الاثنين، 22 أبريل 2019

ربوع الوطن:• شارع النيل:هيئة نظافة ولاية الجزيرة


هل يمكننا القول إن هيئة نظافة ولاية الجزيرة لم تنجح في مهمتها تماماً فإسطولها لم يعد يواصل عمله في ود مدني كما كان سابقاً مرتان في الأسبوع في أحياءها المختلفة، حيث تناقصت زياراته إلى مرة في الأسبوع ثم إلى مرة كل أسبوعين وأحياناً يأتي في المناسبات فلا تكاد تشعر بوجوده، ولم نعد نسمع صافرات عماله التي كانت تنبه المواطنين إلى قرب مواعيد وصوله، فأصبح المواطن يفاجئ بأن الأسطول قد مر سريعاً في الشارع دون أن يحمل جوالات النفايات التي يحتفظ بها داخل منزله لفترات طويلة مما يسبب ذلك إزعاج من روائح أصبحت كريهة وتوالد للذباب والحشرات الضارة فصار بعض سكان أحياء المدينة يتخلصون من نفاياتهم برميها في أطراف الشوارع، وهكذا عادت «الكوشة» منتصرة في تحد سافر على هيئة النظافة.
هل باتت إمكانيات الهيئة ضعيفة بحيث لم تعد تواكب التطور الذي حدث في مدني من إمتداد لأحيائها والتوسع الذي حدث بها، أم أن أسطول الهيئة قد شاخ ولم يعد يواكب الزمن فأصبحت جراراته تعاني من الأعطاب الميكانيكية ولم يعد بوسع الهيئة إصلاح تلك الأعطاب، أم أن عمال الهيئة زهدوا من عملهم لأنه لم يعد يلبي إحتياجاتهم فأتجهوا إلى أعمال هامشية أخرى.
لقد أصبح بعض العاملين في هيئة النظافة يقومون بحرق الأوساخ بعد تجميعها من ما يسبب إزعاج للمواطنين بسبب الدخان وما يسببه من حساسية، وهل يمكن لشباب الأحياء بالمدينة المساعدة في نظافة أحيائهم من أكياس النايلون المتطايرة في الشوارع مثل المسكيت المنتشر في مشروع الجزيرة، هل يمكنهم عمل حملات نظافة شهرية لتجميل وجه المدينة الذي أصبح كالحاً فقد شاخت المدينة بسبب إهمال هيئة النظافة لها فلم تعد تتجمل وتسر الناظرين، كما كان يحدث سابقاً، فكسورات المياه تغطي شوارع الأحياء وأكياس البلاستيك ومخلفات البناء من بقايا الطوب والحجارة، بل أن بعض المواطنين باتوا يعتدون على الشوارع لإعطاء بيوتهم مساحات إضافية بمواد بدائية تجعلنا وكأننا نعيش في القرون الوسطى.
لماذا لا تنشط هيئة النظافة وتعود لسابق عهدها ولماذا لا تنشط المحلية في إزالة التعديات التي تحدث في الشوارع ولماذا لا يتم فرض غرامات على السكان بسبب تلك التعديات، وأخيراً أتمنى أن تعود المدينة لسابق عهدها فذلك ليس بالمستحيل تماماً فالتطور هو سنة الحياة..