الثلاثاء، 26 مارس 2019

حوار:فى أول حوار له منذ عودته من صفوف الجبهة الثورية .. نصرالدين الهادى المهدى يدلي بشهادته على العصر في أحداث الجزيرة أبا (1)


محمد صالح عمر قاد خمسين من الأنصار لمهاجمة معسكر للجيش في ربك لحظة خروج الإمام..
الإمام الهادى دفنوه بـ«عنقريبو» في خور الدوم..
الجزيرة أبا قصفت بطيران سوداني ومدافع الهاون وثريا الزاكي أول شهيدة داخل منزل الإمام..
93 من شهداء
 الأنصار دفناهم بدون غسل ولا كفن  بمقابر سيدي الطيب..

حوار : عبدالوهاب موسى 

كشف نصر الدين الهادي المهدي في أول حوار له منذ عودته من خارج السودان بعد ان كان نائبا لرئيس الجبهة الثورية ،كشف أدق الأسرار عن أحداث الجزيرة أبا التي وقعت في الفترة  26 الى 31مارس 1970 وأستشهد فيها إمام الأنصار الهادي المهدي بالقرب من الكرمك كما استشهد عدد كبير من الانصار داخل الجزيرة أبا، نصرالدين حكى روايته كشاهد على العصر وكان في قلب الاحداث ،الوطن أجرت مع نصر الدين حوار عن احداث التاريخ ولكنه في نفس الوقت ادلى بدلوه حول مايدور فى الراهن السياسي فإلى تفاصيل الحوار.

بحكم أنك كنت شاهد على أحداث  الجزيرة أبا الكثيرون يتشوقون لقراءة روايتك وما الدور الذي كنت تلعبه؟
لا أود الخوض في الحديث عن ماسبق أن قيل عن أحداث الجزيرة أبا فهي معروفة ،إنقلاب مايو كان يرفع الأعلام الحمراء وكان الإمام الهادي وقتها متواجد في الجزيرة أبا ورأى أن في هذه الأعلام الحمراء مايستوجب الإنتظار حتى يستبين الأمر ،وبالطبع هو كان رافضاً لوأد الديمقراطية وظل مقيم في الجزيرة أبا، وأنا دوري كشاهد على الأحداث يأتي عندما زارني فى منزل الإمام الهادي  بود نوباوي  المرحوم المحامي فاروق علي البريرزوج خالتي نعمات عبدالله الفاضل والضابط  حينها مأمون أحمد الأمين شرفي وهو من الأقارب زاراني فى الساعة الثامنة مساءاً وطالبا مني نقل رسالتين على وجه السرعة للإمام الهادي بالجزيرة أبا من خلال خطابين مكتوبين، تم إطلاعي على فحوى الرسالتين وكان مضمونهما أن هناك قوة يتم تجهيزها بقيادة الضابط أبو الدهب والغرض من إرسال هذه القوة إعتقال الإمام الهادي وقد يدخلوا بالحيلة فالمطلوب مني التحرك قبل أن تصل القوة للجزيرة أبا لأبلغ الإمام الهادي بالرسالتين.
 فى أى المراحل العمرية كنت عندما حملوك هذه الرسائل؟
وقتها كنت في السنة الثانية بمدرسة أمدرمان الأهلية الثانوية وكنت استعد لإمتحان الشهادة السودانية في السنة التالية .
غادرت فجراً أنا والمرحوم قريب الله خليل مساعد السائق الخاص الإمام الهادى.
متى كانت مغادرتكم بالضبط؟
يوم الخميس الموافق 26 مارس 1970 وشاءت الأقدار أن تتعطل سيارتنا التي كنا نستغلها ولم نصل إلا مساء الخميس فوجدنا أن قوة أبو الدهب وصلت للجزيرة أبا ووقعت في كمين ووفق خديعة تم الإفلات من الأنصار ونحن وصلنا بعد أن تم إطلاق سراح القوة وذهبت مباشرة للوالد الإمام الهادي وسلمته الرسالتين .
