من داخل ساحة الاعتصام ..
جلس معه /علي ابوالكنزة
شاب صغير لاتتجاوز سنين عمره العشرين ..رفض ان يكون بين المستظلين تحت الأشجار والخيام في ساحة الاعتصام..اختار لنفسه عمل مدهش غير متوقع «رش الناس وترطيب الجو بالماء» ..يضع على ظهره خزان برتغالي اللون يسع أكثر من عشرة لتر ماء ..ينشط عندما ترتفع درجات الحرارة ..وعندما تنخض سخانة الأجواء يترك عمله الرئيسي ويقوم بتوزيع السندوتشات..هكذا وهب نفسه في خدمة شباب الثورة..»منوعات» الوطن اصطاد الشاب وأجرت معه حوار خفيف الظل ..
*هلا ..مرحب بيك ياشاب ممكن نأخذ من وقتك دقائق؟
رد ضاحكاً رغم ان زمني ثمين ولكن مرحب بيك استاذ..
*مالذي جعل زمنك عالياً..
لانني اقوم بتلطيف الأجواء عن طريق الرش بالماء وعندما اتأخر الناس بتسخن ..
*ممكن تعرفني باسمك وماهو طبيعة عملك هنا في الساحة ؟
أنا اسمي محمد الأمين ، من حي الطائف الخرطوم ، واخترت أن اقوم بعمل رش الأجواء والناس معاً وتلطيف الأجواء خاصة عندما ترتفع درجات الحرارة ، وانت تعلم ان المكان ليس فيه ظل وحتى الموجود محدود ولايسع جميع الناس وهناك كثيرين يجلسون تحت اشعة الشمش الحارقة ..
*وما هذا الذي تحمله على ظهرك؟
ضحك مرة أخرى وقال هذا «مكيف مان» يعمل بطريقة «مان ول» وهو عبارة عن خزان ماء مجدود ارش به على الناس والأرض بخرطوش صغير وجميل..
*بترش الشباب والناس مباشر ؟
نعم على الرأس وبقية أجزاء الجسم العلوي ، ومن أراد اكثر من ذلك نرش كل جسمه ..والماء نعبيه من الماسورة أو الخزان الكبير المتواجد داخل الساحة
*هل الكل راضي بهذه العملية ؟ ألم تجد اعتراض من أحد لأي ظرف ما؟
بصراحة في ناس مابرضو وبزعلو شديد، لكن بنعتزر لهم باسلوب راقي حتى نمتص الغضب
* أين تعلمت ذلك الأسلوب امتصاص الغضب؟
من التجربة
*طيب عندما تنخض درجة الحرارة وتصبح الأجواء باردة.. ماذا تفعل؟
بوظف زمني وبقوم بتوزيع السندوتشات على الشباب في ساحة الاعتصام
*وماذا تفعل عند المساء والليل؟
في الليل نقوم بنفس العمل رش الناس بالماء البارد وهذه المرة ليس من أجل ترطيب الأجواء وانما لطرد النعاس حتى لاينوم أحد
*من اين جئت بالمكيف مان؟
اشترته اللجنة من السوق
*هذا يعني انك لست وحدك ؟
نعم هناك عدد من هذا النوع داخل ساحة الاعتصام
*شكراً محمد لقد اعطيتنا زمناً كبير من وقتك الثمين..
ضحك وقال :ما مشكلة ..حان وقت العمل ..ثم انطلق يرش
