الخميس، 28 فبراير 2019

تحقيق:امتحانات الشهادة السودانية...هل يكفي التأمين لتفادي المخاطر ؟

معلمون:الطلاب همهم الأول عبور هذه المرحلة والالتحاق بالاخرى
مراقب: التأمين  الذي تم في هذا العام مختلف عن الأعوام السابقة 
وكيل وزارة التربية والتعليم: هناك معالجات واجراءت وتحوطات وضعت لضمان سرية الامتحانات
تحقيق : عائشة عبداللـه
ليس هناك ادنى شك في حرص الدولة على تأمين امتحانات الشهادة السودانية ،حيث اعلنت وزيرة التربية والتعليم الجاهزية التامة لتأمين الامتحانات وبداية انطلاقها في الثاني من مارس ، وقال وكيل وزارة التربية والتعليم انه قد تمت التهيئة الإدارية والفنية وتجهيز متطلبات الامتحانات من طباعة وأرقام جلوس الطلاب ، كما نفى تأثر الامتحانات بقانون الطوارئ والحراك الحالي ، ولكن ما يزال القلق والخوف ينتاب الأسر والطلاب ان تؤدي الأوضاع التي تمر بها البلاد هذه الايام الى تأجيل او اختراق للامتحانات حيث كانت هناك اربعة احداث خلال السنين الماضية ادى بعضها الى اعادة امتحانات الشهادة السودانية في الاعوام (0991- 3002-6102) واخيرا في العام الماضي (8102) بعد تسرب امتحان الكيمياء واعادته مرة اخرى، كل هذه الاحداث كانت في اوضاع غير التي نعيشها اليوم الأمر الذي يرفع نسبه ،الخوف والحذر   وسط الأسر بعد ان بذلت جهودا جبارة لتهيئة الطلاب وبيئة  المنازل  لتوفير اجواء ملائمة للتحصيل الاكاديمي، - الوطن-  سلطت الضوء على هذا الموضوع واستمعت الي عدد من الآراء ووجهات النظر ذات الصلة وخرجت بالسطور التالية..
نتيجة الاعادة
زينب اسماعيل (ممرضة)  التقتها الوطن للحديث حول تأمين امتحانات الشهادة السودانية وقالت ان على الدولة تأمين الامتحانات بتكثيف الحراسة في جميع الثغرات التي قد تؤدي الى تسريب الامتحانات داخل وخارج السودان وسردت قصة اعادتها لامتحان الشهادة السودانية في العام 0991م موضحة بأنها كانت تجربة قاسية فقد كانت طالبة بالمساق العلمي بمدرسة كوستي القديمة الثانوية وكانت متشوقة للوصول للمرحلة الجامعية ،وتضيف قائلة :  اجتهدت كثيرا في استذكار دروسي وسعيت بكل جد واجتهاد اثناء سير الامتحانات حتى تمت بسلام ، ولكن شاءت الأقدار ان يتم كشف الامتحانات من قبل الحركات المتمردة بمنطقة جبل الطينة الأمر الذي ادى لاعادة الامتحانات بأكملها في ذلك العام ،وتقول زينب انه قد اصابها إحباط شديد بعد اعلان الدولة عن نيتها لإعادة الامتحانات بعد مضي شهر واحد تقريبا على انتهاء الامتحانات ،وبينت ان ما حدث تسبب في قلق وتوتر الطلاب وأسرهم ولحقت بهم الكثير من  الأضرار المعنوية والمادية ،وتصف  زينب تجربة اعادة الامتحانات بأنها تجربة قاسية ولكن رغم ذلك  خضناها وخرجنا منها ناجحين الحمد لله ووصلنا الى بر الأمان ودنيا الدراسة الجامعية التي استطعت بعدها  الحصول على هذه الوظيفة وناشدت الأسر بتهيئة الأجواء اللازمة للطلاب اثناء سير الامتحانات .
يأس واحباط
الشعور باليأس والاحباط والتخوف من تجربة اعادة الامتحانات مرة اخرى هو ما لمسناه خلال حديثنا الى الطالبة منتهى الطيب والتي ستجلس لأداء امتحان الشهادة السودانية هذا العام وتقول منتهى ان مسألة تأمين الامتحانات مهمة جدا ،وتضيف انها من ضمن  الذين جلسوا لإعادة مادة الكيمياء في العام السابق،بعد تسرب الامتحان،وتؤكد انها تجربة صعبة ،وقالت : كنا نسعى الى انتهاء تلك الفترة بكل جهد ومثابرة بعد الجهد الذي بذلناه خلالها إلا اننا تفاجأنا بنبأ الإعادة وقد اصبت بحالة من الاحباط واليأس،ورفضت مسألة الجلوس مرة اخرى لما اصابني من مرض جراء الضغوط والسهر المتواصل ، ولكن بعد تدخل الأسرة وافقت على الجلوس للامتحان بدون اي عزيمة الأمر الذي ادى الى فشلي في المادة ، وشعرت ان اعادة الامتحان هي التي تسببت في ذلك،بعد ان كنت احرز أعلى الدرجات في المواد العلمية وفقدت الرغبة في القراءة ، وهذا العام اجتهدت الأسرة في اقناعي بالاعادة ولكنني رفضت الفكرة تماما وبقيت بالمنزل لمدة اشهر منذ بداية العام الدراسي الى ان تدخلت اطراف اخرى عندها وافقت والتحقت بالمدرسة مرة اخرى ، والان ابذل كل جهدي  حتى اتخطى تلك المرحلة .وختمت حديثها قائلة اتمنى ان لا تتكرر التجربة مرة اخرى ، لأنها  تسبب كثير من الاضرار المعنوية والمادية للطلاب والأسر .
