الاثنين، 22 أبريل 2019

مقالات:خطاب مفتوح إلى الشباب وقادته العسكريين


ذهبت حكومة الانقاذ ومن في ماعونها من الأحزاب أو النقابات أو الاتحادات أو الأفراد إلى مزبلة التاريخ غير مأسوفاً عليها لما خلفته من واقع مرير وقصور كبير، وفي كل أوجه الحياة في السودان حتى أوصلته صفة بدولة الارهاب والفساد والفقر .. ولأنها كانت حكومة الفرد وفرض الرأي والإستبداد والقهر والهيمنة والتمكين ، وعليه وبعد هذا النصر الكبير للشباب في السودان وبجانبه جيشه الذي طالبوه أن يكون شريكاً لتحقيق هذا النصر الذي أثنت عليه الكثير من دول العالم شقيقة أو مجاورة أو اقليمية أو عالمية ، عليه ينبغي أن نتكاتف ونترابط وكلمة واحدة لإختيار حكومة قوية فاعلة ذات كفاءة وخبرة وأمانة تضع الرجل المناسب في المكان المناسب لنقتلع أولاً جذور الفاسدين والمستفيدين والمندسين الذين ينخرون كالسوس استمراراً في الجسد السوداني الأمني حتى نجفف منابعهم ومحاولاتهم الدس والوقيعة لينعم أهل السودان بإستقرار طيب وسودان جديد بعد مرارات من حكم سابق بلغت  مجمل سنواته ثلاثين عاماً عجافاً لأن مشاعر الأغلبية الصامتة والصامدة بدأت تتفجر وحانت ساعة الغضب وما استمرار شبابنا وقطاعاته المهنية ورجالاً ونساءً متابعة ودفاعاً عن مكتسباته إلا دليلاً قاطعاً لثورة جادة فاعلة وحماية لها ونحن في بداية المشوار لابد من مشورة وشفافية و وضوح ؛ فاختلاف  الرأي لا يفسد للود قضية ، خاصة إن القضية هي شعار لوطن ؛ وليس هي اهتمام بالنخب السياسية ذات المصالح الذاتية.
 التي ومن قولة تيت «تبحث عن الوزارات والمناصب  السيادية لهذا أقول واقترح من هذا المنبر المهم وفي هذه الظروف الراهنة في السودان،  موجهاً حديثي إلى القيادة العسكرية والشباب صاحب الثورة إن عقل الأمة السودانية بخيره ولم ينضب ويملك ثروة كما ذكرت سابقاً من المفكرين والخبراء والعلماء، بدون إنتماءات الذين استفادت منهم دول من وراء السودان ومن بعثهم العلمي الذي اهملناه في السودان ، وهي ثروة من أهم ثروات الأوطان ، التي يبنيها أبناؤها ؛  فالأوطان كالأمهات تفيض حباً ورعاية.
 عليه اقترح نيابة عن رفاق دربي إن وافقوني والحادبين على وطنهم ليس المرتشين والمتلونين والإنتهازيين بأن نأتي بتجميع مجلس من الحكماء والخبراء والعلماء والمشهود لهم بالكفاءة وحب أوطانهم وتجردهم وأمانتهم لتوضع أمامهم مهمة الخروج من نفق الأزمة ، وتحدد لهم مهلة زمنية للوصول إلى اتفاق جماعي لعلاج أمورنا وبحكمة وعقلانية تمنحهم عملاً  قابلاً  للتنفيذ الفوري  والسريع بشرط أن يكون طريقاً  للأحزاب صاحبة المصالح الوزارية وأن تنصرف لتجهيز أحزابها وبرامجها إستعداداً للإنتخابات التي هي غائبة ثلاثين عاماً بسبب حكم الفرد ؛ وتتاح هذا المجلس كل المعلومات المطلوبة من القيادة الحاكمة الآن ويحق لهم استدعاء أي قيادي من المجلس والشباب لسماع المطلوب منهم اجابة مع كل الضمانات والحرية والبحث والمناقشة والطرح ، بحيث يتم تقسيم أعضاء المجلس إلى ثلاث مجموعات تتخصص ببحث موضوع واحد من ثلاثية الأزمة وثقافة الأزمة والله المعين وبه نستعين.
إن الوقت الذي يتكلم فيه الكثيرون بعد الثورة عن إيمانهم الشديد بمبدأ المشاركة والتمسك بها كقيمة وقاعدة أخلاقية ونمط سلوكي فإنه حين يصل الأمر بهم إلى التنازل فعلاً عن جانب من السلطة التي يمتلكونها لأعوانهم أو للأجيال التالية فإن الوضع يتغير تماماً وهذا لا يمنع على أية حال من أن الإتجاه العام يسير قدماً نحو المشاركة وزوال الهيمنة والقضاء على الإنفراد بالسلطة سواءً في المهم أم في ادارة المنظمات أياً كان مجالها وأن المشاركة ستكون في مجتمع الغد عنصراً اساسياً في النظرة إلى العالم وليست مجرد اسلوب لإدارة العلاقات ولن تنكسر إرادة السودان ولن يستطيع أعداء الحياة أن ينالوا من اهله الطيبين المتمثلة هذه المرة في شبابه وبمختلف انتماءتهم و وظائفهم وقبائلهم ولا أعرف لماذا بهذه الكثافة من الغلابة والثكالى واليتامى يدفعون الثمن من أرواحهم وأرزاقهم وأحلامهم القادمة وفي ذهول نشاهد العجب حتى لو كانت دموعك حجرية لا تتحرك والحزن على وجوه الرجال والنساء وهم وحدهم يعرفون الفاجعة بعيداً عن التصريحات الوردية، مؤكدين أن دموعهم ستنزف حلماً هو بداية فصبراً دمشق.
إن الإنفاق والطيف السوداني ينبغي أن يكون للخروج من أزمة القتال وتحقيق الوفاق والسلام بإعترافنا بأن الجميع مولودون احراراً ومتساؤون في الكرامة وفي الحقوق خاصة وقد وهبوا من عند الله سبحانه وتعالى عقلاً وضميراً للتميز والعمل المفيد لمصلحة الجميع في الوطن الواحد وأن الإسلام ليس إدعاء وليس مكاناً للتلاعب ، وقال تعالى :( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم باللتي هي أحسن) وذكر نبينا محمد صلوات الله عليه في أحد أحاديثه «أية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا أوعد أخلف وإذا أؤتمن خان»، وإذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك واعمل لدنياك كأنك تموت غداً واعمل لآخرتك كأنك تعيش أبداً ولولا اختلاف الرأي لبارت السلع وكل هذا من القول والطرح هو ما أطاح بالإنقاذ حكومة وأنته اقامتاه ومنحت خروجاً نهائياً دون عودة بلغة الجوازات والهجرة والبينية ، شبابنا وقيادته لذلك لأن السودان مستهدف من الداخل والخارج وبلد الانتاج والإنتاجية و وطن الشباب الواعد الذي أذهل الكثير من دول العالم وسير سير يا شباب وقادتك ولا تسير كما سار البشير واتباعه.
 ولي عودة إن أذن الله لي بذلك