الأربعاء، 24 أبريل 2019

مداخل للوطن: بحكي ليكم :في فلسفة البكاء .......!!


بحكي ليكم 

أنور الوسيلة 

البكاء تعبير عاطفي انساني يصدر من المرء اثر اجتياح مشاعر طبيعية لوجدانه تنقسم تلك ما بين الحزن و الفرح و ان كان للحزن النصيب الأكبر من الدموع بخصائص مختلفة عن الأخرى الصادرة عن بهجة ،فدموع الحزن عادة ما تأتي ساخنة و مدرارة و متأججة و لعلها مرتبطة بالصدقية بصورة أعمق و هذه تأتي بلا تربص مسبق لذا نجد المثل السائر عندنا (اليتيم ما بوصوه على البكاء ) في إشارة يقينية كبرى بصدق الإحساس ، إذ لا مجال للكذب أو الإدعاء هنا كما يشير الوصف على الجانب الآخر (دموع التماسيح ) و تلك يسهل كشف زيفها بيسر فالفرق واضح  بينها و بين التي تزفها (انة المجروح ) بكامل وجدها و وجعها ، و البكاء في التفسير العلمي عملية بيولوجية طبيعية مثلها مثل التعرق الذي يحدث لمعادلة الحرارة ووووو (كلام ناس ما عندهم احساس ما علينا )، و يذهب خبراء في علم النفس أرجو كذلك عدم التركيز في كلمة خبراء هذي لأنه و في الأونة الاخيرة أصبح الكل (يركب مكنة خبير دي ) ما يهم انهم ذهبوا إلى أن في البكاء راحة و تنفيس عن الكثير من المشاعر الجياشة، أدبيا أشهر الذين خلدهم التأريخ ببكائهم و جرستهم كان بكاء قيس على محبوبته ليلى التي أوردته موارد الجنون و العته و الطريف في الأمر أن السفر الأدبي لم يذكر لنا بكاء ليلى على قيس و لكن الآخير ذكر في بعض أشعاره بكاءها عليه ( احتمال عاوز يورينا انه ما كان حب من طرف واحد ) ما علينا طبعا و دعونا نقرأ أبياته التي ذكر فيها بكاء معللته عليه حيث قال ابن الملوح :
ولما تلاقينا على سفح رامة
وجدتُ بنان العامرية أحمر
فقلت خضبت الكف بعد فراقنا؟
فقالت معاذ اللـه ذلك ما جرى
ولكنني لما رأيتك راحلاً
بكيت دماً حتى بللت به الثرى
مسحت بأطراف البنان مدامعي
فصار خضاباً بالأكف كما ترى
، الأطرف من هذا ان البعض ذهب إلى توصيف تلك الحادثة الموثقة شعرا إلى انها أول (تلجة تأريخية ) ، يعني بالواضح أريتو قيس ده ما قال الزولة دي بكت علي ، كذلك نجد أن أشهر ما ذكرته الكتب في البكاء هو بكاء الخنساء على أخيها صخر و قد صاغت في ذلك العديد من الأشعار التي سارت بها الركبان و خلدت طويلا
و خاتمة القول طالما ان البكاء بمفهوم المعاصرة قد دخل تحت بند التعريف (رسمي و شعبي) فلا ضير أن ننتظم جميعنا في جوقة (المجعراتية الكرام ) ثم ندخل صيوان الوطن الكبير فكما قال محدثي الساخر (الموضوع ما خطير) .