الأحد، 21 أبريل 2019

مقالات:• منصة:ضرورة إعادة التفكير


٭استمعت لفيديو مسجل أمام القيادة العامة للقوات المسلحة يتحدث فيه عقيد في الجيش وهو يخاطب المعتصمين الذين اعترضوا على فتح الطرق وإزالة المتاريس، العقيد كان واضحاً  وصريحاً وهو يقول لهم (ياجماعة الجيش حماكم وشارك معكم في الثورة وانحاز لمطالبكم ولكن ماتفعلونه الآن استفزاز للجيش وأنتم تسيئون للجيش وتستعدونه) هذه جزئية من حديث العقيد الذي صوب نحو العلاقة بين الجيش والمواطنين ودوره في حمايتهم.
٭ وقد كان العقيد حريصاً على أن لا تشوب العلاقة بين المواطنين والقوات المسلحة أي شائبة وأجمل حديثه في أن التظاهر حق مشروع ولكن غير المشروع ولا المقبول التعدي على  حريات الغير وتفتيش المارة وسياراتهم من جهات غير مختصة وهذا تكريس للفوضى والإشارة إلى القوات المسلحة لا تفرض هيبة الدولة.
٭ الحقيقة أن تجمع المهنيين والأحزاب السياسية التي تدعو إلى استمرار  الاعتصام تتعمد استفزاز القوات المسلحة وتقلل من مكانتها لعدة أسباب أولاها أن الاعتصام نفسه أمام القيادة العامة للقوات المسلحة وثانيها استراتيجية المنطقة الموجود فيها من كل النواحي فهي في قلب البلد وتعطل حركة المرور وتعطل مصالح المواطنين وتعطي إشارات سالبة لعدم الاستقرار في البلاد.
ً٭ لا أرى مبررًا لاستمرار الاعتصام فقد تحققت مطلوباته وتم تغيير الحكومة واعتقال قيادات النظام السابق بل وتم تغيير المجلس العسكري نفسه بعد تنحي ابن عوف وكمال عبد المعروف إذن لماذا كل هذا الشطط و الاستمرار في الاعتصام وجر البلاد إلى أتون الفوضى والاحتقان.
ً ٭ الجيش استجاب لنداء الشعب وانحاز له وابعد قائده عن السلطة واعتقله وحمى المتظاهرين ودعم الثورة، لمصلحة من يعمل البعض لاستفزاز الجيش والتقليل من مكانته وتصوير الحل بأنه لا يأتي إلا من الشارع والاعتصام وهل تتم مكافأة القوات المسلحة على حسن صنيعها باستفزازها والتقليل من مكانتها؟!
٭ هذا سوء تقدير سياسي أو مؤامرة على البلاد هنالك أحزاب تريد أن تحكم على طريقتها حتى لو أصبحت البلاد على تل من الخراب، المجلس العسكري التزم بتسليم السلطة بكاملها في المدة المحددة وطالب الأحزاب بالتوافق على شكل الحكومة المدنية ولاتزال الأحزاب تماطل وتعيش في خلافاتها التاريخية المرحلة.
٭ لا بد من أعمال العقل وإعادة التفكير في الوضع القائم البلاد لا تحتمل مزيد من الفوضى نحتاج إلى التأسيس إلى مرحلة جديدة بعيدا عن التفكير الحزبي الضيق.