الأحد، 21 أبريل 2019

حوار:رئيس حزب تجمع الوسط شاهد على ثورات السودان الثلاث في حوار مع (الوطن) يقول :


ثورة 19 ديسمبر صناعة سودانية خالصة
كسرت كل الأرقام القياسية في العصر الحديث 
تفوقت هذه الثورة على كل الثورات منذ الإستقلال بل خارج الحدود بما فيها الثورة الفرنسية 
ثورة أكتوبر المظاهرة الأولى شاركت فيها 16 إمرأة وهذه أول ثورة تشارك فيها كل قطاعات المجتمع 
دولة الإنقاذ العميقة أكبر مهدد للثورة والشارع السوداني أكبر ضامن لأن كل الشعب مع الثورة 

حوار : عبدالباقي جبارة 

ثورة 19 ديسمبر التي توجت بنصر مؤزر في أبريل الجاري أصبحت مجال بحث لكل الخبراء والمحللين  ، بما أفرزته من مواقف يسجلها التاريخ لأول مرة سواءً على مستوى الخطط الثورية أو تنوع الفئات التي شاركت في المواكب واحد من أبناء الوطن القلائل الظاهرين في المشهد الآن وعايشوا ثلاث ثورات "ماركة سوادنية "خالصة، وهو يفند وقائع هذه الثورة ويستدعى الذاكرة في مقارنة غير مخلة بين الثورات يبدي إعجابه بفئة الشباب الذين أداروا هذا الحراك بقدرات يحسدوا عليها ، وكذلك المشاركة اللافتة للمرأة السودانية التي لفتت أنظار كل العالم..  معاً نقلب مسار الثورة السودانية التي لا زالت جذوتها مشتعلة مع رئيس حزب تجمع الوسط وعضو إتحاد جامعة الخرطوم 1964م  الأستاذ محمد مالك عثمان، فإلى ما أدلى به : 
< أستاذ / محمد مالك بدءاً نرجو أن تحدثنا كيف تابعت ثورة 19 ديسمبر وكيف كنت تنظر لها؟
- أولا شكراً لصحيفة الوطن وموقفها مع الشعب في العهد السابق، حيث تحدث في الوطن كمعارض وكانت أمينة جداً في نقل رسائلي كما هي فيما يتعلق بهذه الثورة كما معلوم بأن النظام البائد أستمر ثلاثين سنة ماتوا فيها ناس كُثر وضحى عدد من الشعب السوداني بحياتهم وزجوا بهم في السجون والتشريد طال أكثر من خمسين ألف شملهم الصالح العام في مؤسسات الدولة ، هدمت منازل وهنالك قرى كاملة أبيدت وما زال النضال مستمراً ولذلك هذه الثورة ثورة الجميع وأتحدى  أي زول دخل ميدان الثورة يقول غير ذلك، وهذه أكبر مواكب شهدها التاريخ لثورة شعب منذ عهد المهدية في السودان، وأنا شاهد منذ الإستقلال كانت هنالك وحدة وطنية وعشنا ثورةأكتوبر 1964م وثورة أبريل 1985م لكن حقيقة هذه المواكب لم يشهدها تاريخ السودان، وخاصة أنها شملت كل فئات الشعب نساءً ورجالا وشيوخاً وشباباً وأطفالا وكل الثورات في العلم بما فيها الثورة الفرنسية ليس فيها ثورة شملت كل الأسر كما الثورة السودانية الحالية والشباب الذي ينظم هذه التظاهرات هو شباب رائع بمعنى الكلمة، حيث بدأ ينظم نفسه منذ العام 2013م بطريقة سرية داخلياً وخارجياً وكان عمل منظم ودقيق جداً ولم يكن أحداً أن يتوقع من هذا الحراك أن يصل لهذه النتائج الباهرة لذلك نجحت الثورة .