ماتعليق الإمام  الهادي على الرسالتين ؟
قرأهما ثم قال هذا ما أراد الله،ولكن بالتأكيد إذا وصلت هذه الرسائل إلى الجزيرة أبا قبل أن تخرج  قوة أبو الدهب من الجزيرة ابا كان سيكون هناك شأن آخر ،ولكن هذا كله ترتيب إلهى.
هل هذا كان أول نشاط سياسي بالنسبة لك ؟
نعم كنت في الثانوي وهذا أول نشاط سياسي "ضحك ثم قال" "هو ليس نشاط سياسى انا كنت مندوب قالوا لي " أمشى أدي أبوك الرسائل دي"   أنا مرسال،ولكنني شاركت في الأحداث لأني  اخبرت الوالد بأنني بصدد المشاركة في رحلة مدرسية الى بوتسودان في مطلع ابريل وطلب مني ان أصلي معهم الجمعة في الجزيرة أبا وأغادر يوم السبت و فعلا صليت معهم الجمعة وكانت صلاة الجمعة تشهد حشوداً من خارج الجزيرة أبا من المناطق المجاورة يصلون مع الإمام ثم يغادرون بعد تناول وجبة الغداء ، و اعتاد الإمام ان يخاطب هذه الحشود بعد الصلاة  من خلال منصة في سرايا الإمام عبد الرحمن ونحن كنا مع الأنصار تحت وصعد الإمام الى المنصة ليخاطب الأنصار ثم يرفع معهم الفاتحة ويغادروا،فى أثناء مخاطبة الإمام للحشود بدأ القصف واطلاق الرصاص على الجزيرة أبا من الناحية الشرقية من منطقة عسلاية والجاسر وغربا من كوستي والطويلة وجنوبا من ربك ،وقتها كنت بالقرب من المرحوم قريب الله ومحمد صالح الكاروري وقررنا ان نذهب الى الجاسر بسيارة قريب الله للتأكد من الذي يحدث بالضبط  وفعلا وصلنا الجاسر فوجدنا المعركة مشتدة وأن الأنصار متمترسين خلف ساتر ترابي  ،وحضرنا المعركة مع الأنصار وكانت معجزة أن نجونا من الموت ،وهنا يحضرني المثل «أن الحي سبيبة والميت تبلدية»، وبقينا الى ان انجلت المعركة، وهناك بعض الأنصار غادروا الى قراهم القريبة  من الجزيرة أبا مباشرة بعد صلاة الجمعة لكن عندما سمعوا أصوات اطلاق النار عادوا واشتبكوا مع القوة على مشارف الجزيرة أبا بالجاسر وأجبروا القوة على الانسحاب .
هل هذه قوة أبو الدهب ؟
نعم  قوة ابو الدهب وكان ذلك قبيل صلاة المغرب بقليل وانجلت معركة الجاسر باستشهاد نحو 93 من الأنصار وشاركت في نقل الشهداء الى داخل الجزيرة أبا الى سرايا الإمام عبدالرحمن،وتفقد الإمام الهادي  الجثامين واأمر بدفنهم بدون غسل ولا كفن باعتبارهم شهداء ،ودفنوا في المنطقة التي استشهدوا فيها على منطقة الجاسر، قبيل دفن الجثامين ابتدأ قصف الطيران وكان يركز على المنطقة التي يتواجد فيها الإمام الهادي قبل المغرب بقليل بطائرات سودانية واستمر القصف نحو ساعة وتهدم جزء من بيت الإمام الهادي واصيبت ثريا الزاكي وكانت أول انصارية تم استشهادها في القصف.