وحول هذا الموضوع كان لابد من معرفة وجهات نظر بعض المعلمين حيث افادت الاستاذة علوية محمد حامد (معلمة ثانوي ومراقبة بمركز مدرسة الجبلين الشمالية بنات) ان الاستعداد والتأمين في هذا العام جاء مختلفا عن بقية الأعوام السابقة حيث تم تعيين استاذ خاص مسؤول عن حراسة المخازن بقسم الشرطة بجانب أفراد الأمن والمباحث والشرطة الذين أوكلت اليهم نفس المهمة حتى تسير الامتحانات بصورة مطمئنة وفقا لما حدد لها ، وتضيف علوية مؤكدة ان التأمين الذي حدث في هذا العام مختلفا تماما عن الاعوام الماضية لما فيه من جاهزية واستعداد ، وفيما يختص بفرض حالة الطوارئ  بالبلاد وأثره على تقييد الطلاب اثناء المراجعات والمعسكرات الليلية التي تقيمها بعض المدارس اوضحت ان فرض قانون الطوارئ  لن يؤثر في المراجعات وان معظم الطلاب الذين يرابطون بالمدارس تنتهي فترة مراجعتهم مابين الساعة العاشرة وحتى الحادية عشر ، وبحسب قولها هذه الفترة كافية حتى يستطيع الطالب التركيز ،مشيرة الى ان قانون الطوارئ  يصب في مصلحة المواطن والحفاظ على الأمن والانضباط، وختمت حديثها مناشدة الأسر والطلاب بالتحلي بالطمأنينة وترك القلق للخروج من الامتحانات بنتائج مرضية ،
وفي ذات السياق قطعت الاستاذة سناء الحاج (معلمة) بأن الطلاب همهم الأول والأخير هو عبور هذه المرحلة بنجاح والالتحاق بالمرحلة الجامعية ، لذلك على الدولة ان تبذل قصارى جهدها في توفير الأجواء الملائمة للطلاب لتحقيق اهدافهم بعيدا عن التوتر والقلق، وتضيف ان الوزارة اعلنت عن تأمين امتحانات الشهادة وليس هناك داٍع للقلق وقالت ان معظم الطلاب والأسر ينتابهم الخوف في ظل هذه الاحداث التي تمر بها البلاد ، وتوقعت بأن تبدأ الامتحانات وتنتهي بصورة جيدة دون حدوث اي طارئ وقالت ان الأسر كرسوا جهودهم من اجل عبور ابنائهم لهذه المرحلة بسلام الأمر الذي يجعلهم يعيشون معهم هذه اللحظات لحين انتهاء فترة الامتحانات ،وطمأنت الأسر على تخطي الطلاب لهذه المرحلة بسلام  مع توفير الأجواء الملائمة لهم .
ترتيب واستعداد
من جانبها أكدت وزارة التربية والتعليم انها اكملت الاستعداد والترتيب لانطلاق امتحانات الشهادة الثانوية في الثاني من مارس القادم،وبلغ عدد  الجالسين للامتحانات (539098) طالبا وطالبة،وبلغ عدد المراكز(3944) مركزاً  داخل وخارج البلاد، وقال وكيل وزارة التربية والتعليم  الطاهر حسن الطاهر خلال الموتمر الصحفي الذي عقده يوم  السبت الماضي بأنه تمت التهيئة الفنية والإدارية لانطلاق الامتحانات في موعدها و تجهيز كل متطلبات الامتحانات حيث اكملت الوزارة طباعة الامتحانات وتمليك الطلاب ارقام الجلوس اضافة الى اختيارالمراقبين واعضاء (الكنترول)  وفقاً للمعايير ، منوها الى ان قانون الطوارئ  لن يؤثر على سير عملية الامتحانات وليست لها صلة بالحراك الحالي ، وان الامتحانات هم وطني يشغل كل أسرة مؤكدا بأنهم قاموا بوضع معالجات وإجراءات وتحوطات لضمان سرية الامتحانات .