الاثنين، 22 أبريل 2019

تحقيق:القطوعات المبرمجة للكهرباء ...هل تسهم في حل الأزمة ؟؟


 موظف : استخدام الطاقة المتجددة هو المخرج الوحيد من ازمة الكهرباء
مواطنة: القطوعات المستمرة ادت الى تلف الأجهزة الكهربائية 
وزارة الموارد المائية والكهرباء : برمجة القطوعات مقصود منها عدالة توزيع الكهرباء 
ما ان يطرق الصيف ابوابنا حتى تلوح في الأفق سياسة القطوعات المبرمجة للكهرباء والتي يعاني منها المواطن بدرجة كبيرة ، وذلك مع اننا في بلاد توصف شمسها بالمحرقة والتي ان تم الإنتباه اليها واستثمارها في توليد الطاقة من خلال الخلايا او المجمعات الشمسية لاخرجتنا من مربع الأزمة المتكررة في الكهرباء ، في الفترة الفائتة اعلنت وزارة الموارد المائية والري والكهرباء عن بدء برمجة قطوعات الكهرباء مما أثار سخط المواطنين والذين تحدثنا الى بعض منهم واستطعنا الخروج بالحصيلة التالية ....

 استطلاع : شهلاء عثمان بخاري 

دفع مقدم
استبشر المواطنون خيرا بعد  إنشاء الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء المحدودة بتاريخ 28 يونيو (2010)م بموجب القرار رقم (169/ لسنة 2010م) الصادر من مجلس الوزراء ، والذي قضى بإلغاء أمر تأسيس الهيئة القومية للكهرباء وأيلولة كل عقارات ومنقولات وحقوق والتزامات الهيئة القومية للكهرباء للشركات المنشأة في مجال الكهرباء، وتم تسجيلها وفقا لقانون الشركات تحت الرقم (37108 ) .
وهذا يعني ان الكهرباء تقدم للمواطن من خلال شركة تقوم بتحصيل رسومها مقدما من خلال برنامج الدفع المقدم ، بمعنى ان الكهرباء لم تعد كما كانت في السابق خدمة تقدم للمواطن بل اصبحت سلعة يدفع ثمنها من أجل الحصول عليها وحال انتهائها يعاود تغذية العداد مرة اخرى ، لذا فان المواطن لا يجد من المنطق ان يقوم بشراء الكهرباء ويحرم منها مع العلم ان الحوجة للكهرباء في السودان تكون في قمتها في فصل الصيف سواء للتهوئة او تشغيل الثلاجات او غيرها ، ولما كان رضاء الزبائن يشكل حجر الزاوية فقد عمدت الشركة إلى إنشاء مركز مختص لخدمات الزبائن، حيث تقدم الشركة الخدمة لزبائنها بالقطاعات المختلفة (الصناعي- الزراعي- السكني- الحكومي- الموحد)، كما عملت على تقنين عمل مركز التحكم الآلي وتطوير آلياته وتوسيع قاعدة انتشاره لتشمل كل السودان ، إلا انه برزت مؤخرا على السطح مشاكل بالتزامن مع الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد حيث شهدت ولاية الخرطوم تذبذباً في التيار الكهربائي كما عانت كثير من أحياء  العاصمة من انقطاع للكهرباء، وهي تعتبر واحدة من الخدمات البسيطة والمهمة التي يجب ان يتمتع بها المواطن طالما انه يقوم بدفع قيمتها قبل الحصول عليها ، وهذه المشكلة ليست وليدة اللحظة بل يعاني المواطن على مر السنوات من سياسة برمجة القطوعات التي تؤدي الى توقف عدد من الأنشطة وتؤثر على المواطن سلباً في كثير من نواحي الحياة .
عدم رضا
مع الارتفاع الشد يد في درجات الحرارة  هذه الأيام بدأت وزارة الموارد المائية والري والكهرباء تنفيذ برنامج القطوعات والذي يبدأ منذ الساعة الثامنة صباحا وحتى الرابعة مساء مما ادى الى استياء وتذمر الكثير من المواطنين الذين ابدوا عدم رضائهم بهذه السياسة المجحفة في حقهم ، وقد اشار المواطن المبارك حامد الى ضرورة الوقوف عند هذه المشكلة وإيجاد الحلول الجذرية لها خا صة ان الحوجة للكهرباء تكون في فصل الصيف ولا يعقل ان يتم قطعها طيلة النهار خاصة اننا لا نعلم  سبب انقطاع التيار الكهربائي، هل هي أزمة ونقص في كمية الكهرباء، أم انها قطوعات من اجل الصيانة  في الخزانات والسدود ام ماذا ؟، واستنكر عدم  وضع المواطن في الصورة حال حدوث هذه القطوعات بأن يتم مثلاً ارسال رسائل تنبيهية عبر الإذاعة للمواطنين او حتى اعتذار نتيجة للقطع المفاجئ والذي غالبا ما يؤدي لخسائر فادحة من خلال تلف او حريق بعض الأجهزه الكهربائية ، اما عماد الطاهر ( صاحب بقالة )  فقد استنكر القطوعات المتكررة للكهرباء في هذا الصيف الذي تفوق درجة حرارته تحمل البشر وقال متسائلاً : هل نتوقع حلول شهر رمضان في هذا الصيف وبدون كهرباء؟، من جانب آخر فقد تحدث عماد عن الخسائر التي يجنيها جراء انقطاع الكهرباء مشيراً الى ان كثير  من بضائعه كادت ان  تتعرض للتلف خاصة اللحوم والفراخ ويجب قبل تنفيذ مثل هذه السياسات دراسة الخسائر التي يمكن ان يتعرض لها المواطن والتي تعود سلباً على الدولة 
