السبت، 27 أبريل 2019

مقالات:يوميات:الرئيس المخلوع ومال قارون


الثورة التي اندلعت في الفترة الأخيرة خاصة في شهر مارس وحتى سقوط النظام في أبريل  وهي كانت  السبب الرئيسي في هزيمة النظام البائد هم الشباب من أبناء الشعب السوداني الشباب الذين نصفهم فرداً كل واحد منهم «بالقوي الأمين» مما صنعوه وأخرجوه لنا في تلك المعركة الكبيرة الرابحة، والتي يمكن أن نطلق عليها المعجزة والدرس الكبير لبقية الشعوب ومعم باقي القلة من الفئات الأخرى مهما كتبنا عن هؤلاء قد يعجز القلم أن نصف موقفهم في الصمود والحكمة والبراءة والتعامل الممتاز وبعد السقوط واعتقال الرئيس المخلوع البشير وايداعه بكوبر السجن؛ كانت المفاجأة الكبرى المبالغ الطائلة التي تم قبضها في إقامته سواء كان بالمكتب أو مكان السكن ، وهذه المفاجأة كانت كبيرة جداً بالنسبة لمعاونيه وأفراده وجماعاته في الحكم ورموز النظام ، وكل الذين يلتفون حوله بكل المرافق للدولة وهي كانت بالصدمة القوية اصابهم الوجوم والذهول والصمت ، وايضاً الأغلبية كذلك توجد  عندهم أموال ، ولكن لا يمكن أن يكون مثلاً للأموال التي تم قبضها من الرئيس المخلوع بل إمتدت هذه الصدمة للمخلوع نفسه لدرجة إنه لازم الصمت والإضراب عن الطعام.
والشعب السوداني كان يتوقع أن تكون هناك محاكمة سريعة بالنسبة للبلاغات التي تم فتحها بالنسبة لتلك المبالغ ، ويعرف الشعب السوداني كافة مصادر هذه الأموال هل هي كانت من الممارسة التجارية التي نطق بها أحد اقارب الرئيس المخلوع بأنهم طيلة هذه الفترة هم يمارسون التجارة.  والأموال التي شاهدها الجميع من خلال الفضائيات أو عبر التواصل الاجتماعي كان الأحرى بالمجلس العسكري أن يعمل معرض للتعرف على هذه المبالغ لأنها كانت في شكل أنيق  تسر الناظرين وتلك الدولارات والعملة المحلية وهي من الأوراق الجديدة التي أعتقد تم ترحيلها من المطابع إلى إقامة الرئيس المخلوع.
تلك المبالغ الطائلة التي تمت مصادرتها وايداعها بالبنك المركزي أحد الخبراء في الإقتصاد قال بأن جزء منها كان يمكن أن يحل مشكلة مشروع الجزيرة ويعيده لسيرته الأولى ، وهنا السؤال كم كانت مبالغ قارون التي قال (إنما أوتيته على علم عندي)   وخسف الله به الأرض ونقول بأن الرئيس المخلوع بغى على قومه وأيضاً نزع الله الملك منه لأنه ايضاً استكبر وحكمه ساده الفساد ، وهو يردد دائماً بأننا جئنا بالقوة للحكم والدايرها يواجهنا بالقوة ، ولكن نزع الله منه الحكم بواسطة هؤلاء الشباب الصغار الذين ترعرعوا في عهده وهو حبيس السجن رغم الحاشية والأمن الذي صرف أغلب الميزنية الآن أصبح في داخل السجن وتفرق منه الناس الملتفين حوله وأصبح الجميع يقول «سبحان الله»