![]() |
• بقلم:عبدالرحمن حامد |
فترة قصيرة وأيام معدودة لا تتخطى الأربعين قضيتها بأرض الشيخ زايد كان القصد منها تجربة اغتراب لتحقيق بعض الرفاهية في دولة الرفاه والسعادة ولزيادة الدخل الشخصي، أكملت الأيام وأنا في انتظار منحي إقامة بدولة الامارات العربية؛ ولكن بحمد الله لم يكتب لي رزق بها، فلم أجد بدًا غير العودة لحضن الوطن بعد اكمال أيام الزيارة .
كعادتي دائماً عندما أحل بمكان أهتم بتفاصيل ربما لا تجد الاهتمام عند الكثيرين ، فطبيعة السكان والعادات والتقاليد وغيرها تساعدني في اكمال متعة الزيارة، الحصول على هذه المعلومات من شعب الامارات صعب جداً ويبدو إن كثرة التواجد الأجنبي وخصوصاً من دول شرق آسيا جعل أهل البلد على بعد خطوات من الوافدين لكن ذلك لا يعني أنني لم اتحصل على كمية ليست بالقليلة من المعلومات التي أبحث عنها دوماً عن طبيعة المجتمعات وطرائق حياتها وثقافتها .
أعجبني جدًا التنظيم والاهتمام المتعاظم بالمساجد ، فالاهتمام ليس حكرًا على المساجد الموجودة في الأحياء الراقية كما هو الحال عندنا ، فكل المساجد داخل الدولة وحتى المبنية على الطرقات السفرية والمناطق البعيدة تشملها كل الخدمات والمعينات. وزاد أعجابي بتواجد إمام ثابت لا تقل هيبتة وملابسه عن التي يرتديها الأمراء ؛ هذا بخلاف الإشتراك في صفة الصوت الجميل وجودة القراءة .
وحسب ما شاهدته أظن إن الدولة تسير يومياً للأفضل بفضل الدعوات الصادقة لرئيس الدولة ولأمراء كل الامارات بنهاية كل درس أو خطبة جمعة في كل المساجد التي صادفت فيها دروس وجمع .
الدعاء للأمراء عندهم ليس من شيم علماء الدين فقط بل كل مواطن اماراتي يذكر الشيخ زايد أو أحد حكام الدولة يدعو لهم بالرحمة والتوفيق والاعانة من الله في حكم البلاد . والغريب في الأمر سماعي لهذه الدعوات حتى من صغار السودانين من مواليد الامارات فقد كان يحدثني أحدهم بأن المدرسة التي تلقى فيها العلوم بناها الشيخ زايد وترحم عليه وأضاف إن الذي زادها في البنيات والمعينات الدراسية هو الأمير فلان (ذكر اسمه ودعى له بالتوفيق والقبول) .
حقيقة كلما اسمع هذه الدعوات اتذكر السودانيين وغياب الدعاء للحكام والدولة مع إن الدعاء كما جاء في الحديث الشريف هو مخ العبادة .
والأجمل من ذلك هو اهتمام الأخوة في الامارات العربية بالموارد البشرية وتقييم أولو الألباب وأصحاب المواهب التقييم الأمثل واتاحة الفرصة وتهيئة الأجواء المناسبة والتي تعين على الابداع مما ينتج خير وفير لهم وللدولة .. فكم من فرد عاش بيننا بغير قيمة وعندما شد الرحال لأرض الشيخ زايد أصبح ذو مكانة عملية وعلمية واجتماعية .
واختم بمقولتين لحكيم العرب الشيخ زايد الأولى : (إن تعليم الناس وتثقيفهم في حدّ ذاته ثروة كبيرة نعتز بها، فالعلم ثروة ونحن نبني المستقبل على أساس علمي). والثانية: (لقد علمتنا الصحراء أن نصبر طويلاً حتى ينبت الخير، وعلينا أن نصبر ونواصل مسيرة البناء حتى نحقق الخير لوطننا) .. فقولوا لي بربكم هل هناك خير أفضل من اخذ الحكمة من افواه الإماراتيين .
