الاثنين، 22 أبريل 2019

مقالات: مرحلة مابعد الثورة....مابين الارتباك وجس النبض.!!


بعد تضحيات جسيمة نجحت الثورة، في خلع البشير.وكان بيان الفريق أبنعوف بمثابة أعلان رسمي لنجاح الثورة.. الملامح الهادئة لبيان الجيش لم تقنع الثوار بجدية التغيير..
وأعتذار الفريق حميدتي يلهب الحماس ويدعم خط الثوار.. فأصروا علي البقاء والمرابطة بأرض المعركة لمزيد من الضغط..
تراجع أبنعوف أمام طوفان الضغط، فتلي بيانا نعي فيه نفسه..
بيان النعي يفسح المجال للفريق أول برهان بقيادة تغيير الجيش..
رغم النقلة التي تمت، يصر الثوار علي موقفهم بالبقاء في الميدان..
حالة من الأرتباك والقلق تبدو واضحة علي ملامح المجلس العسكري.
مجيء برهان وموقف حميدتي يجعلان الثوار أكثر تماسكا..
حالة الأستقرار والتماسك تمنح الثورة مزيدا من التوهج ...
تسعي القيادات المدنية للثورة أستثمار الموقف برفع سقف المطالب..
فتبدأ عملية جس النبض والمناورة بين أطراف التغيير علي الضفتين.
في سباق مع الزمن يجتهد المجلس العسكري في أقناع الشارع بالثورة.
وفي مسار مصادم يضغط المدنيين علي المجلس بمزيد من المطالب.. تحت الضغط يتوتر المجلس ويرتبك فيصدر قرارات لاتحظ بالتأييد..
ومن باب الحرص علي شعرة معاوية يستجيب العسكر لمطالب الثوار..
فتتم عملية رد للبضاعة بعد خروجها من الدكان فتلغي التعيينات ثانية.
تراجع المجلس عن قراراته يعطي الأنطباع بأن هناك املاءات تتم.. 
ورغم هذا الأعتقاد الأستنتاجي يصمت المجلس ويمد حبال الصبر.
في تطور مفاجيء تستعد ثورة الميدان لتقديم مقترح حكومة مدنية.
والخطوة تظهر تباينات متعددة في مواقف مكونات الحراك الثوري ..
والمؤشرات تقول بأن قوي التغيير ليست علي وفاق تام مع المهنيين..
تراجع منحني الوفاق بين مكونات الثورة يسحب من رصيد مستقبلها..
وسط هذه الحالة الرمادية تتحرك الخلايا النائمة للنظام البائد بحذر..
حراك الحذر يبدو خطيرا، وقد يشكل هجمة مرتدة قد تجهض الحلم.
علي ضوء ما سبق مازال أفق الثورة والتغيير ملبد بالغيوم والتوجس..
 من بين ثنايا المشهد المرتبك تبدو تحركات أقليمية علي الخط..
زيارة الفريق طه كمبعوث سعودي تثير غبارا كثيفا من الاستفهامات.
توسلات الحكومة القطرية لاتجد أذنا صاغية رغم بيانات النفي..
الوفد المصري بحكم صلات النيل والتأريخ والجوار يحظي بالعناية.
تليمحات البيض والامريكان تشكل قوة دفع معنوي ومظلة للثورة..
البعد الأفريقي مازال حذرا بأستثناء جنوب السودان المجبور ع الصلاة.
الشعب الجزائري يدعم خط الثورة من باب ان التشبه بالرجال فلاحة.
غالبية السودانيون في الخارج وجدوا في الثورة والتغيير سلوي ودفء.
عطفا علي ماسبق يبقي مستقبل السودان رهن نجاح هذا التغيير الناعم.
حرية  سلام وعدالة والثورة خيار الشعب