< كيف تنظر للشكوك التي يبثها الكثيرون حول منظمي هذه الإحتجاجات وصفهم بالشبح أو الكيان الوهمي؟
- نعم كانت هنالك أسئلة تدور من هم المهنيين لكنهم في النهاية هم «سودانيين» مثلنا مثلك وأعتقد بأن السبب هو أغلب منظمي الإحتجاجات لم يكنوا موجودين في الساحة السياسية وهذه المرة الذين قادوا الحراك لم يكن بطريقة تقليدية ولا عناصر تقليلدية وهذه من أهم عناصر نجاح هذه الثورة والقبضة القوية التي كانت تمارسها الإنقاذ كان لا بد التعامل معها بسرية تامة ، ولذلك كانت القيادات غير ظاهرة حماية لهذه الثورة وكلهم كنموذج الشاب محمد ناجي الأصم وظهروا في الوقت المناسب و وجدوا ترحاباً ما بعده ترحاب.
< ما هي العوامل تحديداً التي أدت إلى نجاح هذا الحراك؟
- أهمها تراكم المشاكل التي وصلت ذروتها ، لكن الفترة الأخيرة شهدت ثلاثة أشياء كانت أكبر دافعاً للشعب تحركاً تجاه الثورة وهي القضايا التي مست معاشه مباشرة مثل أزمة الوقود والخبز والنقود وما تلي ذلك، وكانت أزمة خانقة وأصبحت عاملا مباشراً للحراك ومثال لذلك صفوف العملة أصبحت أطول من صفوف الوقود والخبز، ومن أخطر الأشياء أن تقول لشخص مالك لم أمنحك له، فماذا تبقى لك تنتظره منه حيث منذ تأسيس البنوك في العالم لا يوجد بنك أتى عميل حرم من ماله إلا ما حصل في السودان والسؤال الذي يفرض نفسه أين ذهبت هذه الأموال.  
< عندما حدد المهنيين يوم 6 أبريل كيوم فاصل في مسيرة الثورة فسخر البعض من الموالين للحكومة وتخوف مؤيدي الثورة من الفشل فماذا كان موقفك؟
- أذكر بأن أحد عباقرة النظام حدد عدد المحتجين بـ 70 شخصاً هذا الشخص هو حسين خوجلي الذي كان يسخر من هؤلاء الشباب وهذه هي محاولاتهم لإجهاض الثورة لكنها كلها باءت بالفشل ونحن نمثل الأحزاب كنا على يقين كامل بأن هذا الموكب سيحقق غاياته، حقيقة المهنيون هم الجزء الأكبر ومتقدمون الصفوف لكنهم بعد جلسوا مع الأحزاب وكونوا إعلان الحرية والتغيير الذي شمل كل الأحزاب المعارضة والحركة الشعبية والجبهة الثورية والإتحادي المعارض أصبح قوة ضاربة فكان لا بد من ميثاق يجمع هؤلاء وقد كان و وقعت كل هذه القوة على ميثاق إعلان الحرية والتغيير ولذلك أصبحت كل الكتلة السياسية المعارضة موحدة وأصبحت هنالك وحدة وجدانية منذ إعلان الإستقلال فكان التحرك وكان نجاح 6 ابريل رغم أن المؤتمر الوطني والأحزاب الموالية له حاولوا يبثوا الإشاعات بأن الشباب ما عاوزين الأحزاب وغير ذلك وهذا كلام غير وارد لأننا في النهاية سنذهب إلى جولة مدنية حديثة لا بد أن تكون قائمة على النظام الحزبي ، لأن المهنيين لا يرغبون في الحكم فمن يحكم غير الأحزاب.
< المجلس العسكري طلب من القوى السياسية تقديم مرشحيها لتولي الحكومة ولم القوى السياسية لم تتمكن من ذلك حتى الآن ولماذا؟
- القوى السياسية لم تعترف بالمجلس العسكري لأنه لازم يمشي لأن الآن الحرية والتغيير حديثه واضح ما في حاجة إسمها مجلس عسكري ولو بقى ذلك يعني ذلك إنقلاب وبين ذلك قرار الإتحاد الأفريقي والإتحاد الأوربي وهو غير مقبول حكم عسكري بعد ذلك المطلوب مجلس سيادي يمثل فيه العساكر. 
