السبت، 27 أبريل 2019

مقالات: بحكي ليكم :خطاب المهنيين و استعداء العسكر ....!!


ربما لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يأتي خطاب قوى الحرية و التغيير بكل تلك العدائية تجاه المجلس العسكري الذي جاء بشرعية منطقية بعد تداعيات الأحداث التي شهدتها ثورة التغيير و التي عايشها الناس جميعا فالكل يعلم أن الجيش الذي يمثله المجلس العسكري الراهن كان صاحب الفضل الكبير في اسقاط النظام السابق بعد أن انحاز شرفائه لخيار الشعب، فلماذا كل هذه العدائية و الاقصائية التي يتبناه التجمع !؟

 لقد تنازل العسكر بما فيه الكفاية و رضخ قادته لجل المطالب بما فيها التي نادت بعزل أسماء بعينها و قد تم ، و نحن نقف و ندعم موقف شباب الثورة و كل مطالبهم و ندعوا بشدة لأقصاء كل كوادر المؤتمر الوطني بإعتبار انهم من أوردوا البلاد موارد الهلاك و البوار بل ندعوا لمعاقبة كل من ثبت تورطه في قضايا الفساد و استغلال السلطة ، لكن ما لا نقبله أن يستغل البعض عقلانية المجلس العسكري و مرونته في تمرير أجندة لا تستقيم بقياس المنطق و العقل ، أن الدعوة الصريحة التي نادى بها متحدث المهنيين بإقصاء العسكر من المشهد و تسليم السلطة لحكومة مدنية لم تتفق بعد أحزابها المتشاكسة المتناحرة في بلد يعلم الجميع أن واقعه السياسي و الاجتماعي و الثقافي يختلف تماما عن كل واقع في ظل وجود العديد من مليشيات و الحركات المسلحة التي بالطبع سيكون لها رؤيتها في التعاطي مع الراهن وفقا لقراءاتها للمشهد ، لذا على الجميع أن ينظروا للأمر بعقلانية ان كان همهم أمن و سلامة و رفاهية البلد ، اما ان تصر قوى الحرية و التغيير على انتزاع السلطة بمنطق الحق الثوري فهذا مما لا يحق لها فقوى التغيير لم تسقط النظام وحدها و هتالك مكونات لا يمثلها تجمع المهنيين و لا تعبر عنهم اي منظومة سياسية بل أن حتى معظم الشهداء الذين سقطوا و ضحوا بأرواحهم لم يثبت انتمائهم لحزب أو منظومة سياسية محددة فلماذا اذا هذا التعنت ؟

 و دعونا نطلق سؤالا واضحا في وجه الذين ينادون بتجريد المجلس العسكري من صلاحياته ترى ماذا لو أن الجيش لم يوفر لكم الحماية اللازمة و ماذا لو انحاز للرئيس المخلوع في ظل اصراره على الحل الأمني للاعتصام ؟ ان اولى مباديء الديمقراطية التي ينادي بها البعض هي أن ننظر للأمور بحيادية و صدق و ان نحكم ضميرنا و ان نغلب المصلحة العامة على تلك التي تنطلق من زوايا ضيقة ، و ختاما رسالتنا واضحة للمجلس العسكري و هم من يمثلون الشرعية الآن و ان اختلف البعض معهم أن يحسموا فوضى المشهد الراهن بخطوات عملية تتمثل في كنس اثار النظام السابق و اخضاع سدنته لمحاكمات عادلة و ترسيخ و تعزيز ثقة الشارع السوداني غير المنتمي بنوايا المجلس و من ثم الاستماع لكل المبادرات المنطقية التي تهدف للخروج بالوطن إلى بر الأمان و دعوة الأحزاب السياسية لتقديم رؤاها و برامجها حتى يتم التجهيز لإنتخابات حرة نزيهة تؤول فيها الأمور إلى من يختاره الشعب ، اما العنترية و الخطابات العاطفية الاقصائية التي يطلقها البعض و كأنهم الوحيدون الذين يملكون حق توزيع صكوك الوطنية فلا سبيل إلى التعامل معها إلا بالحسم فقط سيادة الفريق الركن عبد الفتاح البرهان ان كنت تريد حقا ان تجنب البلاد مخاطر الانزلاق في انفلاتات امنية و تجاوزات و فوضى كبرى و اللهم بلغت فأشهد