الخميس، 1 أغسطس 2019

مقالات:متي يتوقف حصد الأرواح؟!.


محمد الأمين

 فجعت مدينة الأبيض-حاضرة ولاية شمال كردفان-في ظهيرة يوم الإثنين الموافق التاسع والعشرين /يوليو،بموت 8 من طلاب المدارس ، وعدد من الجرحى أيضا فوق العشرة أو يزيد قليلاً ، حسب الافادات والأنباء من هناك..ليس لهم ذنب أو جريرة اقترفوها سوى خروجهم ومطالبتهم السلمية ، بسبب انعدام وسيلة المواصلات التي تقلهم إلى مساكنهم!!
أي غدر وأي وحشية مثل هذه؟بل إلى أي مدى يمكن أن نتصور أن الرحمة والرأفة نزعت من قلوب هؤلاء،وقست قلوبهم ، وأصبحت كالحجارة وأشد..!لدرجة أن سمح لهم ضميرهم بالضغط على زر السلاح ، من أجل حصد وزهق أرواح أنفس هؤلاء الطلاب اليافعين العزل..ربمالا يدري القاتل كيف أصبحت بيوت أسر الشهداء والحزن يخيم عليها،ومقدار الحزن والألم والجرح الغائر في قلوب أمهات وآباء الشهداء؟!بالفعل يعلم ولكنه لا يمتلكه أي إحساس رحمة وتأنيب ضمير حينما يمسك بالسلاح ، ويغويه ويرغمه على القتل!!ويخيل إلى القاتل أنه في رحلة تصوير مشاهد من فيلم(آكشن)..!!
إلى متى تتوقف عملية حصد الأرواح هذه؟..بصراحة أصبحت لكل تظاهرة أو مسيرة سلمية لها فاتورة..والفاتورة هي سقوط القتلى والجرحى..إلى متى يتم قفل شلالات الدماء التي أُريقت منذ بداية الثورة في فترة حكم الرئيس المخلوع ، وتضاعفت أعداد القتلى بمتوالية هندسية في فترة حكم المجلس العسكري الانتقالي..والمحزن أنه منذ فترة حكم الرئيس المخلوع ، وإلى الآن دائماً ماتقيد جرائم قتل الشهداء ضد(مجهول)،وبتبريرات ومصطلحات لا تروي غليل ولا تقنع..سوى مزيداً من رفع درجات الغضب والحزن أصلا أصبح موغل في صدور أسر وذوي الشهداء،مثل مندسين،قناصة الخ..والسؤال الذي يدور في أذهان العامة ، إلي من تتبع هذه(القناصة)؟ومنذ زمن بعيد وإلى الآن وهي في عملية قنص دائمة، وما مصلحتها في ذلك؟..وكيف يمكن لهؤلاء(القناصة)يعتلوا على ظهر المباني الشاهقة والعمارات،وفي وضح النهار  بسلاحها (تقنص)وتحصد وتنزل سالمة غانمة من غير أن توقفها السلطات!!
لم نسمع ولو مرة واحدة أن السلطات تمت القبض على قناصة يطلقون النار..إذا لابد من فك(شفرة) هذه القناصة التي وسعت ومددت مساحات الحزن والأسى وسط الأسر السودانية..والمجلس العسكري هو المطالب بفك(شفرة)هذه القناصة واللغز المبهم لهذا الاسم،والقبض عليها طالما هو السلطة الحاكمة في هذه البلاد..وله أجهزة أمن واستخبارات تعمل بدقة عالية وتمكنت من قبل وكشفت عن جرائم كانت تمارس في غاية السرية، مثل الكثير الذي شاهدناه في الأخبار وما نقرأه في الصحف مثل القبض على خلية كذا التي تتاجر أوتهرب السلاح في بيت ما..على سبيل المثال لا الحصر ، وجرائم تزوير المستندات والمخدرات..إلى آخر الجرائم التي تمارس في غاية السرية،السلطات استطاعت القبض عليها والكشف عنها والدافع من ورائها..فما المانع من القبض على هذه (القناصة)التي أصبحت مثل الأشباح لا ترى بالعين المجردة؟!أم أن هذه القناصة تستخدم سحر موسى حينما تبدأ  رحلة القنص والصيد؟.لابد للحقيقة أن تنجلي.