لو وصفنا لحظة استشهاد ثريا ؟
اصابتها شظية اخترقت سقف المنزل، واضح انه كانت لدى القوات الحكومية  معلومات من داخل الجزيرة أبا عن مكان تواجد الإمام لذلك الأنصار اجتمعوا مع الإمام وقرروا  ان يغادر الإمام منزله الى مكان آمن ونحن  كأسر  ذهبنا الى منزل المرحوم خالد محمد ابراهيم بيًّتنا الليلة هناك وعلى مايبدو لي ان الإمام ذهب الى منزل عمه بشرى السيد حامد وفي يوم السبت انتقلنا الى غابة شمال الجزيرة أبا دفن فيها الشهداء ،وهي مدافن سيدى الطيب وذهبنا الى هناك كملجأ مع الوالدة  والالأهل والأطفال والاسر  ومكثنا هناك دون أكل فقط تناولنا شاي باللبن واستمر القصف يوم السبت ووزعت احدى الطائرات منشورات ، واستمر القصف وحدثت مقاومة من الأنصار بالسلاح الذي أرسله الشريف حسين الهندي ولكن المقاومة كانت ليست بحجم مواجهة قصف الطيران ،الأنصار حاولوا ضرب مصفاة كوستي بمدافع الهاون ولكن الحصار كان كاملاً على  الجزيرة أبا واستمرالضرب السبت والأحد والاثنين ونحن ذهبنا وكانت معنا السيدة وصال واثنتين من بناتها وذهبنا الى منزل بشرى السيد حامد فى يوم السبت لأن الغابة كانت فيها حشرات وأفاعي واستمرينا يوم الأحد والاثنين  هناك وكان كبار الأنصار يتشاورون مع الإمام الهادي و أخي الراحل الفاضل كان مرافقا للإمام  وكان خريج الثانوي ودرس السنة الأخيرة بكوستي ليكون قريبا من الإمام وهو أكبر أبنائه الموجودين لأن ولي الدين  كان خارج السودان، وفي مساء الاثنين اجتمع الأنصار بالإمام ورأوا إن استمرار وجوده في الجزيرة أبا سيعرض أهالي البلدة لمزيد من القتل وفيه خطر على حياة الإمام.
َمَن من الشخصيات البارزة التي كانت جزءا من إجتماع التشاور مع الإمام؟
لاأريد ذكر بعض الأسماء واترك الآخرين ،و مازال بعضهم أحياء موجودين، ولكن محمد صالح عمر كان موجودا وقام بدور بطولي، فلما قرر الأنصار ان يغادر الإمام الجزيرة المحاصرة وقتها جمع محمد صالح عمر مجموعة من الأنصار وقال لهم  انا أريد خمسين رجلاً متطوعا في مهمة لايعودون منها أبداً، فبادر الحضور بالمشاركة جميعهم ولكنه اختار من بينهم خمسين وتسللوا من الجزيرة أبا على متن ثلاثة »لواري »وذهبوا الى معسكر الجيش في معصرة زيوت ربك وهجموا على المعسكر بشكل مفاجئ وكانت هذه ساعة الصفر لخروج الإمام من الجزيرة أبا  فى يوم الاثنين 30 مارس وكنت شاهداً على كل الذي جرى وبالفعل قبل هذه اللحظات جمعنا الإمام الهادي وأخطرنا بقرار مغادرته الجزيرة أبا وطلب مني ان ارجع مع والدتي واخواتي  الى الخرطوم  ولكن شقيقي الفاضل صاحبه في الرحلة  من الجزيرة أبا وكنت غير راضي وبالفعل تحرك  الإمام بعربة "لوري" ومعه الخال محمد احمد مصطفى  والعمدة عمر مصطفى عمدة الشوال والملازم محمد علي  بجانب  سيف الدين الناجي، وأخذهم شوقار بالوري الذي كان مخصصا للتهريب ، ومن الأخوان المسملين محمد صالح ومهدي ابراهيم لم يرجعوا وتحركوا جنوبا الى سنار نحو الكرمك والسائق يفترض انه يعرف الشارع حتى داخل الحدود الأثيوبية ونحن استغلينا عربتين لاندروفر لنقل الأسر إحداهما يقودها العم علي الفاضل المهدي ربنا يرحمه ويغفر له والأخرى بقيادة قريب الله، وصلنا الخرطوم فجر الثلاثاء لأن ود نوباوي كانت محاصرة وضربت يوم الأحد فذهبنا الى منزل خالتي زوجة السيد محمد داؤود الخليفة وانقطعت صلتنا بالإمام منذ مغادرتنا الجزيرة أبا يوم الاثنين 30 مايو، ووصلتنا الأخبار يوم الأربعاء بأن الإمام الهادي تم العثور على جثته ضمن الجثث في منطقة الكرمك .
