![]() |
ارشيفيه |
الفواجع التي تصيب الانسان في حياته كثيرة وفقدان عزيز ابن كان او شقيق او اي من الانساب بالطبع هو أسوأ الفواجع، والجميع يؤمن بالقضاء والقدر ولكن القضاء الذي يأتي بالإهمال يتطلب وقفة جادة حيال هذا الامر الذي قد نفقد بسببه مزيد من الارواح سيما الاطفال ، فقد تكررت حوادث الإنفجارات في الأونة الأخيرة بشكل ملحوظ ليس في مناطق النزاعات والصراعات فحسب بل حتى العاصمة الخرطوم التي لم تشهد حروباً كثيرة فيها إنفجارات الاجسام الغريبة قنابل كانت او غيرها والملاحظ ان من يجلب هذه الاجسام الي الاحياء هم الاطفال الذين يصعب منعهم عن اللعب في جميع الانحاء خصوصاً مع قدوم إجازات المدارس ، فضلا عن مهنة جمع الخردة التي اصبحت الشغل الشاغل للكثيرين من الاطفال .
ثمانية شهداء
يجد الاطفال الباحثون عن الخردة مادة معدنية ثقيلة الحجم فيتسابقون على حملها ومحاولة تفكيكها وهنا تحدث الفاجعة الكبرى وكانت آخرها امس الاول حيث ورد خبر مفاده ان قنبلة إنفجرت بأم درمان غرب العاصمة مما ادى إلى مقتل ثمانية أطفال بينهم اشقاء في منطقة الفتح ، في مكان لتدريب قوة نظامية ، وأكد شهود عيان أن الحادث وقع أثناء محاولة الاطفال تفكيك القنبلة واستخدام النحاس الموجود بها. مشيرة الي انها انفجرت فيهم داخل الراكوبة التي كانوا يجلسون فيها ما أدى الي وفاة 7 منهم فورا فيما توفى الثامن متأثرا بجراحه في المستشفى.
وقال احد شهود العيان ان الاطفال استجلبوا القنبلة من منطقة كانت القوات النظامية تتدرب فيها بالقرب من الجبل. وعندما كان الاطفال يبحثون عن الحديد والخردة وجدوا القنبلة بالقرب من مكان كان التدريب وقاموا بجلبها الى منزل احدهم وحاولوا تفكيكها من أجل الاستفادة من الحديد وبيعه لكن القنبلة انفجرت فيهم .وتحولت أجسام الاطفال الى أشلاء وكان أمرا صعبا واصاب الجميع بالانهيار والخوف.وتقع مدينة الفتح 3 في أقصي غرب مدينة امدرمان وعلى مقربة من معسكر لتدريب القوات النظامية .
توضيح الشرطة
كشف الفريق هاشم علي عبد الرحيم الناطق باسم قوات الشرطة تفاصيل حادثة الانفجار الذي راح ضحيته ثمانية من الأطفال أعمارهم تتراوح بين العاشرة وثلاثة عشر عاماً موضحاً أن الحادث نتج عن تفكيك الصبية لجسم غريب وجدوه في الخلاء ولاحقاً انفجر ليؤدي بحياة 7 أطفال في الحال بينما جرى إسعاف الثامن للمستشفى حيث لفظ أنفاسه الأخيرة هناك.
وأكد الناطق باسم الشرطة إن إدارته اتخذت كافة إجراءاتها الجنائية فيما يتصل بمكان الحادث وتحريزه واخذ العينات ونقلت الجثامين للمشرحة ولاحقاً تسليمها لذويها.
وحول الحوادث المشابهة أشار الفريق هاشم بقوله: تعلمون أن العاصمة المثلثة شهدت توسعاً أفقياً ضخماً في السكن وهذا أمر طبيعي للزيادة المضطردة في السكان وان هذه التوسعة طالت أماكن كانت مكانا للحروب الوهمية، وتاريخياً كانت أماكن لحروب حقيقية لذلك توجد فيها بعض المخلفات.
