٭ تكاثرت وتزايدت الاخفاقات والأزمات خلال فترة ما يسمى حكومة الوفاق في بلادنا ، وعلى أهلنا وفي تتابعٍ عاصفٍ وخانقٍ بين الفينة والفينة ولا نكاد نمد حبل الصبر على واحدة ، ونفيق منها حتى تلطمنا الأخرى بقسوة وبقوة لتزلزل كياننا بسبب الفساد الذي عم بلادنا في كل مرفق من المرافق ، ونيران الفتنة الطائفية والحزبية ووحشية الاقتتال بين ابناء الوطن الواحد ، بل قبائله وفصائله وقياداته؛ ونتساءل بكل دموع زارفات وحسرة نادمة لماذا لم يستمع أحد للأصوات العاقلة والنداءات المخلصة ؛ التي حذرت النظام الحاكم ، طوال سنوات حكمه من خطر ترك هذه الاخفاقات والأزمات دون علاج ، ودون محاسبة ومراقبة ،بل تعاملت بعض القيادات المسؤولة من ماعون الحكومة عينها وبمنطلق أنها الوحيدة المسموح لها بالتفكير والتخطيط والتغيير والحلول واتخاذ القرار ؛ أما ماعدا ذلك من أصوات ونداءات فهي في نظرهم ضجيج وإزعاج وعواء واتهام باطل لا يستحق الانتباه والاعتبار . وكان مصيرهم تكسير اجنحتهم وياما في السجون مظاليم ، ومن بعد لقاء رئيس الجمهورية بالصحافيين وكنا نتوقعه ميثاق شرف لنا وللآخرين بالادلاء بافكارهم ونقدهم الهادف البناء لمسيرة البلاد ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن
٭ ان السودان للسودانين جيعهم وبمختلف أديانهم وقبائلهم ، وانتمائهم وان هذا ديدن السابقين وقولهم وفي مقدمتهم الإمام عبدالرحمن المهدي والسيد علي الميرغني ومن في ما عونهم الزعيم الازهري، ومحمد احمد امحجوب وغيرهم من التكوينات السياسية وهم الذين رسموا ملامحه بدون أن يتلاعب بنا أصحاب المصالح والتربيطات الخاصة أو يعيدنا أحد إلى المتاهات وهذا تدفعه وتبحث عنه دول الاستعمار الحديث وعليه إن الفرصة مواتية ، فعقل الأمة السودانية بخيره ولم ينضب ، ويملك ثروة من المفكرين والخبراء والعلماء في السودان داخله وخارجه ، فهي ثروة أخرى ، بل هي أهم الثروات على الاطلاق حبانا لله بها وساعدت وساهمت في تطور الكثير من الدول الشقيقة والمجاورة ولازالت ؛
٭ نحن في الصحافة إن كان لها دورٌ حسب موقعها في الدستور واحترام كتابها وحريتهم وليس تهميشهم وحبسهم نرى إن ظروف السودان وأهله الابطال الراهنة وما آل إليه وما سيؤول إليه يتطلب بأن نعمل بيد واحدة وايد على ايد تجدع بعيد . بتجميع مجلس مصغر من الحكماء والخبراء في بلادنا والمشهود لهم بكفاتهم وحبهم لوطنهم وامانتهم وتجردهم .
وتوضع أمامهم مهمة الخروج من نفق الأزمة وثقافة الأزمة وتحدد لهم مهلة زمنية للوصول إلى اتفاق جماعي لعلاج الحال المعوج في البلاد وبحكمة وعقلانية وبمنهج عمل قابل للتنفيذ الفوري والسريع وبشرط أن يكون هذا المجلس بعيدًا تماماً عن سطوة وتدخلات النظام الحاكم وغيرهم من المشبوهين أصحاب المصالح والدفاع عن الباطل وأن تتاح لهذا المجلس كل المعلومات المطلوبة التي يطلبها وبصدق وشفافية وأمانة ويحق له استدعاء أي قيادي أو مسؤول لسماع شهادته مع كل الضمانات الحرية البحث والمناقشة والطرح بحيث يتم تقسيم أعضاء المجلس إلى ثلاث مجموعات وكل مجموعة تتخصص ببحث موضوع واحد من ثلاثية الأزمة وثقافة الأزمة
ولى عودة إن اذن الله لي بذلك.