< كيف تنظر للأحزاب الأخرى التي كانت تشارك المؤتمر الوطني؟
- كيف يتم الحديث عن الأحزاب كانت في الحكومة بالأمس إذن الثورة قامت ضد منو ! إختيار ممثلي الحكومة ليس عمل المجلس العسكري.
< هنالك تخوف من أن تعجز القوى السياسية من تشكيل الحكومة فيضطر المجلس العسكري لتشكيل الحكومة لوحده؟
- القوى السياسية متفقة مئة المئة والقوى التي يتحدث الناس عن إختلافاتها هذه قوى مرفوضة. 
< ما هي الأحزاب التي أجتمعت في قاعة الصداقة ؟
- هذه الأحزاب هي المؤتمر الوطني والأحزاب الموالية له وهي مجموعة أحزاب الإسلام السياسي مثل غازي صلاح الدين والطيب مصطفى وأحزاب الوفاق الوطني المشتركين في الحكومة هؤلاء هم الذين قامت ضدهم الثورة فكيف يتم الحديث معهم حول مستقبل البلاد؟!
< يتحدث البعض بان هنالك قوى خارحية أصبحت تتجاذب المجلس العسكري يخشى البعض بان يتم إغراءه بالإستمرار في الحكم كيف ترى ذلك؟
- طبعاً هذا متوقع لأن العالم مفتوح وخاصة بأن هنالك دول عندها مصالح وهنالك دول أنتفعت من النظام السابق مثل ملايين الأفدنة من الأراضي وهنالك جيش يحارب في الخارج ونحن يجب أن لا نتكتل الآن مع محور محدد.
< ما هي توقعاتك لمجريات الأحداث هذه الأيام؟
- هنالك مذكرة قدمت للمجلس العسكري بمطالب محددة يجب أن يستجيب المجلس العسكري لها وتقوم قوى إعلان الحرية والتغيير بتشكيل المجلس السيادي ومجلس الوزراء وهنالك كثير من الإقتراحات، وهذه المرحلة في تقديري تحتاج إلى تأمين الثورة أولا والسؤال هو أين هم أعداء الثورة ؟ هذا ظل ثلاثين سنة وأصبح دولة عميقة جداً تحتاج إلى تفكيك كبير ولا أظن أن هذه الدولة العميقة تستسلم بسهولة حتى الآن كل واجهات الدولة بيدهم وكذلك الإعلام هنالك أكثر من خمسين سفيراً معينين تعييناً سياسياً ولذلك كان الإقتراح أربع سنوات للحكومة الإنتقالية أي حاجة قبل ذلك ستكون مؤامرة على الثورة وهنالك الأموال المنهوبة حيث الأموال في ماليزيا فقط أثنين وستين مليار دولار زايداً العقارات والسيارات والمنقولات الأخرى، السودان مديون خمسين مليار يمكن حلها والباقي فايض يدخل الميزانية. 
< هل تتوقع أن تصمد هذه الثورة أو يستطيعوا أن يلتفوا عليها؟
- لذلك كثيراً ما أنبه لحماية الثورة وتأمينها لأن أعداءها لن يسكتوا لكن الضامن هو الشارع السوداني الذي كسر كل الحواجز وأنجز الثورة بإحماع شعبي غير مسبوق وأستلم زمام المبادرة رغم أن الأعداء يمتلكون إمكانيات ضخمة لكنهم سيخسرون أية مغامرة لأنهم ببساطة فقدوا السند الشعبي فلذلك يجب تقديم رموز الإنقاذ للمحاكمة خاصة الذين بدأوا القتل مثل الذين قتلوا جرجس وعلي فضل ومجدي وغيرهم من الشهداء.
< كلمة أخيرة 
هذه الثورة ثورة شبابية وشاركت فيها كل قطاعات المجتمع وهؤلاء الشباب قادرين الحفاظ عليها ولكن يجب عليهم تأمين الثورة قبل كل شئ ولا ينطبق عليهم ما وقع على المسلمين في غزوة أحد حين ترك الرماة مواقعهم وذهبوا للغنايم.