بيد انه عاد وأشار إلى انه من البديهي عندما يتم مسح هذه المناطق يتم تنظيفها ولكن تظل هنالك بعض البقايا.
ونوه الفريق هاشم بأن مؤسسة الشرطة الإعلامية وعبر برامجها في الفضائيات والإذاعات والدوريات وعملها المباشر تقوم بتوعية المواطنين بهذه الأجسام وتواجدها في أطراف مدن الخرطوم بحري وأم درمان، كاشفا عن استجلاب بعض هذه الأجسام من مناطق الحروب بدول الجوار، مؤكدا بأن الشرطة تقوم وباستمرار بتوعية المواطنين ولكن رغم ذلك تحدث مثل هذه الحوادث.
وحول التدابير المستقبلية لعدم حدوث مثل هذه الانفجارات يشير الفريق هاشم لمواصلة إدارته توعيتها للجمهور، وناشد جميع المواطن دائماً وابداً بتوخي الحذر خاصة في المناطق الطرفية وتحذير الأطفال والصبيان إذا ما وجدوا أجساما غريبة لا يعرفون كنهها، مع تبليغ الجهات المختصة.
احداث مشابهة
وفي الذاكرة كثير من الاحداث المماثلة التي راح ضحيتها اطفال او شباب وقد حدث في فبراير 2017 إنفجار لجسم في حي مايو جنوب الخرطوم مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين إصابات بعضهم خطيرة.
وقالت الشرطة وقتها إن الانفجار وقع في مخزن خاص ببيع الحديد «الخردة « بمنطقة الشاحنات في مايو جنوب الخرطوم، مما أدى لوفاة عامل وإصابة آخرين.وأضافت أن عددا من العمال كانوا بموقع الحادث يعملون على نقل الحديد الخردة قبل حدوث الانفجار وكما هو واضح ان العام 2017 شهد اكثر الإنفجارات للأجسام الغريبة حيث حدث في شهر فبراير من ذات العام انفجار جسم غريب في مبنى يقطنه أجانب بضاحية أركويت شرقي الخرطوم حيث يتكون المبنى أربعة طوابق باركويت مربع 48 في الساعات الباكرة من صباح احد الايام وسارعت الشرطة والأجهزة الأمنية الى تطويق المبنى.
حيث قال شاهد يسكن جوار المبنى ان الانفجار حدث في الساعة الثانية صباحاً بشكل مفاجئ لمبنى يقطنه اجانب من جنسيات عربية. واوضح ان فريقا من الادلة الجنائية وصل الى المبنى واغلق الشارع المؤدي اليه بالشريط الاصفر مانعا الاقتراب من المبنى . وقال شاهد آخر حاصرت الشرطة المبنى منذ الساعة الثانية صباحا وقت وقوع الانفجار وعلمنا ان الانفجار ادى اصابة احد الأجانب اصابات بالغة وهروب البقية الذين يقطنون الشقة الى جهة مجهولة ، واشار الى ان المبنى بالكامل يقطنه الاجانب وهو مجاور لمركز صحي عمر بن الخطاب، على مقربة من محطة لفة جوبا بشارع عبيد ختم، واضاف الشاهد ان سيارات تابعة للأمن جاءت لموقع الانفجار واجرت مداهمات واسعة للشقة التي حدث فيها الانفجار وهي في الطابق الثالث من المبنى، واضاف: اقتادوا حوالي 4 أشخاص من جنسيات عربية من داخل الشقة . واشار الى ان رجلا في العقد الثالث اصيب بجروح بالغة جراء الانفجار ونقل الى المستشفى.
وفي ابريل ايضا من ذات العام 2017 لقي مواطنان مصرعهما وأصيب آخرون وصفت حالة خمسة منهم بالحرجة إثر انفجار جسم غريب بمدينة الأبيض بولاية شمال كردفان .وقال مدير شرطة الأبيض آنذاك اللواء الهادي أحمد الدحيش إن الضحايا يعملون بسوق المدينة مشيرا الى أنهم أتوا لمزاولة أعمالهم بصورة طبيعية وأثناء ذلك عثروا على الجسم الغريب ، والذي رجح انه قد يكون من مخلفات حادث انفجار مخزن الذخيرة الذي حدث قبل ايام .