زيادة القيمة
اعتاد المواطنون على ان اي خلل في تقديم الخدمات يتبعه ارتفاع قيمة الخدمة المعينة .. هذه الكلمات ابتدرت بها انتصار احمد (موظفة) حديثها حول القطوعات المبرمجة والمتكررة للكهرباء وقالت ان هناك مخاوف كبيرة وهواجس  من زيادة سعر الكهرباء في الفتره القادمة لذا تتزرع الوزارة  بقطع التيار الكهربائي مراراً وتكراراً حتى لا تترك مجالاً للمواطن المغلوب على أمره او مفرا من التسليم والخضوع لتلك الزيادة واصبح كثير من المواطنين يعتمدون علي الشموع والفوانيس في المنزل لأنها على حد قولها مضمونة اكثر من الكهرباء والتي تفاجئك بالقطع من دون سابق انذار، كما أنها قد تتسبب بتلف بعض المعدات الكهربائية .
اما نسيبة موسى (ربة منزل)  فكانت وجهة نظرها ان العالم في الألفية الثالثة باتت كثير من الأسر تعتمد اعتمادا كلياً على الأدوات الكهربائية المنزلية من ثلاجة وخلاط وغيرها إلا اننا تضررنا كثيرا  من القطوعات المفاجئة للتيار وذلك بتلف بعض من الأدوات الكهربائية وأهمها الثلاجة التي تم احتراق (الماكينة) الخاصة بها تماما فكانت صدمه كبيرة بالنسبة لنا في هذه الأيام شديدة الحرارة ولحوجتنا لشرب الماء البارد نضطر لشراء الثلج يوميا . 
فيما استنكر بشير ابراهيم (موظف)  عدم قيام الجهات المختصة بمسؤوليتها كاملة تجاه المواطنين وذلك بتوفير الإمداد الكهربائي في دولة تقع على خط الإستواء وتزداد فيها الأجواء سخونة مما يجعل الكثيرون يعتمدون على الكهرباء لتلطيف الأجواء نهارا وليلا . كما ان الفترة الزمنية للقطع طويلة جدا ويمكن ان يتم استبدال ذلك بقطع الكهرباء لمدة ساعتين في وقت ملائم وليس اثناء ساعات النهار شديدة الحرارة  .
الطاقات المتجددة
مصطفى عبدالقادر (موظف) قال ان انقطاع التيار الكهربائي بات يشكل هاجسا للمواطن وأشار الى نقطة مهمة وهي عدم جدوى الاعتماد الكلي على هذا النوع من الطاقة القابلة للنفاد  خاصة بأنه تم افتتاح عدد من السدود ومحطات توليد الكهرباء ولكن واقع الحال لم يتغير  ، واوضح مصطفى ان معظم الدول المتقدمة بدأت في الاتجاه لاستخدام الطاقات المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتوليد الكهرباء منها ، مع العلم ان هذا النوع من الطاقة غير مكلف مقارنة ببناء السدود والصيانة الدورية ، و السودان يمتاز بوجود شمس محرقة منذ الصباح ولا نحتاج سوى مجمعات شمسية تلتقط هذه الطاقة ويتم تخزينها والاستفادة منها ، لذا يمكن القول ان الخروج من أزمة الكهرباء في السودان والحلول الجذرية لها تكمن في الاتجاه للاستفادة من تلك الطاقات المتجددة .
برمجة القطوعات
من جانبه  اوضح المهندس حسب النبي موسى وكيل وزارة الموارد المائية والري والكهرباء في تصريحات صحفية بأن القطوعات الحالية تأتي ضمن البرمجة التي تم الإعلان عنها مطلع الشهر الجاري والتي طبقت لثلاثة أيام في الأسبوع بصورة متوازنة على القطاع السكني والزراعي والصناعي لفترة تتراوح ما بين (5-8) ساعات خلال اليوم صباحاً ومساء آخذاً في الاعتبار خفض ساعات القطوعات يوم السبت والجمعة ،وقال حسب النبي أن فكرة البرمجة الحالية قصد منها عدالة توزيع الخدمة وفقاً للمتاح وذلك لضعف التوليد الحراري والمائي منوها الى ان الوزارة تقوم بعدد من التحوطات اللازمة لتقليل القطوعات خلال شهر رمضان الكريم ،وأوضح ان مناسيب النيل المنخفضة في هذه الفترة من العام في السودان وإثيوبيا تؤثر سلبا على مستوى التوليد المائي وضعف الإمداد من الربط الاثيوبي مؤكدا ان المهندسين والفنيين يبذلون أقصى طاقتهم للمحافظة على الإمداد بصورة متوازنة تحقق الاستقرار المنشود ، مبشرا برفع هذه البرمجة في القريب العاجل حالما يحصل استقرار في التوليد الحراري والمائي من خلال الجهد المبذول حالياً ، وحث حسب النبي المواطنين على ترشيد الاستهلاك بالاعتماد على تقليل استخدام الأجهزة عالية الاستهلاك ،
وتوقع  بأن يتم الانتهاء من اختبارات التشغيل في خط الربط بين السودان ومصر والذي بدأ فعليا بين توشكي المصرية ومدينة وادي حلفا مشيرا الى جلوس الفنيين في الفترة القادمة لترتيب دخول نحو (50) ميقاواط خلال الفترة المقبلة فيما يخطط للوصول إلى (300) ميقاواط باكتمال بعض الجوانب الفنية، بجانب مجهودات الوزارة في تطوير القطاع بالإعتماد على مزيد من المصادر من خلال الطاقات البديلة والمتجددة مبشرا بدخول (950) ميقاوط خلال العام الجاري من محطتي قري وبورتسودان .