السبت، 27 أبريل 2019

مقالات:ما يدور فى واقعنا ومهددات الثورة


لاشك ان من اكبر مهددات هذه الثورة الشبابية بعد سقوط النظام السابق هو هذه الفتن والأحداث المتلاحقة من الأحزاب السياسية المتنافسة على السلطة وقد عجزت عن اسقاط النظام فى  فترت الثلاثيين عام  فجاء هؤلاء الصغار الذين ولدوا فى عهد النظام فخرجوا عليه فاسقطوه وجاء  الأحزاب وقد كان بعضهم مشرد فى دول الغرب فقادوا الحراك بعد ان ظهر ضعف النظام وتراجعه وزعموا انهم الذين اسقطوه  خاصة  مايسمى بقوى الحرية والتغير او تجمع المهنيين ولكننا  لسنا  بعيدين عن المشهد فالقوات المسلحة هى التى احدثت التغير واقتلعت النظام السابق وانحازت للشعب وبعد سقوط النظام السابق وتولى المجلس العسكرى وانحياز القوات المسلحة للشعب  اظهر المجلس العسكرى تجرده وزهده فى السلطة ووعد القوى السياسية  بتسليم السلطة لحكومة مدنية على ان تتفق القوى السياسية وتتوافق على تشكيلة الحكومة  وقد ظلت قوى الحرية والتغير   تدعى أنها التى  احدثت التغير وانها تمثل الشعب السودانى  وأنها اولى بالحاكمية للدولة دون غيرها وكما صرح المتحدث باسمهم فى تلفزيون السودان انهم  يرفضون اى مشاركة للنظام السابق وروادفه ويقصدون بذلك اقصاء الجميع حتى المؤسسة العسكرية وكل قطاعات الشعب السودانى ومن شارك طوعا اوكرها او  مافرضه عليه الواقع كاللجان الشعبية ولجان المساجد ومؤسسات التعليم والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية لاتخرج من قبضة النظام السابق  وبهذا يكون 90بالمئة من الشعب السودانى قد خرج وتبقى هذه الفئة والحركات المسلحة وليتهم وقفوا عند ذلك الحد بل قال المتحدث باسمهم  وبعد استلام الدولة  ووضع الدستور الدائم للبلاد   سوف نقوم بادارة الإنتخابات القادمة بعنى انهم سيكتسحون الانتخابات عن طريق الدولة كما يفعل المؤتمرالوطنى والنظام السابق يعنى من دكتاتورية الى مثلها بصورة اخرى والمجنى عليه هو الشعب السودانى المسلم  وفى مواقع التواصل الاجتماعى صرح  بعض منسوبيهم من العلماتيين والشيوعيين   باستئصال الاسلام يتوعدون هذا الشعب السودانى المسلم بتحكيم العلمانية باسم الحرية بحجة ان النظام السابق رفع شعار الاسلام فهم يحاسبون الاسلام بأخطاء النظام  واخذوا يصعدون ذلك فى الإعلام لاعداء الاسلام  لمساعدتهم حسب ما نقل فى مواقع التواصل   فكانت من اعظم الفتن على اهل  الاسلام فى السودان  وظل  المجلس  العسكرى يتعامل مع  هذه الفتن بحكمة فائقة   وبحلم وصبر على هذه الفئات المعتدية والمتعجلة ويقابلهم بالمثل  فئات من الدعاة واصحاب الغيرة على الدين من المتعجلين ولو لا لطف لله ثم حنكة المجلس العسكرى لوقعت حرب اهلية ومازالت الحرب الإعلامية والكلامية قائمة على  قدم وساق  ولذلك جاء فى مبادرتنا التى تقدمنا بها للمجلس العسكرى باسم الحسبة وتزكية المجتمع 1 ان تكون رئاسة الدولة للمجلس العسكرى فى الفترة الانتقالية لوجود هذا التنافر والتنافس بين الأحزاب وقوى التغير فى مسائل عرقية ودينية وتظهر لديهم روح الانتقام واختيارنا لقيادة المجلس