الأحد، 21 أبريل 2019

مقالات:• نبض التقنية: التغيير.. ثقافة الشعوب


إن الثقافة هي روح الأمة ومضمون حياتها، ودور الدولة أن ترعى توجهها دون أن تصادرها، وتعتبر ثقافة الشعوب أكثر إزدهاراً للتغيير، عندما تعتمد على النشاط الأهلي والإنحدار الثقافي الذي يرتبط بتدهور الحياة السياسية عموماً.
فالسياسة هي مفتاح كل مجالات الحياة، وهي المظلة التي تحيي أو تميت مختلف الأنشطة الفكرية والثقافية والعلمية وحتى الرياضية، فهي تنظم المجتمع ككل، وقائدة تحركاته وسكناته، ونعني بالسياسة النظام والمعارضة معاً.
فإلى أي مدى يمكن أن تؤثر علينا هذه التقنية من المعلومات الهائلة، وأي سلوك غير إجتماعي ينتظر الأطفال والمراهقين بفعل ما يمكن أن تحدثه هذا التقنية من تغيرات في أنماط التفاعل الإجتماعي السلبي، وما يشهده العالم من تطورٍ رقميٍّ عميقٍ وسريعٍ على المستوى الإقتصادي والسياسي والإجتماعي والتقني.
لذا أن خدمة الإنترنت لم تعد ترفاً، بل أصبحت اليوم ثورة علمية بحد ذاتها، نتيجة لوفرة المعارف والمعلومات التي يحصل عليها الفرد من شبكة الإنترنت، الأمر الذي يوضع بعين الإعتبار على المستخدمين، حتى يبعدهم من شبح الإنحراف والجريمة.
وعلى أثر النتائج المتوقعة لهذا الإستخدام على المجتمع، ونتيجة لعمق هذا التطور وسرعته في مجال تقنية المعلومات والإتصالات، دخل العالم عصر مجتمع المعلومات في الوقت الذي يعيد التنافس على التقدم التقني بتنظيم نفسه بعد كل إختراع، كي تتكيف جميع عناصره سيما المعنوية منها لهذا التغيير. فنجد معظم دول العالم المتقدم تتسابق فيما بينها لوضع إستراتيجياتها، وخطط لتطوير تقنية المعلومات والإتصالات، الأمر الذي أدى إلى ظهور وإنتشار للأجهزة الذكية بموديلات مختلفة، والتي أصبحت بمـثابة ضرورة حتمية يحتاجها الجميع.
لذا أن نهضة الشعوب لن تتحقق إلا بتفجير ينابيع الشخصية الوطنية بأعماقها الحضارية، وهذا الأمر يعتمد على النشاط الأهلي الذي يتطلب أن يكون دور الدولة فاعلاً في رعايته وإشرافه وتشجيعه، وتحفيز المبادرات الرفيعة المستوى بفتح المجالات أمامها، سواء بالنشر أو العرض أو الدعم المالي.
ويعني ذلك أن نعتبر تراثنا الفكري والأدبي والفني نقطة بدء وليست نهاية، وبالتالي ينبغي أن تنبعث حركة تجديدية تتمسك بالثوابت وتتعامل مع المتغيرات، بأن تغير فعلاً ما يستحق التغيير، وتطرح وتضيف.
وأن الثقة بالنفس والشعور بالمحبة والإعتزاز بما أنجزنا فيى تاريخنا، هو أساس التعامل مع الآخرين بندية وبروح نقدية وليس إتباعية، ولا شك أن الإبداع الثقافي في المجالات كافة سينشىء مدارس متميزة في العلوم الإجتماعية والآداب والسينما والموسيقى وغيرها، هذا مما يستوجب التشجيع إتجاه المبادرات الإيجابية.
وبالتالي  فإن كل أنشطة المجتمع والدولة، ينبغي أن تتكامل مع دور الأسرة في تنشئة المواطن المؤمن المتدين المرتبط بوطنه، وتوجيه أجهزة الإعلام والثقافة لتبليغ هذه الدعوة، لأن شبكة الإنترنت أحدثت تغييراً جذرياً في العالم كما هو معروف.
الأمر الذي أتاح فرص حرية الإستخدام للأفراد والجماعات بتمرير كل شئ بحرية دون ضوابط، مما يزيد من حجم خطورتها على عرض المعلومات بين المستخدمين، بحيث أنها أصبحت ساحة لنشاط الجماعات السياسية وغيرها، مع أبشع صور أشكال جرائم الإنترنت والمعلوماتية.
لله درك يا وطن..