الأربعاء، 24 أبريل 2019

نوافذ:اطلالة:قصة ثورة


اطلاله

خليل المرضي ..

الاندهاش .. كما تعلمون حالة متطرفة جدا من حالات الاعجاب !!! ايما كان اهتمامك .. وكيفما انساق ميولك  وتناقضت اهوائك  !
حتما ستجد نفسك غارقا ف ( يم ) عميق يتنفس ثورة سودانية .. شهيقها وزفيرها ( الزول السوداني ) المدهش .. ثورة عبرت منذ (صافرة) اعلانها كل حدود ( الجغرافيا ) ومحددات
 ( التاريخ )  والان تعبر بقيمتها  كل جدليات المنطق ونظريات الخيال ..
مقدمة ما كنت احتاجها وانا اسرد اقوالهم لا افعالنا .. ولكني وجدت - ودون قصد - مني
وجدت ان (حمية) التمازج بين اصابعي وحروف ( الكيبورد ) قد كتبت ما اوردت وانا مثلكم تماما .. اقرأ فقط م يكتب .. !
ثورة السودان تجاوزت كل ( الاصقاع) شغلت المساحات، استهوت الفضائيات العالمية ،زينت المدونات ،تصدرت كل الصحف الورقية والتقنية ،عمقت التغريدات والتصاريح ،جملت (محيا) الادب ومداد الاقلام والتدوين ..
امانة الصحافة والتي تسوقها فرضية الحياد ف النقل الحي لمفاصل الحدث وتفاصيل الحقيقة  ..تقتقضي ان نعترف بان الحيادية في هذا التوقيت تحديدا تكتب بقلم  واحد فقط تحفظ (احباره) بمعية الثورة السودانية .
هي قصة من الزهو لم تبدأ بعد .. ولن تنتهي  ولك ان تفخر وانت تتابع كرة القدم مثلا ... لك ان تزهو والسعودية الرياضية تنقل لك بعفوية مطلقة هتافات ( الاتحاديون ) .. الحل ف شنو ..بينماترتفع اعلام السودان ف ( سارية ) الملعب . ..
ولك ان تقرا رسالة ( مارسيل خليفة ) ؛ يااهلنا ف الاقاصي ف السودان الحبيب خذونا معكم الي الحرية ، فشمسكم افترست كل النجوم )  .. حينها فقط يمكنك ان تدرك ان المناخ الاستوائي الذي يحرقنا احيانا يمنح الاخرون ضوء الانعتاق .. !
برنامج ( سيوكوميدي ) في قناة ال ( cnn ) كان موضوعه ثورة السودان فاشار مقدمة لذلك بقولة (اننا دائما ما نتوقع من افريقيا اخبار المجاعات والامراض والحروب .. ولكن هذة المرة وصلنا شي مختلف ، مختلف جدا وصلتنا ثورة حضارية بكافة عناصرها ) ..
لم تكن مجرد هتافات ولم تكن محض نظام سياسي  عميق سئمه الكثيرون ، فتداعو لاسقاطه ، لا  .. ابدا ..
الامر ف جوهره لم يجري مطلقا علي هذه (الشاكله )  .. كان شئيا ( هلاميا ) ولكنة حقيقا كان نبضا مختلف لانسان متفرد يرتدي (زي) الوطن فقط .. رغما عن تجذر الطوائف والاعراق والسحنات المختلفه ..
كان فعلا طاغ ومؤثر ومهيب  للحد الذي جعل صحيفة ( الواشنطن بوست )  تطالب ( ترمب ) بان .. يتعلم من الشعب السوداني وفرض علي الشرق الاوسط اللندنية ..ان تزين صفحاتها بالكنداكة وتشرح المصطلح وعلي مدي يومين متتابعين اعجابا منها بالحراك الثوري والذي فتح منافذ الحياة للحضارة السودانية ف بلاد العرب والغرب علي السواء ..
الصفحات لا تكفي و اللوحات الاسفيرية لا تحتمل و( المداد) لا يغطي مساحات (المجد) التي ( عبقتها ) الثورة
فالاريتريون .. كتبو لرئيسهم ( جاك الدور يا  ديكتاتور .. ووقعوا علي ( المسودة ) بعبارة .. السودان معلم الشعوب ) والتشاديون قالو ل ( دبي ) وبكل اللغات - عرب شاد ، الفصحى ، الفرنسية ، والانجليزية .. تسقط بس ) ذات الشي كررة الكميرونيون ..
اما ( مها الجويني ) الناشطة والكاتبة والمدونه التونسية  وصاحبة المقولة الشهيره ( لا يمكن الحديث عن ديمقراطية سياسية ، دون التعرض للديمقراطية الثقافية ، فالتعدد السياسي مرتبط اساسا بالدور الثقافي ولا ينفك منه ) .. ( الجويني ) بدت اكثر اعجابا بالمراة السودانية. ( السمراوات ) - علي حد ذكرها  .. غردت كثيرا لاجلهن وقالت : ان اعمق ما تعلمته ف حياتها كان من الكنداكات ...
القائم بالاعمال الامريكي ف السودان علق  علي ما شاهدة ف اعتصام القيادة العامة بقوله ( لم ار ف حياتي شعبا واعيا ومثقفا ومتعلما وشجاعا وقويا .. مثل الشعب السوداني )
المجال لا يتسع لمزيد من السرد .. فقط علينا ان نبقي علي سودانيتنا وان نفخر ونعزز ما يقال عنا ، وان نؤصل ما نصدره للاخر ...