العسكرى يندرج تحت حرصنا على سلامة بلادنا وأمنها وعلى الأحزاب ان يتعاملوا بسياسة التوافق والعفو وتقديمه على الإقصاء والانتقام     ايها الاخوة  إذا كان هذا أول ما تسعى اليه قوى الحرية والتغير ومايقابله من الدعاة المتسرعين     فانهم سوف يعرضون  اهل السودان لفتنة لا يعلم مصيرها إلا لله واذا استقر الأمر لهذه الفئات اليسارية او اليمينية  فانهم يسوقون السودان الى نفس النفق المظلم  الذى خرجنا منه  من ظلم وفساد ونفاق الى ظلم وفساد والحاد وتطرف وتكفير   أيها الاخوة هنالك نصوص من الكتاب والسنة تنهى عن الخروج على الحاكم الظالم كما فى البخارى (من رأى من اميره مايكره  فاليصبر) وحديث انس بن مالك رضى لله عنه  عند ماشكى له الناس من حال الحجاج  وكان الحجاج قد هدد انس نفسه بالقتل فقال انس (اصبروا فإنه لايتى عليكم زمان الا والذى بعده شر منه سمعته عن نبيكم صلى لله عليه وسلم )فهذه احاديث لاعلاقة لها بالتطبيل للحاكم حتى لاتلبسوا على الجهال والعامة من ليس له فقه فى الدين  وقد كنا نحن اول من وجه النصح والانتقاد  للنظام السابق بفضل الله وتوفيقه  ومن هذه  الانتقادات انتقادى للوزيرة اشراقة وللمجلس الوطنى ومجلس الوزراء وهيئة علماء السودان وقولتى فى صحيفة الجريدة قبل خمسة اعوام ايام القبضة الحديدية للنظام السابق  بالمنشيت الدولة رفعت شعارالاسلام ولم تفعل ذلك وهذاالذى جلب علينا الشر  اين كنتم يامن تدعون الحرية والتغير وهذا الحراك الذى خرج عفويا لأسباب اقتصادية وظلم ومعظم  هؤلاء الشباب  ليس لهم انتماءات حزبية و بداخل هذا الحراك    الشيوعية والعلمانية والإخوان والتكفيريون والاحزاب التى لايهمها الا الوصول الى هذه السلطة وقد شارك بعضهم مع النظام السابق   والان يطالبون  المجلس العسكرى بابعاد كل الرموز الذين شاركوا فى النظام السابق وكان فيهم  من المشاركين   أيها الاخوة لاندرى اين تذهب بنا هذه    الا حزاب وهذه الفئات   التى ارهقت النظام السابق فى سبيل ارضائها لعمل ما كان يسمى  الحوار الوطنى وحكومة الوفاق وكون الرئيس السابق الحكومة العسكرية الاخيرة وتنحى عن المؤتمر الوطنى  ولم يشفع لهم ذلك وقالوا   تسقط بس  وبعد السقوط وبعد كل ماقدمه المجلس العسكرى   الان يعيدوا هذا السيناريو معه ويدعون للمظاهرات ضده بعد جلوس المجلس العسكرى مع أئمة المساجد والدعاة ومشائخ الطرق الصوفية فظنوا أن هذه عليهم   يحسبون كل صيحة عليهم  أيها الاخوة  كما يقال الفتنة نائمة لعن لله من ايغظها وهنالك حديث قال صلى الله عليه وسلم  (تكون فتن القاعد عنها خير من الساعى والنائم عنها خير من القاعد من تشرف لها تشرفته) فاغلقوا ابواب الفتن واتفقوا على ألحد الأدنى من الاتفاق وقدموا المصلحة العليا للبلاد على مصالحكم الشخصية والحزبية فالسودان بلد مسلم ولانترك الاسلام لمن افسد باسمه من اهل النفاق والفساد ولناخذ منه مااستطعنا وندخل فيه برفق ونترك التنطع والغلو والتطرف ولنكن امة وسط كما بين القرآن 
