الأربعاء، 24 أبريل 2019

نوافذ:الثقافة السودانية ( ايقونة ) الثورة


السادس من ابريل لم يكن مجرد اعلان لحراك سياسي يناهض النظام الحاكم ..
ابدا .. كان اكبر من ذلك بكثير
و (تسقط بس) لم تعدو محض حروف ست من قاموس العربية ،كانت مفاهيم متسقة لكل حروف الفصحى ومكنوناتها الدلالية ،ريشة مختلفة رسمت بمدادها معني الوطن ومحدداتة الاجتماعية والثقافية
شعار بسيط وهتاف مدهش شكل ( الهشتاق) الاكثر تداولا ف عوالم ( الميديا ) والاسفير ، شعار مهيب اختزل ف ( جعبتة ) وقائع وحقب وتاويلات صنعها الواقع السوداني ولا زال ..
جدلية مثيرة يري الكثيرون ..انها افرغت ( ماعون ) الحراك من ( مؤائد ) الاحتمالات وفرضية الاخر ، بينما يصورها البعض ،حلا ناجعا لكل معضلات الماضي ومبراءاتة الاقصائية ..
عبارة تضعنا امام خيار واحد ، وواقعين ( مختلفين ) تماما ( الليلة يا موت يا حياة
وخاتي البيختار الوسط )
مسار لا ( ينفك ) عن ( مذاهب ) التركيبة النفسية والايدولوجية( للزول) السوداني ف كثير من الاحيان خاصة اذا ارتبط الامر بحشد من الثورة والرفض ومطامح من الانعتاق والحياة الامنة ..
(حرية. سلام  وعدالة  والثورة خيار الشعب ) كانت بعضا من الحالة ( المتجزرة ) وليس وليد اللحظة الانية ،فاتفاقية نيفاشا 2005 حملت ف ( اهوائها ) كلمة الوحدة خيار الشعب عوضا عن الثورة والتي لربما فرضتها تداعيات الحراك ومالاته وبمثلما كان الشعار بعضا من نص شعري للراحل ( محمد الحسن سالم حميد ) ضمنة  القصيد ،كان هتاف ( نحنا مرقنا مرقنا مرقنا  .. ضد الناس السرقو عرقنا ) جزءا من ( قريض) الشاعر ( حبيب عبد العزيز ) بعد حادثة اعدام ضباط 28 رمضان الشهيرة ، هتافات عميقة جابت الشارع السوداني كانت رهينة الشعر والادب والثقافات الانية ..!
ازهري محمد علي .. لم يكن يدري ان تساؤلا عابرا مر بمخيلة كلماتة ( المقفية ) ،سيخلف دويا صاخبا للحد الذي يسوق حتي الصبية والاطفال للصياح .. ( دم الشهيد بي كم .. ولا السؤال ممنوع ) . ..
الدعابة والسخرية من المواقف والاحداث لم تنفصل عن الاحداث للحد الذي( اعي ) مواقع التواصل الاجتماعي من كثافتها وعمقها والذي تجاور كثيرا مضامين السياسة ..
والملفت للنظر حقا انه حتي اعلان المواكب الثورية ( ضمخ ) بنكهة ثقافية ، فالزغرودة او الصفقة كانت بمثابة البداية لمسيرة لم تنتهي بعد ..
التاريخ كان فيصلا مهما للتداعيات
ف 6 ابريل.. طلت من جديد علي الوقائع ورسمت مفاصل الحراك الطاغي ف سطوة شعبية تحاكي لحد (مدهش) احداث ذات اليوم من عام 1985 .. وان اختلفت التفاصيل والمرامي .
رمزية ( مكتنزة ) باشواق الامس وآمال الغد ( باحت ) بكل اسرارها ل منافذ الطرق وذرات ( التراب ) ..
النوبة والطار والفزعة والتقابة والطقوس الصوفية كانت تتصدر صفوف الثوار ، ف رسم استنطاقي يعبر عن نفسه ، حيمنا تلمح الكثير من الشباب يرددون ( ثوار الليل.  قائميين الليل ) بذات الشكل والحركات والتراتيل ( العميقة ) .. لنؤقن حينها ان الصراع الجدلي السياسي قد افضي ف خواتمه الي مؤشرات اجتماعيه وطيده تتمازج مع اللحمة الثقافية و( مقارباتها )  التاريخية
ولنقرأ بحيادية واقعية ما قاله المستشرق والفيلسوف الفرنسي ( رينان) : ان لكل انسان وطنان ، وطنه الذي ينتمي اليه و السودان مهد الحضارات ..
نقرا ونحاول ان نتدبر الامر ،فتطل علينا ( الاء صلاح ) من مكان عل وبثوب ابيض يزينها ( حلق ) كبير ، يكاد ان يخفي اذنيها ،ولكنه يعطي لصوتها ( وقعا ) خاصا وهي تردد ... ( انا جدي ترهاقا.  وحبوبتي كنداكة )
صورة انتشرت وذاع صيتها ،وازالت الجمود والصمت عن تمثال الحرية ودلالاته ..
صورة اعتبرها البعض ايقونة للثورة السودانية الحية ، التي عبرت ف اصولها عن حضارة وثقافة لشعب لا ( يبارى) .