يقال أن الشريف حسين الهندي وقيادات معارضة طلبوا من الملك فيصل أن تمدهم السعودية   بالسلاح عبر اثيوبيا، ما صحة هذه الرواية ؟ 
فى الحقيقة الإمام الهادي كانت علاقته وثيقة بالملك فيصل وانا كنت شاهد على زيارة الملك فيصل للجزيرة أبا فى الستينيات وتم له استقبال خرافي ، فالملك فيصل والإمام الهادي متدينين بطبعهما وأرواحهما التقت و الأمر هو ليس مدَّهم بالسلاح او الأموال ولكن لما حدث انقلاب مايو ببعده الشيوعي اتصل الملك فيصل بالإمام الهادي وهو الذي أرسل له الشريف حسين ودكتور عمر نور الدائم وتفاكروا معه في كيفية رد الانقلاب الشيوعي وإعادة الديمقراطية للسودان ،وكانت علاقة  الإمام الهادي وثيقة بالإمبراطور هيلاسلاسي ،فالسعوديون يسروا المسائل اللوجستية ولكن السلاح جاء من الإمبراطور هيلاسلاسي  ونقل عبر الحدود باشراف الشريف حسين وعمر نورالدائم وطبعا منطقة جنوب النيل الأزرق هي منطقة قبائل رفاعة وهم بالطبع أغلبهم أنصار وهم صناديد.
هل فعلا تم نقل السلاح بالجمال ؟
نقل فعلا بالجمال في منطقة الحدود ولكنه حمل في عربات تجارية الى الجزيرة أبا ولكن هي الاقدار تجعل الإمام  لايتمكن من هذا الطريق  لأن هذا الطريق سالك بالنسبة للسائق الذي عبر به اكثر من مرة   .
أين كان السيد الصادق المهدي من هذه الأحداث ؟
سيد صادق جاء الى الجزيرة أبا بعد الانقلاب وكان موجود مع الإمام الى ان جاء مناديب من نظام مايو طلبوا التفاوض مع سيد صادق والأمير نقدالله، والفاتح بشارة ،والخال اسماعيل عبدالله الفاضل ،وصلاح عبدالسلام ، يرحمه الله والإمام كان قلبه غير مرتاح للأمر لكن اقنعوه بأن هذه فرصة للتفاوض ليجنبوا البلاد الدماء فاجتمع سيد صادق مع أفراد من الحكومة المرة  الأولى وفى المرة الثانية اعتقلوه وأحالوه الى شندي .