 أيها الاخوة فى قوى التغير والحرية لعل ما حدث من بعضكم من تصريحات معادية للجماعات الاسلامية بل حتى الدعاة والعلماء لم يسلموا من كلام السفهاء ويؤلفون الروايات والأكاذيب عنهم وعلى كل من ليس معهم  وكثر الكذب وعدم التثبت فى نقل الأخبار وفى صحيح مسلم  من  اشراط الساعة  ( ان الشيطان ليتمثل فى صورة الرجل فياتى القوم فيحدثهم بالحديث  من الكذب فيتفرقون فيقول الرجل منهم سمعت رجل اعرف وجهه ولاادرى مااسمه يحدث ) فهكذا تقع الفتن فى نقل الاخبار المكذوبة ويقع التحريض على الفتن وقد ذكر البخارى رحمه الله ان علماء السلف كانوا يتمثلون بهذه الابيات عندالفتن الحرب اول ماتكون فتية  تسعى بزينتها لكل جهول    حتى اشتدت وشب ضرامها  ولت بغير ذات حليل   شمطاء ينكر لونها   مكروها للشم والتقبيل وكانوا يقولون الفتنة اذا اقبلت لايعرفها الا العالم واذا ادبرت عرفها العالم والجاهل ولله ان العلماء نصحوا لكم وانتم الذين اندفعتم الى هذه الفتنة العمياء خلف من باع دينه بعرض من الحياة الدنيا واسندتم الامر الى غير اهله فاصبتكم هذه الاية (وحسبوا الا تكون فتنة فعموا وصموا) كان ذلك نتيجة فساد النظام السابق الذى رفع شعار بدون تطبيق   وفى الختام هنالك ضبابية واقصاء وتباين فى المناهج  والمواقف فى تشكيل الحكومة الانتقالية القادمة والمجلس العسكرى هو الذى يحسم هذه الفوضى ومسؤول امام لله عن هذه البلاد من ضياع دينها ودنياها وانفراط امنها وهو الان يعمل على تقريب المسافات بين  المختلفين لو رفع المجلس يده عن هذا المشهد لوقعت حرب اهلية والسؤال هل يصل الأحزاب وقوى التغير  الى اتفاق ام يكونوا  (من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بمالديهم فرحون ) وتكون المقاتلة على السلطة والتكالب عليها ويعود الأمر للجيش والقوات المسلحة مرة اخري والان المجلس العسكرى قدمت له حوالى مائة مبادرة ورواية لتشكيلة الدولة وهو يعمل علي  دراستها واسنادها للجنة مدنية لتشكيلة الحكومة تحت إشراف المجلس العسكرى ونحن نقول للمجلس العسكرى لا تتاثربكلام هؤلاء الاقصائيين ولا تبتعد فانت المسؤول الأول عن هذا الأمر وامن هذه البلاد وفى الختام  نشكر لقوات الشعب المسلحة ونشد من ازرها لما قامت به من تنازلات وتجاوب مع الشعب وتقديم  المصلحة العليا للبلاد وماتقوم به من الحراسة وحفظ الأمن ونؤيد رئاسة المجلس العسكرى  بقيادة الفريق اول عبدالفتاح برهان ونطلب من الاخوة المعتصمين بالانسحاب من القيادة العامة ومساعدة هؤلاء الضباط الاحرار الذين وقفوا معكم جنبا الى جنب فالنكون  عونا لهم وهل جزاء الإحسان الاحسان وانتم شباب السودان قد عرف اباؤكم بالمروة والكرم  وقد قال القائل اذا انت اكرمت الكريم ملكته  واذا انت اكرمت الليم تمرد  فاصبروا قليلا  حتى يتم تشكيل الحكومة المدنية واحذروا من هذه الفتن والتحريض الذى يقوم به بعض طلاب السلطة  الذين لايهمهم ضياع الدنيا والدين فى سبيل الوصول الى السلطة  ومطالبهم وشهواتهم فنسأل لله ان يوفق المجلس العسكرى لتجاوز هذه الفتنة والمحنة ويجمع شملنا على الحق والدين   ويوفقنا الى اصلاح البلاد والعباد وأن يجنبنا الفتن ماظهر منها ومابطن أنه ولى ذلك القادرعليه.