إلا أن أحد المفاهيم التي ظهرت في تراث الإعلام الدولي، والتي أثارت جدلاً واسعاً هو حق الشعوب، فالغرب ينظر إلى الفرد بإعتباره أصل حقوق الإنسان، فالحق مرتبط بهوية الفرد لا المجتمع، إلا أن المجتمع الإشتراكي السابق كان يرى أن حقوق الإنسان هي في الأصل حق للمجتمع بأكمله.
وبالتالي كان لظهور الإعلام الإلكتروني أثرة الواسع والكثيف على المجتمع، وفي كافة الأبعاد السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والرياضية، وبرز ذلك في تداخل الإعلام الجديد وتوظيفه بمجتمع المعلومات.
كما أدى بروزه الى ظهور أدوات وآليات جديدة، يستخدمها فاعلون جدد من المدونين ونشطاء الإنترنت في محاولة منهم، لإحداث التغيير السياسي والإجتماعي والثقافي داخل مجتمعهم، وأن الإشكالية خلال هذه الفترة تتمثل في الإعلام الجديد الذي يعرف بمجتمع الإنترنت.
وأن المجتمعات لا تتقدم إلا بالحريات، وهو ما وفرته وسائل التواصل الإجتماعي بمختلف منصاتها، لأنه ينشر القيم والأخلاق، ويساعد على التقدم والرقي، والتعبير عن القيم التي تؤدي إلى مجتمع عادل وحر.
وكذلك التوجه إلى حل مشاكل الطبقات المهمشة، والتعبير عن قضايا الشعب وهمومه، ونشر الثقافة والمعرفة في المجتمع، مما تساهم في تنظيم المجتمع، ومخاطبة الأسر والتأثير فيها إيجابياً، ونقل المشاهد أثناء الإعتداءات لكافة أنحاء العالم، مما تساعد على معرفة الحقيقة وتعرية المعتدين والظالمين.
لذا أصبح الإعلام اليوم من أهم الوسائل المستخدمة للتخاطب مع الأفراد والحكومات، وكافة طبقات المجتمع على حد سواء، والذي يسهم في إيصال القضايا المختلفة في المجتمع، وفي كافة المجالات وهو الذي يعبرعن ضعف الأمة أو قوتها.
لذا تعد صياغة الرأي العام وتشكيله مع التطورات النوعية المتزايدة في المجتمعات من الأدوار الرئيسية، والتي نشهدها بشكل متسارع في مجالاتِ تقنية المعلومات والإتصالات، وعليه منحت وسائل الإعلام إمكانيات وقدرات هائلة في تغيير المفاهيم.
وخير دليل على ذلك هو حدوث تغيرين رئيسيين، يتعلق الأول بظهور مواقع إخبارية وبوابات إعلامية عبر المنصات الجديدة، وخاصة في جيلها الحديث عبر قنوات اليوتيوب أو شبكات التواصل الإجتماعي أو تطبيقات الأجهزة الذكية، والتغيير الأخر يتعلق بكل ما هو قديم وتقليدي أصبح بحكم التطور التقني الى تحول رقمي.
لذا نجد أن الشعب السوداني واعياً بما فيه الكفاية لهذا الوضع الحرج الذي تمر به البلاد، وهذا التحول الرقمي الذي ظهرت بصماته عبر شعارات الثورة الإلكترونية في الفضاء الإسفيري، وخاصة الواتساب الذي يعتبر أكثر شعبية لغالبية فئات الشعب بمختلف أعمارهم.
وأن هذا يثبت قدرة الشعب السوداني لإسقاط النظام عبر آليات متعددة، ولا يمكن إخافتهم أو إرهابهم أو تهديدهم بأي شكل من الأشكال، ويبقى القول أن من أخطاء الإعلام فرض الرأي على الناس وعدم الإهتمام برأي أفراد المجتمع، وعدم التنازل عن الخطأ والتمادي فيه، وكذلك تأجيج الأمة واللعب بمشاعرها الوطنية.
لله درك يا وطن ..