل.. انتبهوا جيدا، فإن نظام الكيزان البغيض مازال باقيا.. حيا يرزق، يتجول بيننا مادا لسانه، ساخرا منّا ، ينتظر الفرصة المناسبة، لينقض على الشعب السوداني مرة أخرى وإذا نجح لا قدر الله، فسيكون هذه المرة أكثر بطشا وظلما وتنكيلا.. لأنه سيعود لينتقم، ويقتل ويسلب وينهب، بلا رحمة.
إذا أردنا أن نقضي على نظام الكيزان البغيض بغير رجعة، علينا أن نقضي على مؤسساته الأمنية الشعبية بحلها والاقتصادية بإحالة أصولها لصالح الشعب، وإعفاء أعضائه في الجهاز التنفيذي والأمني وتقديمهم للمحاكمة مع  زعامته الفاسدين، وبذل الجهود الدبلوماسية لإعادة أموال الشعب المنهوبة والقابعة في بنوك بدول عربية وخليجية وأفريقية وأوروبية.. انتبهوا أيها الثوار وتيقظوا صونا لثورتنا الوليدة، فلن يهدأ لنا بال حتى نقطع دابر آثار نظام الكيزان البغيض.. ونسأل الله أن يعيننا على ذلك.