ما الدور الذي لعبته مجموعة المعارضة في الخارج ،دكتور عمر نورالدائم والشريف حسين الهندي لتأمين رحلة الإمام الى اثيوبيا ؟
لم يكن لهم دور وليست عندهم معلومة لأن أحداث الجزيرة أبا وقعت فجأة ولما تم اطلاق النار على الإمام  في الحدود كان هناك ضابط  الشرطة مختار طلحة و حسن احمد دفع الله ضابط الاستخبارات العسكرية ،فمختار طلحة جاء مع العساكر ولما وقع اطلاق النار خافوا لأن الحدود كانت قريبة جدا ومتوقع تحت اي لحظة ان يهجم عليهم الاثيوبيين وتركوا الإمام في محله ومعه الخال محمد احمد وسيف الدين الناجي، وقتها الإمام تعرض لإطلاق النار في رجله، والإمام كان يحمل مسدس، ولما كان الإمام وصحبه في الطريق خلصت الماء وكان معه خاله عمر مصطفى مصابا بالسكري وشعر بأنه سيعطلهم ويبدو ان السائق تاه من الطريق ووجدوا قرية قريبة للشارع وانقسموا الى مجموعتين مجموعة فيها الفاضل ابنه ومحمد علي وسيف الدين الناجي ومحمد احمد مصطفى  رافقوا الإمام ،والعمدة عمر وعبداللطيف من الأخوان المسلمين وآخرين ذهبوا مع العمدة عمر ليبحثوا له عن ماء وكان هناك عمال طرق لما رأوا المجموعة شككوا فيهم فعطلوهم واستدرجوهم واتصلوا بالبوليس في الكرمك وقالوا لهم أمامنا مهربين نحن سنعطلهم لكم، وبالفعل جاءت الشرطة ووجدت المجموعة محاطة بعمال الطرق فاقتادوهم واعتقلوهم ،ومختار عرف ان هناك مجموعة اخرى فذهب ليلحق  بها وكانوا لايعرفون ان الذي في الشجرة هو الإمام الهادي في وقت العصر وكانوا شاهرين سلاحهم ومعه ثلاثة عساكر فى يوم الثلاثاء عصرا ،فالمرحوم الفاضل لما رأى العساكر يقولون لهم« يازول اقيف ارفعوا ايديكم«  الفاضل تقدم وكان جسورا ،فمختار طلحة كان يحمل رشاش صغير والعساكر يحملون بندقية ابوعشرة -وهذه رواية مختار- فالفاضل ذهب الى مختار وأمسك بالرشاش   ، فمختار لايريد اطلاق الرصاص لانه يرى  ان الحدود قريبة فأشتبك مع الفاضل ،وقتها الإمام اشهر مسدسه ليحمي الفاضل من العساكر وعندما رأى احد العساكر الإمام يشهر مسدسه ضرب الإمام الهادي ،فالضربة صادفت الشريان في الفخذ وهذه الضربة برأت العسكري بامسيك لأنها فى اطار تصرفه الشرعي للدفاع عن ضابطه الأعلى فالفاضل تخلًّى عن الرشاش وقال للعسكري ضربت الإمام الهادى فوجوده ينزف بغزارة وسيف الدين الناجي حاول ان يوقف النزيف وتحرك مختار وترك اثنين من العساكر مع الإمام الهادي وذهب ليأتي بعربة تنقل الإمام « مختار نفسه ادخله  الإمام الهادي للبوليس لأن أبوه كان وكيل للإمام في عطبرة.»
 في هذه الأثناء كان الإمام يحتضر وكان سيف الدين الناجي قد وضع الإمام في حجره ويقرأ عليه الراتب وقد ذهب الفاضل ومحمد علي مع العساكر وتركوا الخال محمد احمد وسيف الدين الناجي مع الإمام وفي هذه الأثناء جاء ضابط  الحكومات المحلية وله سلطات قضائية وهويحمل مسدس ،وقتها الإمام أستشهد فطلب الضابط من سيف الدين ان يبتعد عن الإمام فرفض وأطلق أعيرة نارية على رأسه ،فجاءت العربة ونقل جثمان الإمام وسيف الدين الناجي والخال محمد أحمد، وجاءت التعليمات بأن ينقل الفاضل والمجموعة الى الدمازين وكانت تعليمات  النميري أن تتم تصفية الجميع ولكن هؤلاء شاهدهم الناس وبالتالي صعبت تصفيتهم وفي منطقة اسمها خور الدوم بالقرب من حِلَّة الشيخ أملس  جنوب الدمازين بعشرين كيلو ، جاءت للرائد تيراب  التعليمات بتصفية الجميع وطلب حفر قبور وقال للخال محمد أمشي شرق، وقتها الخال كان حياً، وأدى توجيهات لعسكرى جنوبي وأخر شمالي وقال لهم أضربوه في رأسه وضربه أحدهم ،وفى هذا المكان دفن سيف الدين الناجي والخال محمد احمد فى قبر واحد والإمام الهادي دفنوه "بعنقريبو" في خور الدوم  والفاضل ومن معه جاءوا بهم الى الدمازين ونقلوا بطائرة خاصة الى الخرطوم.