يمتاز المطرب/ العاقب محمد حسن بصوت طروب وأداء هادئ ورزين ومتميز تمازجت فيه درجات الوقار والعزوبة والجمال كما كان ملحناً قديراً قدم العديد من الألحان لكبار المطربين منهم/ محمد ميرغني، نجم الدين الفاضل، حمد الريح، وكوكبة أخرى... تغنى بمفردات رصينة ومنتقاة لأبرز الشعراء السودانيين منهم إسماعيل خورشيد عزمي أحمد خليل، السر أحمد قدور، مسعد حنفي وآخرون ومن الشعراء العرب تغنى للشاعر/ مصطفى عبدالرحمن صاحب النشيد الخالد «أمة الأمجاد» ومن أهم أعماله وأوسعها انتشاراً أُغنية «هذه الصخرة» تقول بعض مقاطعها يا حبيبي ظمئت روحي وحنت للتلاقي
وهناك قلبي ألاقي في حنين ما ألاقي
اسقني من النور وأملأ ليالي البواقي
كما تغنى للأمير/عبدالله الفيصل «شاعر الحرمان» بعملين كبيرين هما «نجوى» و«حبيب العمر» وقد وضع لهم لحناً يتدفق بالرقة والشجن والحنين الأستاذ/العاقب محمد حسن مثّل السودان في مهرجان ومؤتمرات موسيقية في كل من بغداد، سوريا،ليبيا، الجزائر، المغرب، الأردن وبلدان أخرى
ونعود للقاهرة.. ففي أثناء تواجده فيها شاهد برنامجاً تلفزيونياً كانت تعده وتقدمه د. رتيبة الحفني عميدة المعهد العربي كما أشرت يتحدث عن الموسيقى والتراث وعند عودته للسودان نقل هذه التجربة وعمل على إعداد برنامج يحمل نفس الفكرة والمضمون.. وطفق في تحضير المواد المسموعة والمقروءة كلفته كثيراً من الجهد المادي والمعنوي في جمعها متوخياً فيها النواحي الأدبية والفنية والموسيقية وقد اختار له اسم أو عنوان «مع الموسيقى العربية» ظلت الإذاعة السودانية تقدمه في عدة دورات إذاعية والبرنامج عبارة عن محاضرات ودراسات متعمقة في أوزان الموسيقى ومقاماتها وقد نال شهرة واسعة حتى صار من برامج التبادل الإذاعي فيما بعد.. ويعتبر ثروة موسيقية وفنية ضخمة لما له من أبعاد توثيقية وجمالية نتمنى أن تعاد بث حلقاته في كل الدورات والإذاعات وأن تجمع مادته وتنشر في كتاب جامع لا يقل شأناً وقيمة عن مؤلفات الذين كتبوا ونثروا في هذا المجال من الموسيقيين السودانيين أو غيرهم في العوالم الأخرى العربية أو الأجنبية وبالتأكيد سوف يثري الساحة الفنية ويفاد وينهل منه الطلاب في الجامعات الموسيقية ومكتبة الإذاعة..
هذه هي مدرسة الموسيقار/ العاقب محمد حسن «الخاصة» والمتفردة والمتميزة بالموهبة والدراسة المتكاملة والتي تمازجت فيها اللونية اللحنية ما بين السلم الخماسي والسباعي كان نتاجها ذلك الفن الأصيل المفعم بالقيم والأهداف والمضامين لذا ظلت تتوارثه الجيال جيلاً إثر جيل