وكان والي شمال كردفان آنذاك أحمد محمد هارون ، قد أفاد بوقوع انفجار بمخزن الذخيرة التابع لقطاع هيئة العمليات بجهاز الأمن والمخابرات الوطني غرب مدينة الأبيض مخلفا خسائر محدودة .وقال إن الانفجار أسفر عن إصابة ستة اشخاص ، وناشد المواطنين بعدم التعامل مع الأجسام الغريبة واعطاء المعلومات للجهات المختصة
وفي يونيو من العام 2014 أعلن نائب في البرلمان مقتل (80) شخصاً، وإصابة (180) آخرين في إنفجار الغام أرضية خلال الأشهر الماضية في مناطق عديدة بشرق السودان.
وسلم النائب البرلماني عن دوائر همشكوريب شرق السودان، محمد طاهر اوشام رئيس البرلمان طلب إستدعاء لوزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين، لمعرفة ملابسات مقتل المواطنين وحقيقة الألغام بشرق السودان.
وكذلك في العام 2007 لقي ثلاثة اطفال مصرعهم واصيب رابع بجروح جراء انفجار قنبلة قرنيت بمنطقة سوبا الاراضي بالخرطوم . واوضح اللواء عبد الحميد الجاك مدير جنايات شرطة ولاية الخرطوم في تصريح صحفي أن جميع أعمار الأطفال دون السبع سنوات وانهم وجدوا جسماً غريباً عندما كانوا يلعبون فانفجر فيهم امام أحد المنازل المهجورة بمنطقة سوبا مشيراً الى أن الاطفال من بينهم ثلاث اشقاء مؤكداً أنه تم ارسال الجسم الغريب الى المعمل الجنائي للفحص إلا أن التحقيقات المبدئية اشارت الى انه قنبلة قرنيت .
وقال اللواء الجاك انهم ظلوا يشكون من قيام جهات معينة بالتخلص من اسلحتها عشوائياً بمنطقة سوبا مبيناً انهم رصدوا العديد من الحالات المشابهة من قبل محذراً من خطورة الظاهرة .
ودعا اللواء الجاك المواطنين الى توخي الحذر بعدم الاقتراب من الأجسام الغريبة ومنع الأطفال من اللعب في مناطق(القمامة) الى جانب التبليغ الفوري عند رؤية أي جسم غريب .
وفي 2015 لقي طفل في العاشرة من عمره مصرعه وأصيب ثاني، بجراح بالغة الخطورة اثر انفجار قنبلة كانا يعبثان بها بوسط محلية «تُلس « 80 كلم جنوب نيالا عاصمة جنوب دارفور.
وقال محمد الفاتح همة احد ذوي الضحايا ان الطفلين من أسرة واحدة كانا يلعبان بجسم غريب غير مدركين لخطورته ومالبث أن إنفجر وادى على الفور لوفاة احدهما فيما أصيب الآخر بجراح بالغة الخطورة، وتم إسعافه الي مستشفي نيالا التعليمي، ولكن لجسامة الإصابة تقرر نقله على جناح السرعة الى مستشفى بالعاصمة الخرطوم.
هكذا يذهب أبناؤنا ضحية للعب والهو وهم لا يدركون ما في انتظارهم جراء ما يقومون به ولكن ماذا على المسؤولين فعله للحفاظ على فلذات الأكباد الصغار وهم يريدون اللعب واللهو ولا يكترثون لأي شيء؟، فقط أردنا ان نحصر للمسؤولين عدد الضحايا الذين راحو ضحية الإهمال عسى ولعل تكون هنالك اجراءات صارمة للحد من هذه الكوارث .