ساحة الاعتصام/ أبو الكنزة
لم تمتلئ ساحة الاعتصام المتاخمة لقياد الجيش وسط الخرطوم بهتاف الحناجر وأصوات الفنانيين والشباب واجهزة مكبرات الصوت فقط ، وانما هناك انماط وأشكال من التعبيرات لم تكن صامته بل ضاجة وصاخبة على الجدران رسومات ولوحات تعبر عن مكنون مجموعة من الفنانين الشباب جزء من الثوار عبروا عن حاجاتهم بطريقة مختلفة وحضارية تعكس بشكل كبير درجة الفهم والوعي وسط المحتجين الذي لم ينسوا في هتافاتهم او رسوماتهم الشهداء الذين ضحوا بارواحهم من أجل الثورة ..
وعلى حائط مقابر بري والمواجهة لدار الشرطة بمدينة بري وسط الخرطوم رسم الثوار أكثر من ثلاثين لوحة وشعار ورمز للثوار ، ورغم غلاقة الجوار التي تربط بينهما إلا ان كل واحدة تختلف عن الأخرى في تفاصيلها ،معناها ، ألوانها وتعابيرها ومع ذلك تتمسك جميعها بشعار سليمية الثورة ، كما اهتم رسامي الجداريات بصور الشهداء الذي يرقد بعض منهم خلف الجدران في مقابر بري حيث افردوا لهم مساحات كبيرة وكلمات تعبر عن مواقفهم النبيلة وتضحيتهم الكبيرة على غرار «ضاربنو بالرصاص حارقين قليب امو ..قايلنا بنسكوت ليك ..والله مابنسكت ..والله بس تسقط ..تسقط سقوط الموت» ..بالقرب من هذا الكلام الحارق توجد رسمة بتحذير تقول «اوعك تقتل ليك زول سوداني» ..وفي الوسط هناك رسمة لفرد من الجيش ملفح بعلم السودان ومكتوب بجنابها «الجيش جيش ماعيزين قرصنة» ..ولم تتوقف ريشة الثوار عند هذا الحد بل هناك لوحة غريبة لشخص مكمم ويمسك بيده حربة مكتوب عليها «حراس متاريس» ..
وعلى بعد خطوات من جدارية مقابر بري شكل الثوار لوحات رائعة على حائط التدريب المهني المتاخم لنفق جامعة الخرطوم حيث صعد بعض من الفنانين على جدرانه المؤسسة القديمة ورسموا مجموعة من اللوحات يتخللها علم السودان القديم بالوانه الثلاث ، وبالجهة المقابلة شكل الفنانيين عدد من الرسومات الرمزية على الأرض بالحجارة مثل صقر الجديان ، علم السوان وشعار النصر ثورة الشباب ، بالاضافة إلى بعض شعار الجيش وهي تحيه لوقوف الجيش مع الثوار ..
